لا تضاهيها مدينة على وجه الأرض ، ولم تتشرف مدينة على وجه الأرض ، ولم تسعد مدينة على وجه الأرض ، ولم تكرم مدينة على وجه الأرض بقدر مكةالمكرمة ، بقدر أم القرى ، بقدر بكة ياله من تكريم إلهي ويا لها من مدينة شرفها الله سبحانه وتعالى منذ الأزل بان أودع فيها بيته ووضع له حرمه ، وأجزل فيه من البركات الشئ الكثير فمكة شجرها مبارك وترابها مبارك وماؤها مبارك وإن شاء الله سيكون أهلها مباركين وهم يقدمون أنبل خدمة وأقدسها على وجه الأرض ألا وهي خدمة ضيوف الرحمن الرحيم . شرف كبير وجائزة عظيمة من رب كريم عظيم لهذه البلاد وحكامها وأهلها ، وبالتالي فإن الدولة رعاها الله وعلى رأسها خادم البيتين أطال الله في عمره في شغل دءوب ، وترتيبات سنوية ، وتنظيمات راقية ، ومشاريع عملاقه كل ذاك من أجل أربعة أيام .. ويا لها من أربعة أيام .. تصوروا لو أكبر رئيس دولة يريد أن يزور دولة أخرى لما تعدت الاستعدادات شهراً أو أكثر لكن ضيوف الرحمن الاستعداد لهم على مدار العام ، والجهات المعنية التي أخذت الأمانة وتحملتها تعي حجم وعظمة الأيام الأربعة ، وتعي شرف الإخلاص لضيوف الرب سبحانه وتعالي ، وتعي إطلالة الرحمن من عرشه يوم عرفة وهو يتباهى سبحانه وتعالى أمام ملائكته بخلقه ، ويشهدهم بأنه قد مَنَّ بعفوه وكرمه وإحسانه وغفر لمن أتوه شُعثاً غبراً يرجون رحمته ويخافون عقابه . تصوروا إطلالة الرحمن على مكة والمشاعر المقدسة في مثل هذه المواقف وهو أعلم بما نوى عبده إن كان حاكماً أو محكوماً رئيساً أو مرؤوساً يعلم نيته وصدق سريرته في خدمة ضيوفه وبالتالي علينا أن ندرك حجم من سيحاسبنا على التقصير تجاه ضيوفه ، قبل أن نحسب حساب المسؤول في الحساب والعقاب والمساءلة. حقيقة عيون لا تنام منذ انتهاء موسم حج وحتى بداية آخر ، عقول تفكر ، تخطط ، ترسم خرائط لراحة الحجاج ، تبدع في تسهيل سير الأقدام في أطهر وأزكى مدن الدنيا ، حقيقة ياله من تشريف ويا له من تكريم من العزيز الجبار القادر على كل شيء .. من أجل ذلك حجاج بيت الله لا تخافوا فانتم في كنف الله تحف بكم ملائكة السماء وما سخره الله لكم من بشر من خلقه في الأرض جُلَّ همهم راحتكم وبذل الغالي والرخيص في سبيل أن تؤدوا فرضكم الذي أتيتم من أجله على أكمل وأنبل وجه.. لا تخافوا حجاج بيت الله من أمراض ، ولا أوبئة فانتم في كنف دولة سخرت كل ما يحول بينكم وبين الأمراض بعد قدرة الله سبحانه وتعالى .. لا تخافوا حجاج بيت الله من مضايقات أو منغصات أو مهاترات فرجال خادم الحرمين الشريفين من كافة القطاعات قد جندوا لإدخال الطمأنينة والسلام والهدوء والأمان إلى نفوسكم منذ أن تطأ أقدامكم الأراضي المقدسة وحتى تغادرونها.. لا تخافوا حجاج بيت الله فإن مكة والمدينة والمشاعر تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظها منذ الأزل من كيد الكائدين ودناءة المعتدين كيف لا وانتم خلقه أتيتم طوعاً لأوامره..ويجدر بنا هنا أن نرفع ( البيرق ) للهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوافة وكافة أعضاء مجلس إدارتها ، وكذلك للرجال العاملين في المنافذ التي يدخل ويخرج منها الحجاج إن كانت منافذ برية أو بحرية أو جوية ، ولا أنسى الدور الكبير لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف مدركاً أنهم يعرفون أن المسؤولية كبيرة ولكن أجرهم أكبر عندما ترتفع منابر المساجد في كافة بلاد المسلمين في أوقاتها بصوت واحد وهي تردد (الله أكبر ..الله أكبر) حقاً ما أسعدك يا مكة والكل ينادي في هذا اليوم ( ليبيك اللهم لبيك).