في تصريحات مستغربة خاصة بعد النتائج المبشرة التي نتجت عن قمم الرياض الثلاث وكانت لها أصداء إيجابية واسعة في العالمين العربي والإسلامي ومن مختلف دول العالم، صدرت مساء أمس تصريحات لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جاءت مخالفة لتوجهات الإجماع العربي والإسلامي والدولي الذي ظهر جلياً في القمم التي استضافتها الرياض قبل أيام خاصة فيما يتعلق بإرهاب الدولة الذي تمارسه إيران بتدخلاتها في الشأن العربي بصورة سلبية أدت إلى النزاعات القائمة معتبراً إياها دولة «إسلامية كبرى» ويجب التعامل معها على هذا الأساس. كما جاء في تصريحات أمير قطر أمس قوله إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تواجه مشكلات قانونية داخلية، وفيما يتعلق بقاعدة العديد العسكرية قال أمير قطر إنها تحمي بلاده من أطماع دول مجاورة، وأنها هي الفرصة الوحيدة لأميركا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره على حد قوله. الدوحة: إدارة ترمب تواجه مشكلات داخلية وقاعدة العديد فرصة واشنطن لامتلاك النفوذ بالمنطقة وفيما يلي نص تصريحات أمير قطر: أكد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر؛ أن ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار معروفة الأسباب والدوافع، وسنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات؛ حماية للدور الرائد لقطر إقليمياً ودولياً، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها. جاء ذلك في حديث لسمو أمير قطر بثته وكالة الأنباء القطرية على موقعها بعد حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال صباح أمس. وقال سموه: إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش مضيفاً: إن الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل. وأضاف سموه: ولا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله داعياً الأشقاء في جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين إلى مراجعة موقفهم المناهض لقطر، ووقف سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة، مؤكداً أن قطر لا تتدخل بشؤون أي دولة مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه. وشدد أمير قطر أن العلاقة مع الولاياتالمتحدة قوية ومتينة رغم التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأميركية الحالية، مع ثقتنا أن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الاميركي، وأشار سموه إلى أن قاعدة العديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها هي الفرصة الوحيدة لأميركا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره. وعن القمة العربية الإسلامية الأميركية التي شاركت فيها قطربالرياض، جدد سموه شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الحفاوة وكريم الضيافة، داعياً إلى العمل الجاد المتوازن بعيداً عن العواطف، وسوء تقدير الأمور، مما ينذر بمخاطر قد تعصف بالمنطقة مجدداً نتيجة ذلك، وبين سموه أن قطر لا تعرف الإرهاب والتطرف، وأنها تود المساهمة في تحقيق السلام العادل بين حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني واسرائيل؛ بحكم التواصل المستمر مع الطرفين، فليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة. وشدد أمير قطر على أن قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أميركا وإيران في وقت واحد؛ نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة. ودعا أمير قطر إلى ضرورة الاهتمام بالتنمية ومعالجة الفقر، بدلاً من المبالغة في صفقات الأسلحة، التي تزيد من التوتر في المنطقة، ولا تحقق النماء والاستقرار لأي دولة تقوم بذلك. واختتم أمير قطر حديثه بالتأكيد على التزام دولة قطر بمواقفها السياسية الراسخة تجاه القضايا العادلة للشعوب العربية، مهما تعرضت لمحاولات تشويه، أو هجمات تستهدف زعزعة موقفها والإخلال بدورها.