تصدرت صحيفة (يديعوت أحرونوت العبرية) الصادرة صباح يوم الأحد الماضي، صورة المعلق العسكري للصحيفة، رون بن يشاي، في مركز الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله اللبناني.. وفي خطوة تستدعي الكثير من التساؤلات، تمكن (بن يشاي)، الذي شغل منصب المراسل العسكري للتلفزيون الإسرائيلي، سابقاً، من الهبوط في مطار بيروت بطائرة تابعة للخطوط الجوية الأردنية، وجواز سفر أجنبي، والتجول بحرية تامة في معاقل حزب الله!! وفوجئ قراء الصحف العبرية صباح الأحد حين مشاهدتهم المحلل العسكري الإسرائيلي المعروف (بن يشاي) على صدر صورة كبيرة ملونة لصحيفة يديعوت احرونوت وهو يقف في قلب المربع الأمني في بيروت وعنوان (لبنان لم تحقق نصراً إلهياً). ويعتبر روني يشاي من المحللين العسكريين الاسرائيليين البارزين في القناة التلفزيونية الحكومية الأولى، وغطى أحداث انتفاضة الأقصى الفلسطينية في سنواتها الأولى وشجّع قمعها بالقوة، ثم اختص في الموضوع الاستخباري قبل أن يغيب عن الشاشة لبرهة، وما لبث المشاهدون أن شاهدوه على حدود تركيا ليدخل مع قوات الاحتلال الأمريكي إلى العراق، ولكن أحداً لم يتصور انه سينجح في الوصول إلى بنت جبيل والضاحية الجنوبية في بيروت معقل المقاومة اللبنانية.. ووفقا لتقرير الصحيفة العبرية : نزل (بن يشاي) في فندق (مريديان ? كومودور) في شمال بيروت، ثم سافر باتجاه مركز الضاحية وتجول فيها. وفي اليوم التالي تحرك باتجاه الجنوب ودخل (عاصمة التحرير بنت جبيل) وتجول في (المراكز التي كانت تطلق منها صواريخ الكاتيوشا)، واتجه إلى الساحل باتجاه الناقورة، وكان قريباً جداً من مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوبلبنان.. وأعد بن يشاي تقريراً مفصلاً عن جولته، نشرت الصحيفة مقتطفات منه الاحد الماضي، جاء فيها: وعندما خرج من طائرة (إيرباص) التابعة للخطوط الجوية الأردنية، بعد هبوطها في بيروت، استقبله موظفون في القاعات الواسعة، بثياب أنيقة وأدب جم ونجاعة أوروبية..وبالنظر إلى الواجهات الزجاجية للمطار، بدا له أن من قصف المطار لم يقصد تدميره. وقيل ل(بن يشاي) انه تم إلغاء غالبية الرحلات المدنية، ليس بسبب الدمار الذي حل بالمطار، وإنما (لأن الإسرائيليين يواصلون التحكم بالأجواء اللبنانية، ولا يريدون أن تهبط طائرات إيرانية أو سورية تنقل (الحلويات) للمقاومة)!!