إن هذه الشخصية غير العادية الذي لا يحب المديح ويأسرك بحسن خلقه وبشاشة وجهه رغم مشاغله الكثيرة وهموم الإدارة ومهامها الضخمة كأمير لمنطقة الرياض، فهو لا يألو جهداً في متابعة العمل ويعطي من وقته وجهده الكثير في الإشراف بنفسه على العمل وتأتي تصريحاته دائماً لوسائل الإعلام أن الأعمال تتحدث عن نفسها، إنه رجل الدين والدولة شديد الحزم عندما تنتهك حرمات الله أو عندما يعتدى على نفس أو مال ولا تأخذه لومة لائم في تطبيق حدود الله وشرعه وقد عرف منطقة الرياض وعرفته منذ خمسين سنة تقريباً. ورغم ذلك فهو رجل حليم ورحيم في مواقفه الإنسانية رجل تقرأ في عينيه تاريخ المملكة بصفة عامة وتارخ منطقة الرياض بصفة خاصة، ولا ننسى المعلومة التي صححها سموه عن مدينة الخرج عندما كتب عنها أحد أعيان الخرج. ولا شك أن إدارة منطقة مثل منطقة الرياض مترامية الأطراف تتطلب الحنكة والمهارة والقوة والحس الإداري والاطلاع المستمر والهمة العالية والتأني في اتخاذ القرار ودراسة الأمور دراسة متكاملة ومتابعة مستمرة لكل صغيرة وكبيرة ولا يستغرب هذا على سموه فقد تربى على هذا منذ الصغر وهذا لم يأت من فراغ لولا حب سموه وعشقه لمملكتنا الحبيبة بصفة عامة ومدينة الرياض بصفة خاصة حيث أصبحت الرياض في ربع قرن ما هي عليه الآن كإحدى عواصم العالم التي يشار إليها بالبنان بعد أن كانت مجرد عدة أحياء سكنية صغيرة أصبحت مدينة كبيرة متسعة الأطراف تضم أكثر من أربعة ملايين نسمة، فسموه يرأس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض التي أعطاها سموه الكثير من وقته وجهده وهذا العمل وهذا الجهد لمنطقة الرياض لم ينس سموه العمل الإنساني والاجتماعي الذي يعتبر مكملاً للأمن الوقائي ألا وهو الأمن الاجتماعي، فسموه من رواد العمل الاجتماعي حيث تبرز جهود سموه في العمل الخيري في مجال الإسكان والمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة فهو عطوف وصاحب قلب حنون، وهنا أتذكر موقفاً لسموه عندما قامت وزارة الشؤون الاجتماعية قبل أربع أو خمس سنوات حفلاً على شرف سموه خاصاً بالأيتام في مركز الأمير سلمان الاجتماعي وباعتباري أحد منسوبي هذه الوزارة (عندما أنشد الأطفال الأيتام نشيد بابا سلمان ودخل في معناها أنهم يريدون العطف والحنان) لاحظت عيني سموه تدمعان وقام سموه بمسحها بغترة شماغه، ففعلاً هو أب للأيتام باعتبار سموه رئيس مجلس جمعية الأطفال الأيتام وقبل هذا وقبل القنوات الرسمية للعمل الخيري معروف سموه وأسرته ذكوراً وإناثاً بمواساتهم للفقراء والمحتاجين، كل هذا ايضاً لم ينسه الاهتمام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حيث خصص سموه جائزة سنوية باسم سموه لحفظة كتاب الله الكريم تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف.. إن المتتبع لمنطقة الرياض وإدارتها وما يتبعها من محافظات ومراكز ليجد الجهد الجهيد في إدارة هذه المنطقة وما يقع فيها من وقوعات وحوادث تحتاج إلى رجل مثل فراسة وحكمة وحنكة الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي يعرف ما يدور في هذه المنطقة في كل مناحي الحياة. وسموه يوفق وينسق بين هذه المشاغل وبين جهده لمدينة الرياض حتى أصبحت مدينة الرياض مدينة متكاملة مترامية الأطراف لها عدة ضواح وتتكون من العديد من الأحياء المترابطة بشبكة هائلة من الطرقات ترصعها عدة مئات من المساجد والحدائق والمنتزهات ولو أعطيت أي مدينة في العالم فترة ربع قرن من السنين للتقدم والتطور بمثل ما تقدمت به مدينة الرياض في هذه الفترة لما أمكنها الوصول إلى ما وصلت إليه هذه المدينة من تطور وحداثة. إنه لشيء عجيب أن تمر في أحد شوارع الرياض ثم تعاود المرور في الشارع نفسه بعد شهر أو شهرين فترى مباني حديثة قد ظهرت للعيان وعمارات شاهقة قد بنيت على أحدث طراز بل وأحياء متكاملة قد ظهرت على سطح الأرض وكمثال على ذلك الحي الذي ظهر على أثر بناء (محطة للحافلات) وبمجرد بناء هذه المحطة بدأت تظهر حولها المباني والأسواق بصورة مكثفة ثم أصبحت حياً جديداً في مدينة الرياض. والملاحظ والذي فيه فخر واعتزاز أن المباني الحديثة وخاصة الحكومية تتميز بالنمط المعماري الإسلامي المعاصر الذي يحكي الرياض القديمة والحديثة. هذه هي مدينة الرياض وهذا هو أميرها المحبوب الذي يعمل جاهداً ليجعلها نموذجاً حياً للروح الوثابة لسموه والحب والعشق لهذه المدينة لوضعها في مصاف المدن العالمية الراقية، ارتبط اسم سموه باسمها أميراً لها لما يزيد على الخمسين عاماً. أمدَّ الله في عمر سموه ومتعه بالصحة والعافية ليزيد من جمال مدينته المحبوبة وفق توجيهات ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز متعهما الله بالصحة والعافية والله المستعان.