أكد الدكتور عبدالله بن محمد العمري المشرف على مركز الدراسات الزلزالية رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض جامعة الملك سعود بالرياض، أن الإحساس بالهزات في محافظة النماص وما جاورها قد يكون ناتجًا عن عدة أسباب منها، أن العمق البؤري للهزات ضحل في حدود 10 كم، أو أن موقع الهزات قد يكون حدث على أو بالقرب من صدع قديمة يعاد تنشيطها من فترة لأخرى نظرًا لارتباطها الحركي بالبحر الأحمر، والطبيعة النارية والمتحولة لصخور المنطقة التي ساعدت على الإحساس بالهزة وذلك لاختراق الموجات الزلزالية لهذا النوع من الصخور بسرعة عالية. حيث تقع محافظة النماص داخل البيئة التكتونية النشطة للبحر الأحمر، وبالتالى فهى تتأثر بالعمليات الجيوتكتونية المستمرة والمصاحبة «لاتساع قاع البحر الأحمر»، وقد نتج عن تلك الحركات العنيفة مجموعتين من الفوالق النشطة، إحداهما تأخد اتجاه شمال غرب موازية البحر الأحمر، وأخرى متقاطعة معها بإتجاه شمال شرق والتى تمتد لمسافة 150 كم على اليابسة. وأضاف: دلت الدراسات الحديثة أن أكبر زلزال متوقع حدوثه في المنطقة اليابسة في سهول تهامة لن يزيد بعد إراده الله عن 5.5 درجات على مقياس ريختر و6.5 درجات في البحر الأحمر والله أعلم. وعن تأثير الموقع بمحافظة النماص، أصبح أمرًا ضروريًا وحتميًا في الوقت الحالي، ولما كان الدمار المصاحب للزلازل يحدث عند تردد رنينى محدد حيث يتم عنده أقصى مستوى لتكبير الحركات الأرضية، فإن حساب قيمة التردد الرنيني عند كل موقع ومستوى التكبير المصاحب له يمثل أساس عمل دراسات التمنطق الزلزالى. ويتضح من الدراسات الزلزالية الإحصائية الحديثة للنماص وما جاورها مع الأخذ في الاعتبار الجزء المقابل لها في البحر الأحمر أن الزلازل ذات القدر 6 درجات يمكن أن يتكرر مرة واحدة كل 90 عامًا، بينما الزلازل ذات القدر 5.5 تتكرر 3 مرات كل مئة عام وهكذا كلما صغر المقدار زاد معدل حدوثها والعكس صحيح. مصدران للزلازل فيما اتضح من التحليل الزلزالي أن هناك مصدرين زلزاليين في المنطقة: الرئيس يمثل صدع البحر الأحمر ويتميز بنشاط زلزالي عالٍ من حيث العدد والقوة والتكرارية، وقد يمتد هذا الصدع مئات الكيلومترات باتجاه الشمال الشرقي إلى اليابسة، أما المصدر الثاني فيعود مصدره في اليابسة إلى التراكيب البنائية التحت سطحية، حيث إن معظم الزلازل في هذا المصدر وقعت على امتداد هذه الصدوع أو بالقرب منها. المناطق النشطة وعلى الرغم من قلة النشاط الزلزالي في معظم مناطق المملكة وخاصة الدرع العربي والمسطح العربي إلا أن قربها من المناطق النشطة زلزاليًا في إيران وتركيا من ناحية الشمال الشرقي والبحر الأحمر والدرع العربي من جهة الغرب والجنوب الغربي وصدع البحر الميت التحولي شمالاً يتطلب دراسة مواقع الزلازل بدقة عاليه للاستفادة منها في تحديد مناطق الخطر الزلزالي المحتمل. النشاط بالجزيرة العربية عموما يتركز النشاط الزلزالي في شبه الجزيرة العربية على امتداد حدود الصفيحة العربية في ثلاث مناطق هي: منطقة خليج العقبة؛ منطقة جنوب غرب المملكة وجنوبالبحر الأحمر واليمن ومنطقة مكة أما وسط شبه الجزيرة العربية وشرقها والدرع العربي فتعتبر أقل المناطق نشاطًا.