سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علاقتي بالندوة علاقة عاطفية وتجربتي معها ثرية ومؤثرة تعلمت فيها كيف نكتب الخبر وبدأت منها طريقي نحوفضاء الصحافة.. أحمد الزهراني:
عبدالخالق دعاني للعمل في (الندوة) وسليم الهلابي كان له دور كبير في احتضاني
لم تكن علاقتي بصحيفة الندوة علاقة عبور صحفي , ومرحلة انتقالية , بل كانت علاقة تلميذ بمدرسة , علاقة تجذرت من خلال ما أتاحته لي صفحاتها بكل تنوعاتها من فرص للتجريب في كثير من الشؤون الصحفية , حيث كنا في مكتب جدة معنيين بكل حدث يقع في جدة , مهما كان اتجاه هذا الحدث أو نوعه , ولان عدد المحررين في المكتب كان محدودا فقد كانت المهمات الصحفية متنوعة ومتعددة , وهذا ما كان له الأثر الكبير في بلورة التجربة الصحفية , وان كنت من المؤمنين بالتخصص إلا أن الصحفي المبتدئ يحتاج إلى أن يجرب نفسه في كافة الفعاليات الصحفية , بدءا بالمحليات وليس انتهاء بالثقافة التي تعتبر نخبوية إلى حد كبير.لقد علمتنا الندوة كيف نكتب الخبر , وكيف نصيغه وكيف نجري الحوار الصحفي وكيف ننفذ التحقيق الصحفي , وكيف تكون التغطيات الصحفية , كما علمتنا آليات العمل الصحفي في الشؤون المحلية والسياسية والفنية والرياضية والثقافية , ورغم ضعف العائد المادي إلا أن الانتماء الذي ترسخ خلال السنوات التي عملنا فيها في صحيفة الندوة كانت كفيلة بان يكون انتماء يلغي المادة ويجعل من العمل الصحفي هما أوليا , ولعلني أتذكر بعد تخرجي من الجامعة دعوة أخي وصديقي الأستاذ عبدالخالق الزهراني وكان في بدايات عمله كمحرر رياضي في الندوة بان ازور مدير مكتب الصحيفة الأستاذ الكريم سليم الهلابي والذي كان له دور كبير في احتضاني , وحين تم الالتقاء كلفني مباشرة بتغطية إحدى المناسبات , ولأني درست الصحافة في الجامعة دراسة نظرية وليست تطبيقية فقد ارتعدت في بادئ الأمر , وحينما عدت من المناسبة كتبت الخبر بما توفر لي من معلومات وسلمت الأستاذ سليم الخبر , وقرأه ولم يعدل عليه , وقال لي : ( بداية موفقة وعليك أن تبدأ العمل في المكتب) , وتتابعت التغطيات الصحفية , في الشأن المحلي , ومؤتمرات رؤساء الدول والوزراء الذين يزورون المملكة وتقام في جدة , كمؤتمر الرئيس ياسر عرفات والرئيس جاك شيراك والرئيس علي عبدالله صالح , والشيخ سعد العبدالله وعدد من وزراء الخارجية , وكذلك تغطية الفعاليات الثقافية , والاجتماعية , فكانت هذه بالنسبة لي ورشة تدريب على كافة الفنون والشؤون الصحفية , ثم تم تكليفي مديرا لمكتب الندوة التحريري في جدة وتعلمت خلال السنتين اللتين قضيتهما في هذا المكان كيفية الإدارة الصحفية رغم قلة المحررين , فكنت أحيانا كثيرة محررا ومديرا , وهي لاشك تجربة ثرية ومؤثرة. لهذا لم تكن العلاقة اعتيادية , فقد ربطتني بالندوة علاقة عاطفية , تمثلت في انتمائي لها انتماء لم يقطعه البعد , وأي بوادر تطوير في صحيفة الندوة استقبله بكثير من الابتهاج , وحين أجريت دراستي العلمية (الماجستير) عن دور الصحافة السعودية في التنمية الثقافية من جامعة الملك سعود بالرياض, وجدت أن الدراسة قد توصلت إلى جوانب تميزت بها صحيفة الندوة لعل من أهمها احتلال القصيدة الفصحى المرتبة الأولى , واحتلال صحيفة الندوة المرتبة الأولى في هذا الجانب الثقافي. والآن والصحيفة تحتفل بصدور العدد (15000) أجدني وكأحد أبناء الندوة الذين بدوا طريقهم نحو فضاء الصحافة ومن ثم البحث العلمي في الصحافة أجدني أشهر اعترافي وأعلنه بكل شفافية بأن لهذه الصحيفة دوراً كبيراً في كل الذي حققته سواء في الجانب الصحفي أو الثقافي لأنها كانت صاحبة الفضل كمؤسسة كما كان الذين مواكبين لتلك الفترة أيضا لهم الفضل ومنهم الأستاذ حامد مطاوع و يوسف دمنهوري (رحمه الله) والأستاذ فوزي خياط و الأستاذ سليم هلابي. الأمل كبير في أن تحتل صحيفة الندوة في المرحلة القادمة مكانة بارزة خاصة وان الإمكانات العلمية والصحفية والثقافية في مكة قد تتفوق على كثير من مدننا, فمكة بها نخبة من كبار رجال الأعمال , ونخبة من ابرز المثقفين , ونخبة من ابرز الباحثين , ونخبة من ابرز الإداريين , ونخبة من ابرز الصحفيين, كل هذا لابد أن يصب في مصلحة صحيفة الندوة , ونحن ممن ينتمون عاطفيا للندوة ننتظر. • ومدير إدارة الصحافة المحلية بوزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكة المكرمة