قال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم أمس انه يأمل في أن تساهم زيارته لتونس التي شهدت ارفع اتصالات بين (إسرائيل) والفلسطينيين منذ عدة أشهر في تحسين صلات (إسرائيل) مع الدول العربية. وقاد شالوم الذي ولد في تونس وانتقل الى (إسرائيل) طفلاً وفداً إسرائيلياً من مئة شخص للمشاركة في القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي تدعمها الأممالمتحدة. وهو أول وزير خارجية اسرائيلي يزور تونس. وقال شالوم لرويترز على هامش المؤتمر في تونس «نأمل أن تساهم أول زيارة لي لتونس في تحسين علاقاتنا مع العالم العربي. نأمل أن تكون هذه الزيارة خطوة رئيسية للمضي قدما نحو علاقات دبلوماسية أفضل مع أصدقائنا العرب.» واضاف «أشعر بسعادة غامرة لزيارة بلدي الأصلي.» والتقى شالوم مرتين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش القمة الأربعاء في اعلى مستوى للاتصالات بين (إسرائيل) والفلسطينيين منذ أشهر. وجاء الاجتماعان بعد يوم من التوصل لاتفاق توسطت فيه الولاياتالمتحدة لفتح حدود قطاع غزة. وحضر الرئيس الموريتاني أعلي ولد محمد فال اللقاء الأول من لقاءي شالوم مع عباس. ولاسرائيل علاقات دبلوماسية كاملة مع أربع دول اسلامية هي مصر والأردن وتركيا وموريتانيا. ولها أيضا مكاتب لرعاية المصالح أو بعثات اقتصادية بعدة دول أخرى. واضرب آلاف من المعلمين في المدارس التونسية الأسبوع الماضي احتجاجا على وجود الوفد الإسرائيلي. وخفضت تونس التي لها مكتب ارتباط في (إسرائيل) مستوى علاقاتها المحدودة في بداية الانتفاضة الفلسطينية عام 2000. وزار شالوم أمس مسقط رأسه قابس في جنوب شرق تونس على ما افاد الناطق باسمه. وزار شالوم يرافقه وفد من 150 شخصا بينهم والدته مريم وأفراد آخرون من عائلته، المنزل الذي امضى فيه طفولته في الحي «الأوروبي» في وسط قابسالمدينة الساحلية والصناعية الواقعة على بعد 400 كيلومتر جنوب شرق العاصمة. وافاد شاهد ان موكبه قطع شوارع المدينة التي اتخذت فيها «اجراءات امنية مشددة» في حين حاول متظاهرون الاحتجاج على هذه الزيارة. وحاول نحو خمسين متظاهرا تنظيم «اعتصام» في شارع قريب مرددين شعارات دعم لفلسطين قبل ان تخليهم الشرطة على ما افاد مسؤول في الحزب الديموقراطي التقدمي. ودعا خلال زيارته، تونس الى اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل. وقال الناطق الإسرائيلي ليور بن دور في اتصال هاتفي ان شالوم التقى اليوم الخميس نظيره التونسي عبد الوهاب عبدالله ووزير السياحة تيجاني حداد. وغادر الوفد الإسرائيلي تونس عصرا. من ناحية أخرى أعلنت أبرز ثلاثة أحزاب سياسية تونسية معارضة أمس «رفضها المطلق» التطبيع مع (إسرائيل) غداة دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم تونس إلى استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب. وقال قيادي بالحزب الديمقراطي التقدمي المعارض وهو أشد الأحزاب التونسية انتقاداً لسياسة الحكومة في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية إن «من العار إقامة علاقات دبلوماسية مع أكبر دولة مارقة عن القانون الدولي في العالم يقودها مجرم حرب يجب محاكمته دوليا للمذابح التي اقترفها في حق الشعب الفلسطيني». وصرَّح بأن (إسرائيل) التي تريد التطبيع مع تونس «لا تزال يدها ملطخة بدماء الشهداء التونسيين الثمانية والستين الذين سقطوا في مجزرة مدينة حمام الشط» عام 1985. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قصف في ذلك التاريخ مقر القيادة الفلسطينيةبالمدينة ومكاتب زعيمها الراحل ياسر عرفات الذي انتقل للعيش بتونس عام 1982 ولم يغادرها إلا عام 1994 عائداً إلى غزة. وأكد محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية المعارض في اتصال هاتفي مع الوكالة أنه لا مجال للتطبيع مع (إسرائيل) أمام تماديها في انتهاك القانون الدولي في فلسطين والجولان. وقال بوشيحة: «عندما تمتثل تل أبيب لكل القرارات الدولية المنتهكة.. وقتها يمكن التفكير في التطبيع معها أم لا». واعتبر محمد الحلواني رئيس المجلس الوطني لحركة التجديد المعارضة أن التطبيع مع (إسرائيل) هو إضعاف جديد للقضية الفلسطينية وللموقف العربي الموحد بشأن العلاقات مع «الدولة الصهيونية». وكان شالوم دعا في كلمة أول من أمس في الاجتماع الافتتاحي للقمة العالمية لمجتمع المعلومات التي تستضيفها تونس إلى استئناف العلاقات بين تونس وتل أبيب في أقرب وقت ممكن. على صعيد آخر، دعت المحامية الإيرانية شيرين عبادي حائزة جائزة نوبل للسلام وممثلة المجتمع المدني في القمة العالمية لمجتمع المعلومات في تونس سبع شخصيات تونسية معارضة تقوم باضراب عن الطعام منذ شهرين إلى وقف تحركهم. وقالت عبادي «نتوسل إليكم أن توقفوا اضرابكم»، قبل أن تعطي الشخصيات السبع حبات من التمر كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وأضافت «لقد جازفتم بحياتكم وأنتم بحاجة إلى الصحة لمواصلة التحرك من أجل الحريات». وتابعت «لقد نجح اضرابكم وسمع العالم بتحرككم». من جهته قال الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي (مرخص له) نجيب الشابي وهو أحد المضربين عن الطعام «مقترحكم سيؤخذ بعين الاعتبار»، قبل أن يؤكد أن «القرار بمواصلة أو تعليق الإضراب سيؤخد الجمعة بعد مشاورات».