أعلنت قوات مكافحة الإرهاب التابعة لإقليم كردستان العراق الجمعة أن الشخص المشتبه في تورطه بمقتل نائب القنصل التركي في أربيل، كردي تركي (27 عاما)، وذكرت وكالة الأنباء الرسمية التركية انه شقيق برلمانية معارضة. ونشرت قوات مكافحة الإرهاب في الاقليم بلاغ بحث مرفق بصورتين لشاب بشعر أسود ولحية مشذبة، وبدا أن إحداهما التقطتها كاميرا مراقبة. وأوضح البيان أن الشخص الموجود في الصورتين هو الجاني المفترض الذي أطلق النار الاربعاء، ما أودى بالدبلوماسي التركي عثمان كوسيه، الذي دفن الخميس في أنقرة، وعراقيين اثنين في مطعم في أربيل. وأضاف أن "هذا الشخص المنشورة صورته يدعى (مظلوم داغ) من مواليد 1992، من أهالي دياربكر في تركيا، وهو مطلوب من قبل السلطات الأمنية في إقليم كردستان". ودعت قوات مكافحة الإرهاب التي وصفت الهجوم بالعمل "الإرهابي"، المواطنين إلى "إبلاغ الأجهزة الأمنية، عن أي معلومات عن هذا المتهم، بأقرب وقت". من جهتها، ذكرت وكالة "الأناضول" الحكومية التركية أن مظلوم داغ هو شقيق البرلمانية ديرسيم داغ من حزب الشعوب الديموقراطي، الحزب الرئيسي الموالي للأكراد في تركيا، وثاني قوة معارضة في البرلمان التي يتهمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها على صلة بحزب العمال الكردستاني. من جانبه، ندد حزب الشعوب الديموقراطي في بيان فيما اعتبره "محاولة أستفزاز غير مقبولة إطلاقاً"، مديناً في الوقت نفسه هجوم أربيل. وقتل نائب القنصل التركي ومرافقه الأربعاء في هجوم مسلح عند تواجدهم في أحد مطاعم أربيل، وفق مصدر في الشرطة. وتوعدت أنقرة التي تمتلك قواعد عسكرية بشمال العراق، ب"الردّ المناسب" على هذا الاعتداء. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الهجوم في شمال العراق، حيث يتواجد متمردون أكراد إيرانيون وأتراك. لكن المتحدث باسم الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني ديار دنير نفى أن يكون للحزب علاقة بالهجوم. مع ذلك، يشير العديد من الخبراء إلى المسؤولية المحتملة لحزب العمال الكردستاني الذي أعلن مؤخرًا عن مقتل مسؤولين خلال الغارات التركية في العراق. وأعلنت أنقرة الخميس، أنها أطلقت "أوسع" عمليّة جوّية ضدّ حزب العمال الكردستاني في العراق، ردّاً على "الهجوم الدنيء" في أربيل. واستهدفت غارات جوية ليل الخميس الجمعة "قواعد وعناصر حزب العمال الكردستاني" في منطقة مخمور، جنوب مدينة الموصل العراقية، وأسفرت عن "جرح شخصين داخل معسكر للنازحين"، بحسب ما قال مسؤولون محليون. وتؤكد تركيا مرارا مشروعية غاراتها لاستهداف مخابئ حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض من العام 1984 تمردا ضد أنقرة، وتصنفه الأخيرة وحلفاؤها الغربيون "منظمة إرهابية".