بحسب المؤرخ المختص في الجزيرة العربية وليام فيسي فإن الملك عبدالعزيز بعد سلسلة الانتصارات المتلاحقة التي اعقبت موقعة روضة مهنا قضى السنوات التالية في توطيد سلطته في المناطق التي استعادها والمحافظة على ولاء القبائل بعدما ساد شعور عام بين القبائل بأنه سينشأ عن مقتل بن رشيد عودة الى الاستقلالية والانقسامات عند ما أظهر قدرا كبيرا من التسامح أكثر من اللجوء الى الانتقام العقابي مما اسهم حسب وصفه بإيجاد حلول عام 1911م للمشاكل خاصة مع بريدة وقبيلتي مطير والعجمان. ومع أن عبد العزيز اصبح يملك القوة والسيطرة العسكرية الا ان حنكته قادته الى طريقة ممكنة التطبيق وأكثر دواما لتعميم الوحدة في مجتمع قبلي غير مستقر.عندما سعى الى استبدال الولاء القبلي بولاء أكبر هو الولاء لدعوة الاصلاح وتطبيق ذلك يحتاج قبل كل شيء الى توطين البدو وتعليمهم الزراعة كوسيلة للعيش وجعلهم مهيئين للاستفادة من التأثيرات النافعة لتعليم الدين والقراءة والكتابة والتجارة. يقول وليام في كتابه "الرياضالمدينة القديمة" بأن الملاحظ بعيد النظر مهما كانت رؤيته واسعة قد يتوقع فشل هذا المشروع. ومع ذلك فقد نجح تطبيقه بوقت قصير ومثير للدهشة. ويرجع الفضل الى الجهود التي قام بها في الرياض العالم والفقيه عبدالله بن عبداللطيف الذي طور نظرية الهجر ودفع بالفكرة بقوة بعد سنة 1906م. إذ بدأت في هذا الوقت دعوة الشيخ وأعوانه تطبق فعلا. ففي سنة 1913م (1331ه) أسست قبيلة مطير هجرة على آبار الأرطاوية على مسافة 45 ميلا تقريبا شمال المجمعة. وكبرت الأرطاوية خلال عشر سنوات وأصبحت مدينة وصل عدد سكانها الى حوالي 10 آلاف نسمة بنفس حجم الرياض تقريبا وانشئ بعدها بوقت قصير كثير من الهجر. بلغت بعد خمس سنوات أكثر من 200 هجرة اجتذبت أكثر بادية نجد. مبينا أن تطور الحركة ساهم كثيرا في الاحساس الوطني واصبح تأسيس هجرة جديدة ميسورا لان الحكومة توفر الارض والمال منحة لإنشاء المزارع وبنيت المساجد وارسل لهم من الرياض المشايخ والعلماء كمعلمين فأصبح سكانها الذين توطنوا ويعرفون بالإخوان (إخوان من طاع الله) شعلة حماس لنشر رسالتهم بالإقناع إذا أمكن أو بالقوة إذا اقتضت الضرورة وكانوا في حالة استعداد دائم للشروع في القتال وولائهم لله ثم للملك عبدالعزيز حتى جعلتهم قسوتهم بعد سنوات قليلة يشكلون العمود الفقري لجيش الرياض في وقت توسع الدولة السعودية الجديدة. حاول الاخوان في حياتهم اليومية تطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فتجنبوا لبس الحرير والذهب والمجوهرات والحلي وبما أن العقال لم يلبسه الرسول استبدلوه بالعمامة البيضاء اضافة الى حف شواربهم واعفاء لحاهم وتقصير ثيابهم الى ما فوق الكعب. كانوا يرسلون فرقا لإرشاد الناس امور دينهم وفي حال عدم تقبلهم كانوا في استعداد دائم لاستخدام العمل العسكري وكانت الهجر مثل الأرطاوية والغطغط ثكنات عسكرية بقدر ما هي تجمعات زراعية ورعوية فهناك الاصطبلات والمعالف في الساحة الرئيسية حيث ينادى الجنود من فوق سطح المسجد وتوزع الذخيرة من المخازن المركزية. ولأغراض العمليات العسكرية قسّم الاخوان كل هجرة الى ثلاث مجموعات الاولى في حالة استعداد عسكري مستمر لتلبية نداء الوطن والثانية تستدعى عند اعلان الجهاد وفي هذه الحال يكون على كل رجل إحضار رجل آخر معه يردفه في جمله, أما الثالثة فتستدعى عند ما يعلن النفير العام من أجل الدفاع عن الوطن. ولا يعفى من إجابة هذا النداء الا العجزة والاطفال والنساء ومن في حكمهم. من الإخوان