الأرصاد: استمرار التوقعات بهطول أمطار بعدد من المناطق ورياح نشطة في الشمال    حبس البول .. 5 آثار أبرزها تكوين حصى الكلى    برعاية الملك.. انطلاق مؤتمر مستقبل الطيران في الرياض.. اليوم    1.8 % معدل انتشار الإعاقة من إجمالي السكان    رئيس وزراء اليونان يستقبل العيسى    أوتافيو يتجاوز الجمعان ويسجل الهدف الأسرع في «الديربي»    4 نصراويين مهددون بالغياب عن «الكلاسيكو»    أمير عسير يُعزّي أسرة «آل مصعفق»    خادم الحرمين يستكمل الفحوصات الطبية في العيادات الملكية    «عضو شوري» لمعهد التعليم المهني: بالبحوث والدراسات تتجاوزون التحديات    الترشح للتشكيلات الإشرافية التعليمية عبر «الإلكترونية المعتمدة»    البنيان: تفوق طلابنا يبرهن الدعم الذي يحظى به التعليم في المملكة    السعودية.. يدٌ واحدةٌ لخدمة ضيوف الرحمن    متحدث «الداخلية»: «مبادرة طريق مكة» توظف الذكاء الاصطناعي    الفضلي: «منظمة المياه» تعالج التحديات وتيسر تمويل المشاريع النوعية    جائزة الرعاية القائمة على القيمة ل«فيصل التخصصي»    السعودية من أبرز 10 دول في العالم في علم «الجينوم البشري»    5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والسمنة    وزارة الحج والعمرة تنفذ برنامج ترحاب    وزير الخارجية يبحث ترتيبات زيارة ولي العهد لباكستان    نائب أمير منطقة مكة يُشرّف حفل تخريج الدفعة التاسعة من طلاب وطالبات جامعة جدة    ولي العهد يبحث مع سوليفان صيغة شبه نهائية لاتفاقيات استراتيجية    المملكة تؤكد استعدادها مساعدة الأجهزة الإيرانية    «أسمع صوت الإسعاف».. مسؤول إيراني يكشف اللحظات الأولى لحادثة «الهليكوبتر»!    جائزة الصالح نور على نور    مسابقة رمضان تقدم للفائزين هدايا قسائم شرائية    هاتف HUAWEI Pura 70 Ultra.. نقلة نوعية في التصوير الفوتوغرافي بالهواتف الذكية    تأجيل تطبيق إصدار بطاقة السائق إلى يوليو المقبل    الشيخ محمد بن صالح بن سلطان «حياة مليئة بالوفاء والعطاء تدرس للأجيال»    تنظيم مزاولة مهن تقييم أضرار المركبات بمراكز نظامية    أمير تبوك يرأس اجتماع «خيرية الملك عبدالعزيز»    «الأحوال المدنية المتنقلة» تقدم خدماتها في 42 موقعاً حول المملكة    القادسية بطلاً لكأس الاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر    جهود لفك طلاسم لغة الفيلة    تأملاّت سياسية في المسألة الفلسطينية    165 ألف زائر من بريطانيا للسعودية    "إنفاذ" يُشرف على 38 مزادًا لبيع 276 من العقارات والمركبات    الاشتراك بإصدار مايو لمنتج «صح»    5.9 % إسهام القطاع العقاري في الناتج المحلي    الخارجية: المملكة تتابع بقلق بالغ ما تداولته وسائل الإعلام بشأن طائرة الرئيس الإيراني    ثقافة سعودية    كراسي تتناول القهوة    المتحف الوطني السعودي يحتفي باليوم العالمي    من يملك حقوق الملكية الفكرية ؟!    وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا    الملاكم الأوكراني أوسيك يتوج بطلاً للعالم للوزن الثقيل بلا منازع    بختام الجولة ال 32 من دوري روشن.. الهلال يرفض الهزيمة.. والأهلي يضمن نخبة آسيا والسوبر    يوم حزين لهبوط شيخ أندية الأحساء    عبر كوادر سعودية مؤهلة من 8 جهات حكومية.. «طريق مكة».. خدمات بتقنيات حديثة    بكاء الأطلال على باب الأسرة    «الخواجة» نطق.. الموسم المقبل ضبابي    أمير القصيم يرعى حفل تكريم الفائزين بمسابقة براعم القرآن الكريم    الانتخابات بين النزاهة والفساد    تحقيقات مع فيسبوك وإنستغرام بشأن الأطفال    ارتباط بين مواقع التواصل و«السجائر الإلكترونية»    سقوط طائرة هليكوبتر تقل الرئيس الإيراني ووزير الخارجية    الديوان الملكي: خادم الحرمين يستكمل الفحوصات الطبية    انقسام قادة إسرائيل واحتدام الحرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صورة المرأة في الإبداعات النسائية نمطية متكررة!
الدكتورة ثريَّا العريّض ل الجزيرة الثقافية
نشر في الجزيرة يوم 09 - 03 - 2000

** عن المرأة,, والكتابة,, والرواية,, كان حديثي ممحورا مع الشاعرة والكاتبة د, ثريا العريض,, ومن موقع تجربتها الثرية,, حاولت استنطاق قياساتها لحركة التغيير والتجاذب والتنافر في تلك المحاور,, التي تمثل بنى المشهد الثقافي وخلال ملابساته الاجتماعية,.
فكان ان حمّلت اجاباتها رواء المدرك لمقاصد الاشكال المفضية الى سديم الاسئلة الاخرى .
* لنبدأ من المرأة التي دخلت في افق المتغيرات الاجتماعية والثقافية,, معادلا حقيقيا قادرا على الفعل,, مكونا بنية اجتماعية ذاتية الأداء والنتيجة,, وبوصفك هي او انموذجا من نماذجها كيف ترين ذلك الاداء,, وتلك النتيجة؟
** بين افق الحلم وسفح الواقع هناك دائما سديم من الموانع والعوائق لنقل ان بعضهن فقط وبشق النفس تشق هذا السديم,, وتحاول العبور الى الافق قفزا فوق شفير التحديات كل امراة طموحة تحاول حسب مقدرتها والمجال المفتوح لها ومصادر الدعم او المقاومة التي تعترض محاولاتها.
الفعل المنتج لا يأتي من التطرف لا يمينا ولا يسارا بل من التوجه للمستقبل بخطى تعرف وجهتها وتبحث عن اقصر الطرق واكثرها منطقية ويبقى انها تحاول,, ومن العبد الحركة ومن الله البركة.
* الخطاب الابداعي السردي,, للكاتبة السعودية من اسقاطاته على الرجل وحمله مذمة ذكوريته,, وقوض مهابه صوته العالي ,, ولا زال يندد باستبداده,, واحادية رؤيته وتهميش او الغاء دور المرأة الا ترين في هذا الاسقاط الانفعالي تنفيسا وقتيا لكبت تراكمي,, وادعاء قشوري بثأر موهوم,, يبتعد بال قضية عن نقاش موضوعي,, وتنام حركي ابداعي لاشكالاتنا الاجتماعية عبر تقنيات الكتابة؟
** ربما هي بينهما الاكثر ادراكا للجوهري في وجودهما المشترك, لان تجاهل هذا الجوهري حجرها في موقع المعاناة, بينما هو الاكثر انحصارا في كيانه الجسدي وارضاء نزعات انانية.
وربما تأتي صورة المرأة في الابداعات النسائية نمطية متكررة لان تفاصيل معاناتهن الفردية تتشابه الى حد يجعلها الوضع السائد لا المستثني,, وقد يكون غضبها اسقاطا انفعاليا في بعض الاحوال ولكنه في ذات الوقت يرسم بالتأكيد صورة مفصلة لبعض جوانب الحقيقة المعاشة,, وربما الحقيقة الغالبة السائدة خاصة في الاوساط المتشبثة بالمعادلات التقليدية التي تحدد موقع الانثى في الاسرة في موقع يتيح الاستهتار بحقوقها كما جاءت بها الشريعة.
هل نصنف ابداعها تنفيسا وقتيا؟ ذلك وارد، ولكن الصورة لا تنحصر في كونه كبتا تراكميا, الكبت موجود في حالة الرجل والمرأة ولكن الرجل لا يرى المرأة ضحية كما تفعل المرأة بل يرى موقعها طبيعيا ومرضيا له اما هي فتمثل هنا ما تحسه من معاناة خاصة بالمرأة فقط تقع عليها في حياتها الخاصة والعامة لا لجريرة ما سوى انها خلقت انثى في مجتمع يؤطر الانثى في اطار سلبي.
لا أؤمن بطلب الثأر ولكن التأثر والشعور بالغين حقيقة فعلية الاعتراف بالحق فضيلة واول خطوة لتغيير اوضاع الاجحاف الواقع على المرأة مجتمعيا هو القاء الضوء عليها وتصويرها ابداعيا يأتي ضمن هذه الاضاءة الكاشفة, وله دور كبير في تنامي الحركة البنائية لمجتمع جديد متوازن الاساسات وربطه بالابداع المعبر عن انفعال المبدعات في موقعهن الريادي.
* كمثقفة كيف ترين وصول صوت المرأة المثقفة الى ابهة تكوين خطاب حضاري يحمل في تفاصيله همومها,, وقضيتها في مجتمع لم يزل بعد يكون بنيته الثقافية الخاصة,,؟
صوتها يصل رغم التصامم من البعض, المرأة الناطقة ابداعا وعبر وسائل الاعلام تقوم بمسؤوليتها لتوضيح الصورة وتوعية الرجل حين تعكس صورته في مراياها وهي ليست صورة مختلفة بل تعكس الواقع الانثوي بوضوح مؤلم.
صوتها يصل ويصغى له المسؤولون باهتمام فهم مهتمون جدا بمسح وصمة تهميش المرأة التي يوجهها لمجتمعنا المراقبون من خارجه، وبتصحيح مسار المجتمع ورفع الغبن الذي يحيق بالمرأة من فئات المجتمع وافراده من الجاهلين وغير الملتزمين بتعليمات الشرع من حيث ضمان حقوق المرأة, عند هؤلاء صوتها يصل ضعيفا لان المجتمع لا يمنحها اذنيه ولا يجد ما تقوله مصيريا,, بنية مجتمعنا بنية ملتبسة التفاصيل حيث تسللت هامشيات الممارسات والتجاوزات البشرية المصدر الى متن المثاليات, ذلك يعني ان بعض الممارسات ضمن ثقافة المجتمع القائمة خاصة ما يتعلق بالمرأة تأتي مخالفة صريحة للمثاليات الدينية المنزلة تحقق اغراضا فردية انانية, بنية المجتمع هذه في حاجة الى اعادة نظر وتصحيح يعيدها الى تطبيق المثاليات وردم شقة الانفصام بين ممارساتنا والتعاليم, المرأة المتعلمة والمبدعة والموظفة غالبا تحس بهذا الانفصام وتعيه, النصوص النسائية الادبية ايضا في القصة والرواية تعمل على توضيح صورة المرأة كما هي معاناتها اليوم، والغبن الذي يقع على الغالبية من اساءة المعاملة في الموقع الحميم والموقع العام, كذلك المقالات التي تتناول قضية او قضايا المرأة ومعاناتها ولدينا كاتبات قديرات عالجن ويعالجن هذه القضايا بالتفصيل المحلل منهن اذكر د, فاتنة شاكر، ود, عزيزة المانع وفوزية ابو خالد وجهير المساعد وخزيمة العطاس ونورة الخريجي وسهيلة زين الدين.
* ماذا اخذت من الشاعر الكبير ابراهيم العريض ,,؟
** أخذت اسمي,, والجينات التي حددت تكويني جسديا وفكريا وعاطفيا واخذت عنه نظرتي لنفسي وثقتي بها واعتزازي بخصوصيتي ,.
أومن مثله بان البنت لا تختلف عن الولد,, تولد مكتملة في قدراتها البشرية وحقوقها الانسانية وطموحاتها التي تستحق ان تسعى لتحقيقها واخذت نظرتي للحياة من حيث كونها ساحة عمل لا ساحة استكانة للخمول واخذت عنه رؤيتي للوجود من حيث انه موقع تفاعل وتكامل بين كل مكوناته طبيعة وبشرا وليس موقع تضاد وتأزم.
بهذا الميراث وجدتني اسعى لكي أحقق دوري مكتملا في هذه الحياة ومتناسقا في هذا الوجود.
* تجربة الكتابة اليومية,, تمارسينها منذ اكثر من عقد من الزمان,, وعبر منابر مختلفة,, ماهي ابرز معطياتها,, الى الآن؟
** لا اعرف ماذا تقصد بمعطياتها؟
هل تقصد ظروف الكتابة اليومية وفرضياتها في واقعنا المحلي؟
أو تقصد ماذا اعطيت انا خلال هذه الاعوام من الكتابة اليومية؟
لا احد يستطيع ان يحكم على عطائه بحيادية وتجرد, والاطار المجتمعي الذي نكتب فيه يفرض شروطه على حامل القلم لكيلا ينطلق دون وعي بالمتلقي مهما كان هذا المتلقي ذا خصوصية قامعة يرفضها الكاتب المبدع, الكتابة اليومية ليست التزاما سهلا في اي زمن وأي موقع,, خاصة اذا كنت لا تكتفي بمجرد ملء المساحة بأي كلام من يلتزم بأن يكتب دائما ماهو قضية حيوية ومصيرية ومهمة ونشطة على الساحة سيجد نفسه مرهقا جدا, كثير من القراء لا يرغبون في وجبات ثقيلة طول الوقت, ويطلبون في قراءتهم ما يجعل تحمل ضغوط يومهم المعاش اسهل, وكثيرون ايضا يحبون سماع اصداء آرائهم وهمومهم واهتماماتهم وليس فقط ما يهم الكاتب.
أحاول في كتابتي الا اتحول الى مجرد صدى لما يطلبه القارىء وألا اتقلص الى واعظة اجتماعية تنادي بالمستحيلات المثالية,, وانا اعلم ان المجتمع بالطبيعة لا يخلو من التجاوزات والقصور في الممارسات وفي الوعي,, احاول ايضا ألا انجرف مع تيار كتابة اي شيء يملأ المساحة بتبرير انه نص ابداعي وألا انزل الى مستوى الاسفاف برصف كلمات تهويمية فارغة من المحتوى الاعمق,, ثم هناك ما لا يمكنني ان اتغاضى عنه وهو ادبيات الكتابة,, لا احبذ استغلال موقع الكتابة كما يفعل البعض في مهاجمة الغير او ترسيخ مبدأ تحطيم من لا احب شخصيا عبر النقد اللا موضوعي, واحاول التنويع والتجديد بطرق اساليب مختلفة من الاكاديمية الجادة الى الشعرية الى القصصية ويظل المشترك في رأيي انها تقول شيئا اما لعموم القراء او لفئة خاصة مقصودة أوجّه لها الخطاب او حتى احيانا نادرة لفرد بعينه في مناسبة تستحق التركيز.
* مشاركة المرأة بالكتابة المقالية عبر دوريات مختلفة تتراوح ما بين حرص نزقي على التواجد في شرنقة الضوء والمجد الجماهيري المزعوم عند بعض الكاتبات والطرح الجاد ذي القيمة المعرفية عند اخريات؟
ما المعيار الذي نفرق به بين الزبد ,, وما ينفع الناس ,,؟
ما ذكرته توصيف صحيح,, ولكن السؤال عن معيار المقارنة ليس سؤالا سهلا يجد جوابا جاهزا.
من الذي يضع معيار ما ينفع الناس؟
اغلبنا يعرف ما ينفعه هو وينادي بتطبيقه ,, وغالبا ما نؤمن فعلا بانه هو الاجدر والاحق بين ما نقارن من خيارات واردة, ولكن ذلك لا يعني ان الجميع يرونه كذلك ان ما ينفع مصالح زيد فيرحب به ويثني عليه قد يضر بمصالح عمرو فيرفضه ويراه طرحا غير مقبول,, والناس تختلف في مشاربها وتفضيلاتها القرائية، هناك من يطلب نصا ابداعيا خالصا وهناك من لا يود الا الارشادات او المواعظ او الطروحات الاكاديمية,, والكاتب الحصيف يتوازن بين هذا وذاك ليعدل في تقسيم ما تهبه المساحة لهذا او ذاك.
غالبا الطرح الجاد ذو القيمة المعرفية والحيادي التوجه يطلبه القراء المثقفون والمطلعون الذين تهمهم المعرفة ويرغبون في المزيد منها ولكن مواصلة ذلك يوميا تنهك القارىء والكاتب على السواء,, ولابد من مزيج مريح فهناك كثيرون يقرؤون فقط للتسلية وتزجية الوقت.
كثير من الكتاب يجدون اسهل الطرق لاستمرارية الكتابة اما باعادة تكرار ما يطلب المتلقي ان يقرأه ملتذا بصدى ارائه او بتبني منطلقات القارىء بغض النظر عن مدى ملاءمتها للتبني كأساس لبناء وعي المجتمع المتطور, شخصيا يهمني جدا بغض النظر عن التنوع في اسلوب الكتابة، ان يصب كل ما اكتبه في تيار التوعية العامة ولغرض توجيه التغير المعرفي في المجتمع عموما الى التطور الايجابي المبني على الحقائق العلمية والاحتياجات المستقبلية,, لا ان يراكم ما يضيفه الاخرون مجرد تغير سلبي عشوائي تأتي به انفعالات العاطفة وتوتراتها او مواصلة الكتابة عبر اسماع القارىء صدى افكاره المفضلة في صياغة بقلمي.
* تعالت أصوات الاحتفاء بالرواية كنموذج ابداعي اوصل صوتنا للآخر عبر تجارب ملفتة للسؤال,, غازي القصيبي في روايته شقة الحرية والعصفورية وتركي الحمد في اطياف الازقة المهجورة .
كيف ترين هذه التجارب؟
** ربما ما اعطى رواياتنا اهتماما من الآخر هو بالضبط كشفها للمخبوء اما تميزها الابداعي فلا اراهن فيه على كل ما طرح, احس القصيبي في كتاباته يتجدد ابداعيا ويتنوع مع المحافظة على تميز الاسلوب, رواياته شقة الحرية والعصفورية وسبعة وهما اللاحقتان لا تشبه اي منها الاخرى, كل تتفرد بنكهة خاصة, مثل شقة وعصفورية القصيبي، ثلاثية الحمد تتناول مرحلة زمنية مشتركة المهم فيها هو كونها مرحلة تأسيسية حرجة ,, أزقة الحمد رسمت صورة واضحة التفاصيل المعيشية لمرحلة تاريخية بعينها تتزامن مع مرحلة زمن شقة الحرية كثير من التفاصيل الواردة عايشتها شخصيا ولكن من موقع الفتاة الخليجية المحافظة وقد اتساءل عن مدى صحة التفاصيل التوثيقية في اي من هذه الروايات ولكني اجد اسلوب القصيبي اكثر خصوصية ادبية من اسلوب الحمد المباشر السردية الذي يقترب احيانا من الفظاظة المنفرة.
علي الدميني في الغيمة الرصاصية حاول ان يجمع بين عاملي جذب,, كشف المخبوء عن فترة زمنية احداثها غير معلنة وغرائبية الاسلوب ومزجه بالمتخيل , وهو هنا يختلف عن متخيل العصفورية الذي ياتي من اختلاط الحقائق بالجنون,اشير ايضا الى رواية قرأتها واعجبتني لابراهيم الحميدان تتناول توثيق ممارسات المجتمع في مرحلة تاريخية سابقة,, لا اذكر اسمها الآن, ربما رعشة الظل , والى رواية عبده خال الموت يمر من هنا ، ورواية التراوري ما قاله الرواة في موت ديما ,أود ايضا ان أشير الى تجربة امل شطا وهي الأسبق في المملكة الى كتابة الرواية التاريخية المتميزة في غدا انسى والى تجارب رجاء العالم في الرقص على سن الشوكة ، وسيدي وحدانة ، وطريق الحرير , اعتقد انهما متميزتان وتستحقان الذكر كخطوة واضحة في مسيرة الرواية السعودية.
ومؤخرا قرأت رواية النظر الى أعلى لقماشة العليان ترسم التفاصيل المعيشية لشابة خليجية تعايش احداث غزو الكويت وتحريرها متنقلة بين الكويت والرياض وتعاني جراح انتمائها الانثوي اذ تنضج من عشق المراهقة الى تجارب الزواج الكئيبة موازية بذلك تجربة المدن الخليجية بين مراهقة مظاهر الثراء واكتئاب النضج في اكتشاف حقيقة الوهم الذي تغلفه نداءات القومية وهي رواية بها حبكة تقنية ملحوظة رغم بساطة اسلوبها وميله للسردية واجدها تستحق الذكر لبعدها عن الادلجة والخطابية.
* المشهد الثقافي المحلي,, يعج,, بأصوات مختلفة وتيارات متجاذبة في افق معين، ومتنافرة في افق آخر!
كمتابعة عن قرب هل ثمة اتساق في حركة انساقه المختلفة شعرا وسردا,, ونقدا,,؟
** لا,, ولكن بامكاننا ان نقول انها ساحة حيوية ايجابية في انها لم تقتل اي توجه ابداعي وان اتسمت بمحاولة بعض التيارات التهام موقع الاساليب الاخرى خاصة الأسبق, في الشعر تجد العمودي والتفعيلة والقصيدة النثرية كلها متواجدة, وفي القصة تجد الكلاسيكية والانطباعية والرمزية والسوريالية والواقعية السحرية, وتجد القصة المطولة والأقصوصة والقصة الومضة المكونة من بعض فقرات او حتى بضع كلمات, ومثل هذا التنوع تجده في الرواية بين تجديد العصفورية وتقليدية الأزقة المهجورة ، وغرائبية الغيمة الرصاصية .
اما بين الانساق المختلفة فالصورة غير متضحة, ربما العلاقة بينها يشوبها التوتر وتفتقد السلاسة, المقال النقدي بدأ يتخذ مسارا منفصلا عن مواكبة النصوص الابداعية وتناولها بالدراسة, وهناك اختلاف على المنطلقات النقدية بين المدارس المختلفة, الشعر يتبرأ بعضه من بعضه الآخر بين العمودي والتفعيلي والحداثي النثري والشعبي ,, والسرد ما زال متشبثا جدا بأطراف التقليدي التقريرية والوعظية,, وذات الظواهر تجدها في انواع القصة القصيرة والرواية بعضها يتبع خطى الحداثة بينما بعضها ما زال سرديا وتقريريا مباشرا.
* الرياض عاصمة الثقافة العربية عام 2000م
كيف تستثمر هذه المناسبة لابراز الوجه الحقيقي للفعل الثقافي في المملكة,,؟
** ليس غريبا ان تكون الرياض عاصمة للثقافة العربية,, قبلها اختيرت الشارقة وبيروت, والاولى مثل الرياض مدينة ناشئة مقارنة بالمدن العربية الاخرى, بينما بيروت لم تلتقط بعد انفاسها من تشظيات عشرين عاما من الحرب الاهلية ولم تعالج كل جراحها بعد, ان ما يدل عليه اختيار مثل هذه العواصم هو ان الوعي متصاعد بانه لم يعد هناك موقع محوري يمثل مركز حركة الثقافة العربية ويستأثر به وحده كما كان الحال في القاهرة حتى السبعينيات مثلا او في بيروت في الستينيات قبل الحرب الأهلية,, او حتى في بغداد الأربعينيات والخمسينيات التي اشرعت الباب للحداثة الشعرية بتقنين القصيدة التفعيلية ,, كل المدن العربية الآن قابلة لان تكون عاصمة للثقافة من مدن المغرب العربي وتونس حتى الكويت والدوحة,, وكلهم يشتركون في معايشة حركة التجدد في النشاط الادبي والفني والعلمي وللبعض ما فضلهم الله به على البعض الآخر من قدرة واحتواء النشاطات ودعمها ماديا,وهنا عند النقطة الاخيرة يتضح دور المدن الخليجية, الرياض قادرة على تحقيق طموحات قد لا يمكن تحمل كلفة تحقيقها في مواقع اخرى,, وما نحتاجه هو سعة افق ابداعي يستوعب كل امكانيات النشاط الثقافي المتجدد في الحركة الكتابية والمسرحية والفنية ويدعم اقامة الفعاليات من ندوات وامسيات ومعارض كتاب وغيرها,كذلك اتمنى ان يتاح للمرأة ان تشارك في نشاطات هذا العام بصورة تتجاوز بها انحصار الرؤية العامة للمرأة الى تقدير تميز الابداع الذي هي قادرة عليه واتمنى أن اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية سيمنح المرأة ظل الاعتبار الثقافي وان تمنح نفس انفتاح الفرص ومنابر التفاعل ومواقع الفعل التي هي متاحة لاخيها, أليس مستوقفا للمتأمل ومؤلما للاديبات ان ليس هناك بعد موقع انتماء بعضوية كاملة للاديبة والمبدعة في الاندية الادبية مثلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.