في مثل هذا اليوم من عام 1983 قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تخفيض سقف الإنتاج لأول مرة منذ نشأتها بهدف منع تدهور أسعار النفط العالمية. تأسست أوبك من 11 دولة منتجة للبترول بغرض ضمان حقوق الدول المنتجة في صناعة النفط التي كانت تخضع وقتها للاحتكارات العالمية. وقد أنشئت أوبك في بغداد عام 1960 وتشكل صادرات أعضائها ما يزيد على نصف صادرات العالم من الخام. وقد تأسست أوبك في البداية بعضوية كل من إيران والعراق والكويت والمملكة العربية السعودية وفنزويلا وكان مقرها هو مدينة جنيف السويسرية التي تستضيف الكثير من المنظمات الدولية والإقليمية، وفي عام 1965 انتقل مقرها من سويسرا إلى فيينا في النمسا حيث ما زال مقرها هناك حتى الآن. واجهت هذه المنظمة أخطر أزمة في تاريخها في بداية الثمانينيات عندما انهارت أسعار النفط العالمية فقررت التدخل لأول مرة بتخفيض انتاج أعضائها، والمعروف أن المنظمة تحدد إجمالي انتاجها اليومي ثم يتم توزيع حصص انتاج على الدول الأعضاء وفقا لقدرة كل دولة الانتاجية وحجم احتياطياتها النفطية وتحتل المملكة العربية السعودية قمة دول المنظمة من حيث كمية الانتاج اليومي. يقول توني سكانلان من المعهد البريطاني لاقتصاديات الطاقة (في الولاياتالمتحدة ينظر إلى أوبك على أنها تكتل احتكاري ولذا فهي شيء يتعين القضاء عليه - وهي ليست طريقة مفيدة في التفكير بشأنها).وأضاف (الشيء الوحيد الذي تشترك في جميع دول أوبك هو اعتمادهم المطلق على منتج واحد - النفط)، ويرى سكانلان أن دول أوبك لا يمكنها تحمل معاملة النفط (كمجرد سلعة أخرى). ويقول (عندما يهبط سعر النفط يحدث ذلك ضررا حقيقيا، على تلك الدول أن تطعم وتوفر الرفاهية لشعوبها، كما هو الحال في الدول الغربية).