لم يعد في القوس منزع، لم يعد للكلمات طعم، هذي حلب! يرتكب النظام السوري في حقها أبشع المجازر وأسوأ الجرائم، جريمة قتل شعب أعزل، وتدمير مقداراته، والمجتمع الدولي يقف عاجزًا يصم آذانه، وصرخات الأطفال والنساء تضج بالشكوى لخالقها. لم تقف المملكة صامتةً أمام تلك الانتهاكات، فقد شددت الخارجية السعودية على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته تجاه ما يجري في مدينة حلب السورية. كما أجرت عديدًا من الاتصالات بالأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة والدول الشقيقة والصديقة لتأكيد موقفها الداعي لإنهاء الأزمة في حلب، وحفظ حياة المدنيين. إن النظام السوري الطائفي الأرعن، المدعوم بحقد استعماري بغيض، وأحلام فارسية توسعية، يتجمع يدًا واحدةً لسحق حياة الأبرياء الآمنين، وإزهاق ما تبقى لهم من كرامة وأمل. صيحات تعلو هنا، وهناك: حلب في خطر! أوقفوا إطلاق النار! نريد مسارًا آمنًا لإيصال المساعدات! انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في حلب! تزايد أعداد المفقودين في حلب! نداءات الصليب الأحمر لتجنيب المدنيين ويلات الحرب، وإخراجهم من المدينة المحاصرة! إعدامات بالجملة للمواطنين في الأحياء التي استولت عليها قوات النظام!....إلخ كل هذه الأحداث المؤلمة تستدعي تحركًا فوريًا لإنهاء الأزمة، ونصرة المدينة المنكوبة التي لا تسمع فيها غير أزيز الطائرات، وقعقعات القنابل، ورعدات التفجيرات التي تهز أرجاءها! الأبرياء عالقون بين مطرقة نظام لا يرحم، ولا يمنح المدنيين فرصة للنجاة، وبين موت يطوف بما تبقى من ذويهم، نظام يمارس إجرامه بزخات الموت الجماعية التي تحول الأحياء إلى أشباح، والمدينة إلى أنقاض، فمن يحمي المدنيين والقصف لا يتوقف، وجثث الضحايا تملأ الشوارع، والنازحون من جحيم إلى جحيم يفرون؟! هذي حلب.. يتكالب الأوغاد عليها، يقتلون الآمنين من المدنيين، يرفعون راياتهم السود، يقتلون في حلب الحياة والإنسانية، في ظل صمت دولي مطبق، يتباطأ في تحركاته بصورة لا تردع الباغين. إن المملكة لتدعو كافة الأطراف الدولية المؤثرة، والأطراف الفاعلة على الأرض في سورية للقيام بالتزاماتها تجاه حماية الآمنين والأبرياء، وإن المملكة بما لديها من ثقل إقليمي ودولي، لا تتوانى في دعم أي إجراء يساعد في حل الأزمة السورية عامة، والأزمة في حلب خصوصًا، وموقف المملكة من القضية السورية معروف وثابت، ويسعى لإقرار الأمن وضمان حقوق الشعب السوري في استرداد حريته وكرامته، واختيار قادته، ومن يقومون بشؤونه. نسأل الله أن يزيل الغمة عن أهل حلب، وأبناء سورية في القريب العاجل، وأن يحفظ أمن المنطقة واستقرارها وسلامتها من كيد الكائدين.