تستحوذ مباريات هولندا مع ألمانيا والدنمرك مع إنجلترا وأيرلندا مع إيطاليا على الاهتمام الاكبر من بين مجموعة المباريات الودية التي تخوضها منتخبات العالم اليوم الاربعاء، في إطار الاستعدادات لاستئناف منافسات التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا. وتتجه جميع الانظار أيضا إلى مونبلييه بفرنسا لمتابعة عودة اللاعب الكبير زين الدين زيدان إلى صفوف المنتخب الفرنسي بعد عام من اعلان اعتزال اللعب الدولي، حيث يقود الفريق في مباراته الودية أمام منتخب كوت ديفوار. واستغلت المنتخبات الاوروبية اقتصار الجولة الجديدة من التصفيات الاوروبية المؤهلة لكأس العالم والتي تقام اليوم على عدد محدود من المنتخبات لتخوض المباريات الودية بعد فترة الراحة التي حصلت عليها في الاسابيع القليلة الماضية. ويبدأ المنتخب الألماني الذي يشارك في نهائيات كأس العالم دون تصفيات بصفته ممثل الدولة المنظمة العد التنازلي للبطولة بلقاء المنتخب الهولندي في روتردام. ويملك المنتخبان تاريخا طويلا من الصراع والمنافسة فيما بينهما وهو ما انعكس خلال مباراتهما بنهائيات كأس العالم 1990 عندما طرد فرانك ريكارد نجم هجوم المنتخب الهولندي بسبب بصقه على رودي فولر قائد المنتخب الألماني الذي طرد بعد ذلك أيضا. ورغم ذلك من المنتظر ألا تشهد مباراة الفريقين في روتردام نفس الجو العدائي بين الفريقين ولاعبيهما. وبالنسبة للمدرب يورجن كلينسمان المدير الفني للمنتخب الألماني ستكون المباراة ذات دلالة خاصة، ولكنه دعا الجماهير إلى ضرورة الالتزام بالهدوء حتى لا ينسى أحد الهدف الاسمى الذي يسعى الفريق لتحقيقه وهو الاعداد الجيد لكأس العالم بغض النظر عنه النتائج في المباريات الودية. ويدفع كلينسمان في هذه المباراة بحارس مرماه أوليفر كان في أولى ثلاث مباريات تقرر أن يخوضها أوليفر كان مع الفريق قبل أن يخوض منافسه ينز ليمان المباريات الثلاث التالية، بينما سيظل تيمو هيلدبراند حارس مرمى شتوتجارت بديلا للاثنين في المباريات الست. ويغيب عن صفوف المنتخب الألماني في هذه المباراة الثنائي باستيان شفاينش تايجر ولوكاس بودولسكي وهما من أفضل المواهب الشابة التي ظهرت حديثا في صفوف المنتخب الألماني، ولكن كلينسمان فضل إراحتهما بعد المجهود الكبير الذي بذله كل منهما مع الفريق في كأس العالم للقارات التي أقيمت بألمانيا في يونيو الماضي. ورفض كلينسمان استدعاء بودولسكي على الرغم من إعلان المهاجم المخضرم أوليفر نويفيل يوم السبت الماضي انسحابه من السفر مع الفريق بسبب الاصابة المفاجئة. وفضل كلينسمان السفر إلى روتردام بثمانية عشر لاعبا فقط. ولا يعاني المنتخب الألماني من أي مشاكل في الهجوم في ظل تألق كيفن كوراني نجم شتوتجارت وميروسلاف كلوزه مهاجم فيردر بريمن حيث سجل كل منهما ثلاثة أهداف في أول مباراتين لفريقيهما في الدوري الألماني (بوندسليجا) هذا الموسم. ويعود إلى صفوف المنتخب الألماني في المباراة كل من ديتمار هامان نجم خط وسط ليفربول الانجليزي الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي وكريستيان فورنز مدافع بوروسيا دورتموند، وذلك بعد غياب طويل للاعبين عن صفوف المنتخب. وينضم فورنز إلى دفاع الفريق الألماني الذي يضم حاليا مجموعة من الشبان مثل آرني فريدريك (هرتا برلين) وأندرياس هينكل وتوماس هيتزلشبيرجر (شتوتجارت) وروبرت هوت (تشيلسي الانجل يزي) بيرميرتساكر (هانوفر). أما هامان فينضم إلى خط الوسط المؤلف من قائد الفريق وصانع ألعابه ميكايل بالاك وسيباستيان دايسلر (بايرن ميونيخ) وتيم بوروفسكي وتورستن فرينجز (فيردر بريمن) وفابيان إيرنست وبيرند شنايدر. وخاض المنتخب الألماني المعروف بلقب (الماكينات) 36 مباراة سابقة أمام نظيره الهولندي المعروف بلقب (الطاحونة الهولندية) ففاز في 13 وتعادل في 13 وخسر عشر مباريات فقط. وعلى الرغم من السجل الجيد للمنتخب الألماني في المباريات الودية والرسمية التي خاضها تحت قيادة كلينسمان الذي تولى المسؤولية قبل عام إلا أن الفريق ما زال بحاجة إلى تحقيق الفوز على أحد المنتخبات الكبيرة، وهو ما لم يحققه منذ تغلبه على المنتخب الانجليزي في عقر داره باستاد ويمبلي في لندن خلال أكتوبر 2000. الدنمرك وانجلترا وفي كوبنهاجن.. يحل المنتخب الانجليزي الذي يواجه تحديا ومنافسة شديدة من نظيره البولندي في تصفيات كأس العالم 2006 ضيفا على المنتخب الدنمركي. ومن المنتظر أن يستعين السويدي زفن جوران إريكسون المدير الفني للمنتخب الانجليزي بمهاجم نادي توتنهام جيرماين ديفو في هذه المباراة كرأس حربة أساسي في هذه المباراة التي ستكون خطوة مهمة على طريق إعداد الهيكل الرئيسي للفريق لكأس العالم. وكان ديفو قد سجل هدفا في افتتاح مباريات الفريق بالدوري الانجليزي يوم السبت الماضي ليفوز على بورتسماوث 2 - صفر ويصبح ديفو ضمن حسابات إريكسون خاصة وأن مهاجم الفريق مايكل أوين لاعب ريال مدريد الاسباني سيغيب عن اللقاء التالي للمنتخب أمام ويلز في تصفيات كأس العالم للايقاف. وكانت آخر مباريات المنتخب الانجليزي أمام الدنمرك قد انتهت بفوز الدنمرك 3 - 2 على المنتخب الانجليزي وديا في عقر داره باستاد أولد ترافورد في مانشستر خلال نوفمبر 2003 على الرغم من هدفي واين روني وجو كول في شباك الدنمارك. وكان المنتخب الانجليزي قد تغلب على نظيره الدنمركي 3 - صفر في الدور الثاني بنهائيات كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. وسجل الاهداف الثلاثة ريو فيرديناند ومايكل أوين وإيميلي هيسكي. واستدعى إريكسون لهذه المباراة ماتيو أوبسون لاعب برمنجهام وروبرت جرين حارس مرمى نورويتش سيتي في ظل غياب كل من سول كامبل وليدلي كينج وواين بريدج وبيتر كروش وكيرون داير بسبب الاصابات. ويحتل المنتخب الانجليزي المركز الثاني في المجموعة السادسة بالتصفيات الاوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بفارق نقطتين فقط خلف المنتخب البولندي أحدى مفاجآت التصفيات علما بأنه لعب مباراة أكثر من المنتخب الانجليزي. ويحل المنتخب الانجليزي ضيفا على ويلز في كارديف في الثالث من سبتمبر المقبل ثم يحل ضيفا على منتخب أيرلندا الشمالية في بلفاست بعدها بأربعة أيام فقط، بينما يلتقي في مباراتيه الاخيرتين بالتصفيات مع المنتخبين النمساوي والبولندي على استاد أولد ترافورد في مانشستر خلال أكتوبر المقبل. آيرلندا و إيطاليا وفي دبلن.. يخوض المنتخب الايرلندي الذي حقق المفاجأة وتصدر مجموعته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم على حساب منتخبات مثل فرنساوسويسرا مباراة ودية صعبة أمام المنتخب الايطالي بطل العالم ثلاث مرات. ويسعى براين كير المدير الفني للمنتخب الايرلندي إلى تحقيق الفوز في هذه المباراة للحفاظ على معنويات لاعبيه مرتفعة فيما تبقى من التصفيات. ويعود إلى صفوف المنتخب الايطالي (الازوري) في هذه المباراة مهاجمه الكبير أليساندرو دل بييرو بعد فترة طويلة من الغياب بينما يغيب عنها زميله جانلويجي بوفون حارس مرمى يوفنتوس الذي أصيب في الكتف الايمن خلال المباراة الودية التي خاضها يوفنتوس أمام ميلان مساء الثلاثاء الماضي. وستبعده الاصابة عن مباراتي إيطاليا أمام اسكتلندا وروسيا البيضاء في تصفيات كأس العالم. وستمهد إصابة بوفون الطريق أمام مورجان دي سانكتيس حارس مرمى أودينيزي للعب مع المنتخب الايطالي وقد تدفع المدير الفني مارشيللو ليبي للاستعانة بحارس المرمى ماتيو جاردالبين. ويعود دل بييرو (30 عاما) لصفوف الفريق بعد غياب دام 11 شهرا لتكون المباراة هي الثانية له فقط تحت قيادة ليبي الذي تولى قيادة المنتخب في صيف 2004 علما بأنه كان مديره الفني بفريق يوفنتوس. وأظهر دل بييرو تحسنا في مستواه في نهاية الموسم الماضي بعد فترة طويلة من تراجع المستوى ليقنع ليبي بإعادته لصفوف المنتخب إلى جانب فرانشيكو توتي مهاجم روما وكريستيان فييري مهاجم ميلان والشاب الصاعد ألبرتو جيلاردينو ولوكا توني وفنشنزو إياكوينتا. وسيكون أنطونيو كاسانو مهاجم روما هو أبرز الغائبين عن صفوف المنتخب الايطالي في هذه المباراة بسبب تراجع مستواه في الفترة الماضية وسط الجدل الدائر حول قرب انتقاله لناد آخر. ولا يعاني ليبي من أي مشاكل في خط الوسط حيث يضم هذا الخط ماورو كامورانيزي وجينارو جاتوسو وأندريا بيرلو ودانييللي دي روسي بينما يغيب عن دفاع الفريق اللاعب دانييللي بونيرا. ويعتمد كير المدير الفني للمنتخب الايرلندي على خط دفاعه القوي الذي يضم ستيف فينان وجاري برين وريتشارد دان الذي تعافى من الاصابة وآندي أوبريان العائد من الايقاف. ويحصل قائد الفريق روي كين نجم مانشستر يونايتد الانجليزي على راحة ترقبا للمباراة المهمة مع فرنسا في السابع من سبتمبر المقبل في تصفيات كأس العالم. فرنسا و كوت ديفوار وفي مونبلييه.. يقود زيدان المنتخب الفرنسي «الديك الازرق» أمام أفيال كوت ديفوار في إطار استعدادات كل من الفريقين لاستئناف التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006. ويعود أيضا إلى صفوف المنتخب الفرنسي الذي يدربه ريمون دومينيك المدافع ليليان تورام لاعب يوفنتوس الايطالي وكلود مكاليلي دينامو خط وسط تشيلسي الانجليزي حيث سبق وأن أعلن اعتزال اللعب الدولي مع زيدان. وخلال 80 مباراة سابقة للمنتخب الفرنسي خاضها زيدان بجوار تورام لم يخسر الفريق سوى مباراتين وحقق الفوز في 55 لقاء ولذلك سيعتمد دومينيك كثيرا على الثنائي في المباريات الباقية للمنتخب الفرنسي في كأس العالم أمام منتخبات جزر الفارو وأيرلندا وسويسرا وقبرص. ولا تقل المباراة أهمية بالنسبة للمنتخب الايفواري الذي اقترب من التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الاولى في تاريخه. ورغم أنها مباراة ودية فإنها تمثل مواجهة مثيرة للاعبي وجماهير كوت ديفوار خاصة وأنها دولة ناطقة بالفرنسية كما ترتبط بعلاقات قوية مع فرنسا. ويعتمد الفريق بشكل كبير في مثل هذه المواجهات الصعبة على نجم الهجوم ديديه دروجبا نجم مارسيليا الفرنسي سابقا والذي ظهر بمستوى رائع في الفترة الماضية مع تشيلسي الانجليزي وقد أصبح مع زملائه من المحترفين مثل دينداني وكالو سببا مباشرا في اقتراب الفريق من نهائيات كأس العالم، وسيحسم الفريق بطاقة التأهل من خلال مباراته مع الكاميرون الشهر المقبل. مواجهات أخرى وفي مواجهات أخرى تلتقي منتخبات النرويج مع سويسرا في أوسلو والسويد مع التشيك في سولنا والنمسا مع اسكتلندا في جراتس وبلغاريا مع تركيا في صوفيا والاردن مع أرمينيا في عمان، ومالطا مع أيرلندا الشمالية في تاكالي وبلجيكا مع اليونان في بروكسل وويلز مع سلوفينيا في سوانسيا، واستونيا مع البوسنة في تالين وأيسلندا مع جنوب أفريقيا في ريكيافيك.