المشهور عند جميع المسلمين في المشارق والمغارب أن الصلاة على النبي الأمين -صلى الله عليه وسلم- بها يكفى الهم ويُغفَر الذنب، كما ورد في الحديث: عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، قال أبي: قلت، يا رسول الله إني أُكثِر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي، فقال ما شئت، قال: قلت الربع، قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت فالثلثين، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت أجعل لك صلاتي كلها، قال إذن تكفى همّك ويُغفَر ذنبك. ما تقدَّم ورد في السنة الصحيحة الشريفة، وهي كفاية لكل همٍّ، وغفران لكل ذنبٍ، وأما ما ورد في القرآن الكريم، فهي تُخرج من الظلمات إلى النور، فقد قال المولى عز وجل في سورة الأحزاب آية 43: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)، وفي نفس السورة آية 56، قال تبارك وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).. وقال الحبيب -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى عليَّ صلاة واحدة، صلى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات، ورُفعت له عشر درجات). وعليه، فالصلاة على النبي الأمي الحبيب السراج المنير سبب في صلاة الله عز في علاه وملائكته الكرام على العبد المصلي عليه، فهي إذن تُخرج من الظلمات إلى النور. ومَن أراد الاستزادة من فضل الصلاة على النبي، صلوات ربي وسلامه عليه، فقد جمعت موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- التي أعدّها مجموعة من المختصين بإشراف كلٍّ من الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد، والشيخ عبدالرحمن بن محمد بن عبدالرحمن بن ملوح، جزاهم رب العباد أجمعين خيرًا، وما جمعته المجموعة فيما يخص الصلاة على الحبيب -صلى الله عليه وسلم- عشرين موطنًا من مواطن الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-، وتسعة من الفضائل في الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-، وثمانية وثلاثين فائدة وثمرة في الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-. وبمشيئة الله تعالى، سوف أبدأ من مقالي هذا أختم كل مقال مما ورد في الموسوعة. أولا بثلاثة مواطن من مواطن الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-، وما أن أنتهي أختم بثلاث فضائل من فضائل الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-، وما أن أنتهي أختم بثلاث فوائد وثمرات حاصلة في الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-. علماً بأن تلك ما وردت في المجموعة، وهناك مواطن وفضائل وثمرات لا تُعد ولا تُحصَى. بالصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-. من مواطن الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- في أخر التشهد، في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية، في الخطب كخطبة الجمعة، والعيدين... وغيرهما. وما اتكالي إلا على الله، ولا أطلب أجراً من أحد سواه.
