تصور لنا الكاريكاتيرات التي ترسم بريشة هاجد والتي تُعبِّر عن كثير من القضايا سواء اجتماعية او اقتصادية او تعليمية او اعلامية بما تحتوي عليه من افكار رائعة تشد انتباه المعني بالامر او القارئ ففي عدد الجزيرة «10955» المؤرخ في 19/7/1423ه اطلع الجميع على الكاريكاتير الذي شبّه قناة الجزيرة بالحية المسمومة التي تعد أشد الزواحف خطراً واكثرها فتكاً ولذا جاء هذا التشبيه في محله ولا احد ينكر الدور الذي يلعبه الاعلام وخاصة القنوات الفضائية والتي تعتبر سلاحاً ذا حدين اما بنقل الحقائق والوقائع الصحيحة والصريحة او العكس صحيح ولقد عايشنا خلال السنوات الماضية ما مرت به القنوات الفضائية العربية من اتباع سياسة الاسفاف والتفاهة وحازت على تخريب الذائقة وافساد الذوق بعيدة عن هموم وغموم الامة الاسلامية والعربية ومشاكلها وتفاءلنا خيراً بقناة الجزيرة وقلنا حينها وجدنا ضالتنا من بين القنوات العربية وكنا نعقد عليها الآمال بان تكون منبرا اعلاميا نزيها وشريفا وصريحا يدوي صوته في ارجاء المعمورة تدافع عن قضايا الأمة الاسلامية وكيان الأمة العربية وتعمل علشى لمّ الشمل ووحدة الصف وتوحيد الكلمة لمواجهة الاخطار التي تهدد وتزعزع كيان الامة وسيادتها ولكن للأسف الشديد والحزن العميق خيَّبت الامال عندما انكشف قناعها المزيف للمشاهد العربي والاسلامي وانها بذرة شر ونواة فتنة غرست في دوحة قطر وشجعت من قبل مسؤوليها. هذه القناة التي تدعي حرية الرأي في الطرح والمناقشة من خلال حواراتها المشبوهة ولقاءاتها المسمومة عندما تستضيف حثالة المثقفين وضحالة المفكرين من ذوي القلوب المريضة والضمائر الحاقدة أمثال عبدالباري عطوان ومحمد عبدالحكيم دياب مسلوبي الهوية والرأي في بلدانهم ومجتمعهم ليحلو لهم الحديث عبر هذه القناة والتي يحرص مسؤولوها على استضافة هؤلاء الشرذمة بين حين وآخر لمناقشة موضوع الساعة وحديث الساحة وعندما تشتد حرارة النقاش فلا نسمع الا دوي نباح اصواتهم ونعيق كلامهم عبر استوديوهاتها في بلاد الغرب.. هذه القناة التي رفع عنها كل قيود ادبيات واخلاق المهنة الاعلامية في ادب الحوار والتأدب مع المواضيع المراد مناقشتها حتى تطاول هؤلاء على الحكام والزعماء ووصفهم بالخيانة ووصف شعوبهم بالسذاجة فكأنما هؤلاء الشرذمة من كوكب المريخ.. هذه القناة كم اوقعت من فتنة واحدثت من مشكلة بين دولة قطر وجيرانها من دول الخليج والدول العربية والتي بسببها قدمت خطابات احتجاج وتذمر عبر وزارات الخارجية لما تنشره من اساءة للحكام او الزعماء والتشكيك في مواقفها من قضية الشرق الاوسط ولكن يأتي الرد من دولة قطر سلبيا بحجة انه اعلام حروديمقراطي وهنا نتساءل لماذا تستثنى دولة قطر من حرية اعلام قناة الجزيرة ولماذا تطبق ادبيات الحوار وأخلاقيات المهنة الاعلامية عندما يكون الحديث عن حكام قطر ومواقفها السلبية من قضايا الامة وتوجهها المعلن باقامة علاقات مع الصهاينة بينما ترفع القيود عندما يكون الحديث عن غيرها من الدول الاخرى والمملكة كان لها نصيب من هذه الحملة المسعورة من قبل قناة الفتنة عندما استضافت قبل فترة شخصاً مريضاً في فكره سطحياً في تفكيره ساذجاً في حديثه الذي يُدعى محمد عبدالحكيم ليشخِّص مواقف المملكة من القضية الفلسطينية ويشكك في مواقفها وثوابتها المعروفة على الدوام والله انه من العجب ان تكون هذه الحثالة هي التي تُقيِّم وتتحدث عن مواقف المملكة المعهودة والمشهود لها من قِبل الاعداء قبل الاصدقاء وكما قيل والفضل ما شهدت به الاعداء فاذا كان الطاغية والارهابي شارون جنَّ جنونه واشتد غضبه من موقف المملكة ودعمها للقضية الفلسطينية سياسيا وماديا وانها تقدم مساعدات مالية لاسر الشهداء ودائما ما ينقل هذا الرأي للادارة الامريكية ثم نفاجأ بشخص معتوه مثل محمد عبدالحكيم ليشكك بمواقف المملكة وعبر قناة الجزيرة وهذا يؤكد على ان سياسة القناة تعمل على اخفاء الحقائق وطمس الوقائع وعدم ايضاح الصورة الحقيقية لشعوب العالم كله والوقوف مع قضايا امتنا الاسلامية والعربية وانها اثبتت مع مرور الايام انها رديف للاعلام الصهيوني في توجهاته وافكاره وعملت على تمزيق الصف العربي وتشتيت وحدته واشعال نار الفتنة بين دوله من خلال نشر سمومها من الخليج الى المحيط واذا كان القائمون عليها ممن يشكك في عقيدتهم وتدور الشبهات حول هويتهم وعلى رأسهم صاحب الوجه القبيح واللسان البذيء مشعل فتنة اللقاء وموقد نار الحوار من خلال برنامجه الشهير الاتجاه المعاكس والذي له من اسمه نصيب فيصل القاسمي فكم نشعر بالحزن والاسى لما وصلت اليه هذه القناة والتي كان يؤمل منها ان تحمل على عاتقها مهمة توصيل رؤية اسلامية وعربية الى العالم كله وتدحض الافتراءات الكاذبة وتعمل على تصحيح صورة المسلمين ومن هنا نناشد المسؤولين في دولة قطر الا ينجرفوا وراء ديمقراطية براقة وحرية اعلام مزعومة من خلال قناة الجزيرة والتي اصبحت منبر هدم ووسيلة تفريق وقناة تخريب فماذا جنت لكم هذه القناة؟؟؟ وأيهما أولى فَقْد دولة صديقة أم قناة أساءت بعلاقاتكم بدول خليجية وعربية فكم نحن بأمس الحاجة من اي وقت مضى للتآلف والترابط والعمل الجاد على توحيد الكلمة ووحدة الصف ولمّ الشمل لمواجهة الاخطار التي تهدد كيان امتنا الاسلامية والعربية بعدما انكشفت خطط الاعداء لإعادة الاستعمار للمنطقة العربية مرة أخرى هذا ولله الأمر من قبل ومن بعد. ناصر بن عبدالعزيز الرابح/حائل