ليست دائماً فكرة حكيمة، بل قد يكون أحياناً مثل عش الدبابير، إذا لم تتعامل معه بحذر قتلك، ويبدو أن الرئيس دونالد ترمب قد وقع فريسة نفسه. الزلة التي ارتكبها ترمب، بقصد أو من غير قصد، أنه وقف في موقف الحياد، أمام أحداث فيرجينيا، وبالتحديد مظاهرات شارلوتسفيل، التي قتلت فيها امرأة وجرح العشرات، بعد إحياء الطائفية العرقية البغيضة بين المواطنين الأمريكيين هناك، بين البيض ودعاة النازية، وبين غيرهم من السود والمنحدرين من أجناس أخرى. عانت شارلوتسفيل، من نزاع فتيل غرسه الشيطان، ولم يتوقف، حتى سقط دونالد ترمب في هذا المطب، والصراع كان حول تمثال برونزي عملاق، يجسد شخصية تاريخية مناضلة في تاريخ فرجينيا، ويتصدر أحد الميادين المهمة في المدينة، وهو الجنرال الأمريكي روبرت لي، أحد قادة الحرب الأهلية الأمريكية في القرن التاسع عشر، ونصب التمثال تخليداً لذكراه، في عام 1924. طالب بعض أعضاء المجلس البلدي في شارلوتسفيل، إزالة التمثال العام الماضي، لأن الحرب الأهلية الأمريكية كانت تذيق السود الأمرّين بسبب العبودية، وكان الجنرال روبرت لي، أحد الشخصيات المدافعة عن العبودية مثل غيره من المواطنين في تلك الأيام، لكن اتهمه المتأخرون، بأنه إرهابي وفق تعريف الإرهاب اليوم، وهو ما أثار حفيظة الأمريكيين البيض. خرجت مظاهرات سلمية في البداية، سرعات ما تحولت إلى صدام دامٍ بين الطرفين، وعندما سئل دونالد ترمب عنها، قال في كل الطرفين هناك طيبون وآخرون أشرار، وهو ما فتح عليه أبواب جهنم من الإعلام، أن ترمب يشجع الطائفية، وتعقيباً عليه، غرد أوباما تغريدة إنسانية ضد الطائفية، كانت بمقياس تويتر تاريخية في عدد المعجبين # القيادة_نتائج_لا_تصريحات يقول باراك أوباما، لا أحد يولد يكره أحداً، للون جلده، أو عرقه، أو دينه.