لكل منَّا قصة قد لا يستشعر الاخرون ما يعيشه البعض وكم الألم الذي بداخلنا والسعادة التي تخيم على حياة بعضنا ،لكل منا محطات استوقفتنا الحياة بها لحظات . وكانت نقاط تحور وتحول بحياتنا وماتحمله تلك اللحظات من سعادة وفرح ولحظات أخرى مختلفة . فارقنا أحد من توقفت بنا الحياه في لحظاتها الجميلة بصحبتهم وطيب معشرهم ،وتلك الابتسامة التي لا تفارقهم وذلك الحب الذى استشعرنا في تلك اللحظات التي جمعتنا بهم. فارقنا وفارق الحياة والد اخي وصديقي عادل المطيري مؤخراً والذي كان بمثابة والدي قد لانعرف عمق وكم الحب بداخلنا لمن حولنا ولمن التقينا إلا ساعة الفراق وليس البكاء على من فارقنا الى الموت. بل هي رحمة لمن فارقناهم في الحياة عن حياة بفراق فلقد كان من الصالحين رحمة الله عليه مثلاً يضرب به في الكرم وحسن الخلق وطيب المعشر. يموت الجبناء مرات عديده قبل أن يأتي أجلهم اما الشجعان فيأتيهم الموت مرة واحدة . لقد صاحبت من كان كوالدي المرحوم لمدة سنة فترة مرضه ولم ارى أحداً في شجاعته. لم يكن خائفاً من الموت حتى قبل مماته بيوم أو يومين فقد مررت به دون ان اعرف أنني أودعه . لم أر في عينيه سوى ذاك الرجل فيما هو عليه في سابقة. لم يؤثر به المرض وكان صامداً ومؤمنا بقضاء الله وقدره الى آخر يوم في حياته .يتملكنا شعور بالخوف من أشياء أو مواقف معينة ولكن تلك العينان لم أر فيهما سوى الشجاعة والقوة التي تصف ما كان عليه الحبيب صلى الله عليه وسلم وصحابته وايمانه بقضاء الله وقدره .. رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته مات من نحب وسيموت بعده الكثيرون عن قريب وبعيد وليس من الكلام ما يوفي اخي عادل، فالمصاب جلل والفقد عظيم أسال الله أن لا يحرمكم ويحرمنا أجر الصبر على قضائه وقدره «وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه لراجعون»