أكد مدير معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس، باسكال بونيفاس، أن العرب والمسلمين يعانون العنصرية والتمييز أكثر من غيرهم من الأقليات في فرنسا، وتأسف لغياب نخبة مسلمة تفرض نفسها في الأوساط الإعلامية والثقافية لتدافع عن صورة الإسلام والمسلمين في فرنسا وأوروبا وفق ما ذكر في حوار له مع قناة «فرانس 24» بمناسبة صدور كتاب له مؤخرا. وفي كتابه الجديد الذي صدر له تحت عنوان «رجال الإطفاء ومشعلو حرائق»، تناول باسكال بونيفاس بعض قضايا الساعة وفي مقدمتها الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية. وقال إن «بعض الإعلاميين والمثقفين الفرنسيين من الذين يدافعون عن الديمقراطية هم أنفسهم من يغذون هاتين الظاهرتين». وأكد أن ظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا «ليست بحديثة العهد بل إن التمييز والعنصرية ضد العرب كانا حاضرين بشكل قوي في الماضي»، بل وإن «العرب والمسلمين يعانون العنصرية والتمييز مقارنة أكثر من فئات أخرى في المجتمع الفرنسي»، والدليل تعدد المقالات في الصحافة الفرنسية حول المسلمين وتصريحات بعض السياسيين المنتقدة للعرب والمسلمين. وأعرب باسكال بونيفاس عن آسفه «لغياب وجود نخب مسلمة في فرنسا تفرض نفسها على الأوساط الإعلامية والثقافية لتدافع عن مصالحها وعن صورة الإسلام الحقيقية»، بل إن أصوات المسلمين مبعثرة ومتباينة. وأشار إلى أن هناك تحسنا ملموسا بالمقارنة مع السنوات الماضية لما كان الطلاب العرب والمسلمون يدرسون في مدارس متواضعة وهامشية، مما صعب عليهم الالتحاق بالوظائف العليا، إلا أن اليوم أصبح في فرنسا مهندسون عرب وأطباء ومحامون ومدرسون في الجامعات ورؤساء شركات وغيرها من الوظائف التي يشغلونها. واستطرد باسكال بونيفاس موضحا أن «بعض القطاعات التي لا يزال البلوغ إليها صعبا مثل مجال البنوك والأسواق المالية والعسكر وحتى في الإدارة العليا»، إلا أن العرب يطالبون بالوصول إلى المناصب العليا باعتبارهم فرنسيين هذا ما أدى إلى ظهور بعض الحساسيات والمشاكل لدى البعض.