خطوة جميلة لمؤسسة اليمامة الصحفية بتنظيم معرض لإبداعات الفن التشكيلي التي ينفذها ذوو الاحتياجات الخاصة تحت شعار "بالتحدي.. تلون لوحة حياتك"، وفتح أبواب المؤسسة لزيارة العوائل لهذا المعرض، مدة المعرض قصيرة، وأعتقد أن كثيرا ممن يهتم بالفن التشكيلي إضافة إلى المهتمين بإبداعات ذوي الاحتياجات الخاصة كانت أمنيتهم أن يمتد وقت المعرض ليتمكنوا من زيارته ليطلعوا على الأعمال الجميلة والمتميزة التي قدمها مبدعين ومبدعات مثل راكان كردي ومرام السبر وفهد الحاذور وغيرهم. الرسالة التي وصلت للجميع من هذا المعرض، والتي حرصت مؤسسة اليمامة الصحفية على تقديمها للجميع أن الإعاقة مهما تكون لا تصبح مطلقاً عائقاً للإبداع، ليس في مجال الرسم والفن التشكيلي فقط بل في كل المجالات، وهنالك قائمة طويلة من مبدعي الرواية والقصة والشعر، وغيرها. المعرض الذي أقيم في بهو مؤسسة اليمامة الصحفية جعلني أتساءل عن علاقتنا بالفن التشكيلي، حسب معلوماتي المتواضعة لا يوجد معرض دائم للفن التشكيلي في الرياض، يوجد قاعات ربما من أهمها قاعة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية، هذه القاعات يشرف على بعضها جمعية الفنون التشكيلية، التي تحارب للبقاء، وبعضها كما سمعت تتخذ طابعاً تجاريا، إضافة إلى اجتهادات بعض الفنانين التشكيليين الذين خصصوا جزءاً من بيوتهم مكانا لعرض إبداعاتهم، مثل سعد العبيد وناصر الموسى وغيرهم ممن لا يحضرني اسمه الآن. أعتقد أن هنالك معارض تقام في الرياض خاصة بالفن التشكيلي، المشكلة أولا وهو الأهم عدم الإعلان بصورة جيدة عن تلك المعارض، فغالباً تقام معارض لفنانين متميزين، ولا أحد يعرف عنها، ربما ينشر في بعض الصحف خبر صغير عندما يفتتح المعرض أحد المسؤولين، الأمر الآخر عدم انتشار قاعات الفن التشكيلي في مدينة متسعة مثل مدينة الرياض، نحن في شوق لمجمع الفنون، و نقدر اجتهادات بعض المؤسسات الثقافية ربما آخرها إقامة ندوة في مكتبة الملك فهد الوطنية شارك فيها الفنان علي الرزيزا حول التشكيل بين جيلين، بالطبع هذه ندوة ولكن أعلم أن المكتبة تقدم معرضاً شبه دائم من خلال اللوحات المعروضة في ردهاتها، و قريباً نحتفل بمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي عودنا على تخصيص قاعة لعرض بعض لوحات الفنانين السعوديين، ولكن نحن لا نريد معارض الفن التشكيلي يتوقف على المناسبات والاجتهادات الشخصية، بل نريد ونحلم بوجود أكثر من قاعة للفن التشكيلي في أغلب أحياء مدينة الرياض، لنهب حياتنا متعة رؤية الفن الجميل وأعتقد هذه المتعة شعرنا بها من خلال مشاهدة لوحات المبدعين ذوي الاحتياجات الخاصة.