هل يجدر بي أن أدخر أم أستثمر؟

دائما ما يراودنا سؤال حول المجازفة والاستثمار أم الادخار للأيام السوداء، والاجابة طبعا تعتمد على خططك وأهدافك المالية. ففي البداية لا بد ان تعلم الفرق بين الادخار والاستثمار، والتعمق في مفهوم كل منهما لتقرر بعدها ماذا تريد أن تفعل بأموالك.
إن الادخار هو جمع جزء صغير من أموالك على المدى الطويل، وهي عادة لشراء منزل أو سيارة أو للطوارئ لا سمح الله، وبخلاف الادخار يأتي الاستثمار وهي استخدام جزء من أموالك التي قمت بادخارها لفترة ما وتدويرها بهدف الربح وزيادتها، فعلى سبيل المثال يمكنك استثمار أموالك في العقار أو الأعمال التجارية والخاصة لا على أساسيات أو كماليات كما الادخار.
أما عن هل ينبغي عليك ادخار أموالك، فالجواب دائما يأتي اخر الشهر حينما لا يتبقى شيء في رصيدك البنكي، مما يتطلب عليك ان تضع خطة مالية لمصروفاتك ومدخلاتك وما تصرف عليه اكثر والاساسيات والكماليات.
إن القاعدة العامة هي ادخار ثلاثة أشهر من دخلك دون ان تكون لديك القدرة على استعماله او الوصول اليه وصرفه. حينما تنتهي ثلاثة أشهر من ادخارك فهنيئا لك حسابك الطوارئ الاول لك، الأفضل لك ان تستمر وان ترفع نسبة ادخارك الى 10٪ من مدخولاتك او مستحقاتك الشهرية. أما متى يجب عليك ان تتوقف عن الادخار، هي فيي حال كان لديك قروض مما يجعلك مسيطرا نوعا ما على مدخراتك بما فيها تسديد قروضك.
يجد العديد من الناس أنفسهم مدخرين بالفطرة لا مستثمرين، كون الاستثمار يتطلب جرئه في التصرف بالأموال والخسارة في نفس الوقت. وقد يكون الاستثمار طريقة رائعة للاستفادة من مالك المدخر، ولكنها ليست بالعملية السهلة، حيث تعتمد على أهدافك وخططك المستقبلية سواء كانت قصيرة ام متوسطة ام طويلة المدى. فالخطط القصيرة لا تتجاوز الخمس سنوات، بيننا تصل المتوسط الى 10 سنوات، وهذين النوعين اكثر ما يقوم به عامة الناس. في المقابل نجد الاستثمار طويل المدى لأولئك الذين لا يحتاجون هذه الأموال خلال هذه السنوات او أكثر وهي عادة مرتبطة بالأثرياء او أصحاب الدخل المرتفع.