عبدالرحمن علي حمياني (المثقفون المزيفون.. النصر الإعلامي لخبراء الكذب) هو عنوان كتاب، لمؤلفه: باسكال بونيفاس، ترجمة روز مخلوف، ونشر دار ورد في دمشق، حيث يوضح المؤلف أنه أصابه الذهول من المثقفين الذين لا يتورعون عن اللجوء إلى حجج مخادعة، وأنهم يلجؤون إلى حجج هم أنفسهم لا يصدقونها، ويعمدون إلى وسائل غير شريفة. ويشير إلى أنه:" عندما تكذب النخب على هذا النحو علينا ألا نستغرب إعراض الجمهور عنها" ويستشهد بالحال في فرنسا:" والواقع أن القطيعة بين المواطنين الفرنسيين وبين النخب تكبر بازدياد" ويلمح إلى أن:" البحث عن الحقيقة وحده في تقدير –بندا- هو الذي يجب أن يوجه المثقف" ويتطرق في كتابه إلى البرامج التلفازية، ويلمح إلى أن الوقت في التلفزيون قصير" ويستشهد: " نتذكر ذلك السؤال الذي طرحه – برنار بيفو – على المستشرق الكبير مكسيم رودنسون في نهاية برنامج: " هل تستطيع أن تقول لنا في ثلاثين ثانية هل الإسلام دين عدائي أم لا" البرنامج التلفزيوني ساخن وتفاعلي ولا مكان لبرودة التحليل أو للوقت التربوي الطويل" ويلفت النظر إلى ما أشار إليه ريجيس دوبريه في كتابه ( السلطة الفكرية في فرنسا) قبل ثلاثين عاما" وسائل الإعلام تتجه نحو الشخصي لا نحو الجماعي، نحو الأحاسيس لا نحو العقل، نحو الفردي لا نحو الكوني" ويتوجه إلى الإعلاميين بقوله: " مطالبون بوضع موهبتهم وشهرتهم في خدمة قضايا أكثر عمومية" ويتساءل: " هل يدافع المثقف عن قضية لكي يخدمها أم لكي يستخدمها لتحسين شهرته وشعبيته وحيزه الشخصي في المشهد الفكري" وفي هذا السياق يؤيد – باسكال بونيفاس- الصحافة المكتوبة، ويصفها ب (الجدية – تعتبر مرجعية وجادة ) في مقابل الإنترنت التي هي نبع للتضليل الإعلامي، حسب وصفه. ولكنه يلفت النظر إلى أن" الإنترنت وسيلة إعلامية تفيد في تصويب الصحافة المكتوبة التي تعطي الأفضلية للمقربين" وعندما يتحدث عن الصورة الذهنية، او النمطية لدى بعض المثقفين يقول: " في الوقت نفسه وفي الخفاء، سوف تختلط الأمور أكثر: مسلم يساوي "إسلامي"، يساوي "أصولي"، يساوي "إرهابي"، أو أيضا إذا لم يكن جميع المسلمين إرهابيين، فإن جميع الإرهابيين مسلمون" ويسلط الضوء على المسلم المرغوب لدى بعض المثقفين:" ولكي يعتبر المسلم معتدلا يجب على المسلم ألا يلتزم بمبادئ الإسلام، وألا يكون مؤمنا، وتعتبر ممارسة الصلاة أو صوم رمضان دليل تطرف ديني" ويضرب مثالا عندما جرى الاحتفال بالنائبة الهولندية السابقة ( آيان هرزي علي ) ذات الأصل الصومالي عندما أنكرت الإسلام، وكيف تم تمجيدها وتعظيمها؛ بالرغم اعتمادها خطابا يصب في مصلحة صدام الحضارات. وعلى حدة طرحه فإنه ينصف بعض المثقفين فيقول عن ألكسندر آدلر:" هو في الحقيقة موهبة حقيقية مضيعة، فذكاؤه وذاكرته وإمكاناته كان من الممكن أن تصنع منه أحد أكبر مثقفي عصرنا" ويطالبه:" ليته أحاط مواهبه الهائلة بقدر أكبر من النزاهة، ويرى أن إسباغ الالقاب على الذات من التزييف، فيقول عن فريدريك إنسل:" وبالمقابل يصيبك بالدوار من كثرة الألقاب الجامعية التي يصوغها، والتي لا وجود لها في الواقع" الكتاب يستحق القراءة، بخاصة أن الدكتور باسكال بونيفاس أكاديمي، وله كتب عديدة تناولت بعض الموضوعات الساخنة، ومستشار وخبير في كثير من القضايا.