سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إمام المسجد الحرام:الإعلام الجديد وسيلة متجددة لكل مسؤول يستفيد منها لمعرفة كل جوانب القصور في مسؤوليته وإدارته حذَّر أن من سلبيات هذه الأدوات الأفكار الهدامة والجرأة المهلكة على الأصول والثوابت
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه وقال في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام إن العمر أنفاس معدودة وأوقات محدودة وضياع الوقت ضياع للعمر وإهدار الأوقات إهدار للنفوس وهذا الضياع والإهدار ينعكس على الإنسان أمراضا في النفس وضجرا في الحياة وسوءا في الأخلاق والسلوك واضطرابا في العلاقات وضعفا في التحصيل وضياعا للمسؤوليات وإن من توفيق الله لعباده أن يفتح أبواب الخير وييسر له سبل البر ويبارك له في عمره فيستعمله في طاعة الله ويوفقه في عمل الصالحات ومنتهى الخذلان أن يضيع على المرء عمره فيسلك مسالك الإثم ويسير في دروب الشر ويلهث وراء المتع يضيع الأيام بما لا ينفع . وبين فضيلته أن مما ابتلى به هذا العصر ما عرف بالإعلام الجديد من شبكات المعلومات ومواقع التواصل الإجتماعي وغرف المحادثات والمدونات والحسابات الشخصية والمنتديات والمواقع ، أما الإعلام التقليدي فلقد وصفوه بالإعلام الساكن لأنه من طرف واحد لا يشترك فيه المتلقي لا بحديث ولا بحوار ولا إبداء رأي ولا تسجيل موقف، أما الإعلام الجديد بكل تقنياته وأدواته فهو إعلام حي يشترك فيه المرسل والمستقبل في الحديث والرأي والحوار . وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام أن الإعلام الجديد له آثار كبيرة وتأثيراته البالغة على سلوك الناس وعاداتهم وإحداث أنواع من التغيير الإجتماعي إيجابا وسلبا ونفعا وضرا، فهو إعلام خطير تجاوز الحدود الجغرافية وتواصل الناس به من جميع أصقاع الدنيا أقطارا وقارات ربط بين أجزاء العالم فقاربت معه المسافات الزمانية والمكانية وأصبح دوره متعاظما في حياة الأفراد والأسر والمجتمعات والشعوب محدثا طفرات واسعة في عالم الاتصال والتواصل فيتبادلون الأسرار والمعلومات والثقافات وممارسة مالا ينحصر من النشاطات والفعاليات مع من يعرفون ومن لا يعرفون . مشيرا فضيلته أن من الخير استجلاب ما ينفع والاستفادة والاستزادة منه وحفظ الوقت والعمر في التوظيف النافع والنظر في السلبيات لاجتنابها والتحذير منها حفظا للنفس ونصحا للأمة وقياما بالمسؤولية . وقال فضيلته إن من إيجابيات هذه الوسائل وفوائدها إقامة العلاقات الطيبة بين الأفراد والمجموعات من الأقارب والأصدقاء وأصحاب المهن والحرف والتخصصات وتبادل المعلومات النافعة في كلمات وملفات ورسائل وإيجاد مجتمع متواد متعاطف ومتواصل بالخير مع ما يحصل من توفير الوقت والجهد والمال وسرعة التواصل والإنجاز ، بل هو وسيلة فعالة في التعلم والتعليم والدعوة إلى الله والتوجيه والإرشاد والتعاون على البر والتقوى والبعد عن الإثم والعدوان بطرق مبتكرة ونتائج مبهرة في تواصل عن بعد وعن قرب ، فلقد فتح الإعلام الجديد فرصا متعددة ليعبر بها المرء عن ذاته وشخصيته والتفاعل مع من حوله بالقضايا والأحداث بطرق مختلفة وأساليب متجددة قد لا يدركها أو يستوعبها جيل الآباء ، فهى وسيلة متجددة لكل مسؤول يستفيد منها لمعرفة كل جوانب القصور في مسؤوليته وإدارته والتواصل مع ذوي العلاقة من موظفين ومراجعين ومحتاجين لمزيد من المراجعة والتطوير واتخاذ الإجراءات الملائمة والقرارات الصائبة . وحذر إمام وخطيب المسجد الحرام من سلبيات هذه الأدوات فهى كبيرة وكثيرة ، منها الأفكار الهدامة والجرأة المهلكة على الأصول والثوابت وضعف الرقابة والخلو من الضوابط والمعايير بالكلام والكتابة والصورة مع ما تحتويه من مواد محرمة فاضحة تستهدف جميع الطبقات والفئات مما يورث الانحلال الأخلاقي وفساد الفطر ونزع الحياء وقتل الغيرة وضياع الأوقات واستنزاف الجهود والانعزال عن الأسرة والمجتمع ، كما تسبب جفاء في التعامل وجفاء في التواصل وخذلا في التواصل الأسري والعلاقات الإجتماعية ، بالإضافة إلى ما يبتلى به المتصفح من الوقوع في الفتن والمعاصي والانزلاق مع خطوات الشيطان .