** لا أدري لماذا أجدني مشدوداً إلى العودة مرة أخرى للحديث عن مكاتب العلاقات في الجهات الحكومية المختلفة.. ربما أن هذا عائد إلى كثرة الاحتكاك اليومي.. معهم.. والتعامل الدائم الذي يجري بين الصحافة كجهة تلتهم وهذه المكاتب كمصادر تفرز. والحديث يعود بي مرة أخرى.. وقد قام أحد الزملاء بالاتصال بمسؤول ما في دائرة حكومية عرف بتفهمه لدور الصحافة وتعاطفه الدائب معها.. وبتلقائية تحولت نتائج الاتصال إلى المسؤول المختص بالإدارة. وتصرف أخونا.. وأعطى المعلومات زميلاً آخر كما أعطاها للزميل صاحب الجهد.. والتعب والطواف صباح مساء بين مكتبه ومكتب المسؤول الكبير بحثاً عن نتيجة جهده وعرقه.. في هذه الحالة لا أدري كيف يتصرف الجانب الآخر.. - وأعني به المتضرر بهذه العملية - بعد أن سبح بهذا الجدول من الماء البارد.. وخسر ما سبق أن لهث خلفه.. وحفيت قدماه.. ونفس الموقف تعرضت له قبل فترة مع أحد الاخوة من مسؤولي مكاتب العلاقات.. وبلعتها وسكت.. وعلى الرغم من أن المرء يعرف سلفاً أن إدراك مكاتب العلاقات العامة.. للمسؤولية الإعلامية الملقاة على عواتقهم تفرض عليهم الامتداد الإعلامي.. والاتساع في مجال النوعية.. إلا أن هناك بديهيات بسيطة جداً في علم التعامل اسمها.. الذوق.. والتقدير للراكضين في عز الظهيرة بحثاً عن الحرف الجديد..