أوضح خطيب جامع الإمام البخاري بأبها الشيخ الدكتور سعد بن سعيد الحجري (علامة الجنوب) في خطبته ليوم أمس الجمعة أن هذه الدار الدنيا هي دار امتحان واختبار وابتلاء، قال تعالى (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ). وهذا الاختبار نهايته تكون بالموت، ونتيجته يوم القيامة، قال تعالى: (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور)ِ. ونحن في هذا الاختبار مراقَبون، وكل حركاتنا مرصودة، قال تعالى: ( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ). وكل قول نتلفظ به فإنه مسجل علينا، قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). وبين الحجري إننا في هذه الأيام نرى أحوال الناس قد تبدلت، وأمورهم تغيرت. نرى كثيرًا من الأبناء قد شمروا عن سواعد الجد وتركوا الكسل والخمول، بل وتركوا اللعب جانبا. نرى بيوت الله قد عمروها والصلوات قد حافظوا عليها، وأن الاختبارات برغم عنائها وجهدها مدرسة حقيقة لو تأملنا فيها، وفهمنا ما ترشدنا إليه بلسان صامت يفوق فصاحة المتكلمين. أن هناك ما يقارب من 20 ثمرة للامتحانات وهي كالآتي: معرفة فضل العلم، معرفة فضل العلماء، معرفة فضل مجالس العلم، الإخلاص، العمل بالعلم، الدعوة، الصبر، تذكر الآخرة، تذكر القبر، تذكر الحساب، تذكر الصراط، حفظ الأوقات، مراقبة الرب، دوام العمل الصالح، مصاحبة الصالحين، السبق إلى الخيرات، سلامة القلب من مفسداته، حفظ الأولاد، استثمار الحياة الدنيا، الاستعانة بالله. وفي ختام حديث الدكتور الحجري نصح الطلاب قائلاً: إذا دخلت صالة الامتحان يابني، لا تغتر بحفظك أو جهدك، وتوكل على الله، والجأ إليه، فإن الله يحب من عبده كثرة الدعاء والإلحاح عليه في ذلك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وليكن إقبالك إلى الله وحرصك على طاعته في هذه الأيام دافعًا لك للاستمرار والثبات عليها إلى يوم تلقاه.