يبدو أن الجيش اللبناني بات محور اهتمام دولي في ما يخصّ تسليحه، ويبدو أن المعارك التي تجري في سورية وخصوصا للسيطرة على الحدود في القلمون وفي الجبهة الجنوبية ستجعل الجيش اللبناني بحاجة أكبر إلى السلاح، فضلا عن الخطط الأمنية الدّاخليّة التي ستستكمل بخطّة البقاع. وكانت المملكة العربية السعودية هي أوّل دولة افتتحت هذا الدّعم الدّولي للجيش اللبناني عبر تقديمها مبلغ 3 مليارات دولار لتسليحه عبر فرنسا، وفي 15 كانون الأول الفائت تمّ توقيع الاتفاق الفرنسي- اللبناني الذي يضع الهبة السعودية موضع التنفيذ وهو أمر سيتمّ تفعيله بشكل جدّي بعد الوعد الذي قطعه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لرئيس الحكومة اللبناني تمام سلام عقب اجتماعهما في ميونيخ في 8 فبراير الحالي. وقال فابيوس لسلام بأنّ الشحنة الأولى من الأسلحة الفرنسية التي تمّ التعاقد عليها في إطار الهبة السعودية ستصل إلى لبنان في الأسبوع الأول من شهر أبريل المقبل. وكان توقيع الاتفاقية الثلاثية بين السعودية ولبنانوفرنسا قد تمّ في 7 يناير الفائت بهدف زيادة قدرات الجيش اللبناني الذي يشكل ضامناً لاستقرار لبنان ووحدته في وجه العصابات الإرهابية التي تهدد حدوده. وأعقب هذا الحراك السعودي، تقدمة للجيش اللبناني من قبل الحكومة الإيطالية وذلك من خلال الكتيبة الإيطاليّة العاملة في لبنان والملحق العسكري في السفارة الإيطالية، وقوامها كمية كبيرة من قطع الغيار والشاحنات وطائرات الهيلكوبتر بقيمة 773 ألف يورو. الى ذلك، أشرف السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل على تسليم مساعدات للجيش اللبناني في ميناء بيروت بقيمة 25 مليون دولار، وتتضمّن 70 مدفع هاوتزر و86 مليون طلقة ذخيرة ومدفعيّة من مختلف الأعيرة بما في ذلك المدفعية الثقيلة. في هذا الإطار يتعاون الأميركيون أمنياً مع لبنان بشكل مطّرد، ويكشف مصدر أميركي ل"الرياض" بأنّ الولايات المتّحدة الأميركية ستزيد دعمها للأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة"، لافتا "هذا هو الأمر المؤكّد الوحيد، الأولويّة للجيش ضدّ الإرهاب وسيتسلّم الجيش اللبناني تباعاً وبشكل متواصل أسلحة أميركية جديدة".