تغطية اكتتاب أرامكو للمؤسسات ب +45 مليار ريال    زلزال بقوة 5,9 درجات يضرب وسط اليابان    في بطولة غرب آسيا لألعاب القوى بالبصرة .. 14 ميدالية للمنتخب السعودي    المنتخب الوطني يواصل تحضيراته لمواجهة باكستان    حجاج الأردن وفلسطين : سعدنا بالخدمات المميزة    الصدارة والتميز    أجمل من عطر منشم..!    39.7 مليون برميل مستويات الإنتاج.. ( أوبك+) تمدد تخفيضات الإنتاج لنهاية 2025    9.4 تريليونات ريال ثروة معدنية.. السعودية تقود تأمين مستقبل المعادن    أوبك+ تقرر تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية حتى نهاية 2025    فسح 856 ألف رأس من الماشية وتجهيز المسالخ في مكة    الحجاج يشيدون بخدمات « حالة عمار»    ماذا نعرف عن الصين؟!    الاحتلال يدمر 50 ألف وحدة سكنية شمال غزة    وصول الطائرة السعودية ال 51 لإغاثة الفلسطينيين    مزايا جديدة لواجهة «ثريدز»    ملاجئ «الأونروا» فارغة    ..و يرعى حفل تخريج متدربي ومتدربات الكليات التقنية    نقل تحيات القيادة وأشاد بالجهود الأمنية.. الأمير عبدالعزيز بن سعود يدشن مشروعات «الداخلية» في عسير    الأولمبي السعودي يستهل مشواره بمواجهة كوريا الجنوبية    الأزرق يليق بك يا بونو    الاتحاد بطل.. أخذوه وبعثروه    المملكة تستضيف بطولة العالم للراليات تحت مسمى "رالي السعودية 2025"    الكعبي.. الهداف وأفضل لاعب في" كونفرنس ليغ"    رونالدو يغري ناتشو وكاسيميرو بالانضمام للنصر    وزير العدل: دعم ولي العهد اللامحدود يضع على أفراد العدالة مسؤولية كبيرة    حجب النتائج بين ضرر المدارس وحماس الأهالي    بدء تطبيق عقوبة مخالفي أنظمة وتعليمات الحج    سائقو الدبَّابات المخصّصة لنقل الأطعمة    بدء تطبيق عقوبة مخالفي أنظمة وتعليمات الحج دون تصريح    هذا ما نحن عليه    هنأ رئيس مؤسسة الري.. أمير الشرقية يدشن كلية البترجي الطبية    إطلاق اسم الأمير بدر بن عبدالمحسن على أحد طرق مدينة الرياض    جامعة نورة تنظم 20 حفل تخريج لطالبات كلياتها ومعاهدها    توبة حَجاج العجمي !    "طريق مكة".. تواصل تسهيل دخول الحجاج إلى المملكة    "فعيل" يفتي الحجاج ب30 لغة في ميقات المدينة    "الأمر بالمعروف" تدشن المركز الميداني التوعوي بمكتبة مكة    تقرير يكشف.. ملابس وإكسسوارات «شي إن» سامة ومسرطنة    أمير نجران يشيد بالتطور الصحي    نمشي معاك    رائحة تقضي على النمل الأبيض    أمير منطقة تبوك يعتمد الفائزين بجائزة سموه للمزرعة النموذجية    أمير الشرقية يستقبل رئيس مؤسسة الري    11 مليون مشاهدة و40 جهة شريكة لمبادرة أوزن حياتك    الشورى: مراجعة شروط الضمان الاجتماعي المطور لصالح الأيتام وبعض الأسر    الهلال الاحمر بمنطقة الباحة يشارك في التجمع الصحي لمكافحة التدخين    إدانة مزور شيكات ب34 مليون ريال منسوبة لجمعية خيرية    مسبار صيني يهبط على القمر    وصول الطائرة ال51 لإغاثة غزة    «إخفاء صدام حسين» يظهر في بجدة    المملكة تحقق أول ميدالية فضية ب"2024 APIO"    «أطلق حواسك».. في رحلة مع اللوحة    «طريق مكة».. تقنيات إجرائية لراحة الحجيج    فيصل بن مشعل يرعى حفل تكريم معالي رئيس جامعة القصيم السابق    توافد حجاج الأردن وفلسطين والعراق    إرهاب «الترند» من الدين إلى الثقافة    مدينة الحجاج بحالة عمار تقدم خدمات جليلة ومتنوعة لضيوف الرحمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبادرة الأمير عبدالله للسلام أحدثت قلقاً داخل إسرائيل
مصر والسعودية قامتا بدور كبير بعد أحداث 11 سبتمبر
نشر في الجزيرة يوم 11 - 03 - 2002

إبراهيم نافع.. رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام.. ورئيس تحرير جريدة الأهرام.. ورئيس اتحاد الصحفيين العرب والكاتب والمؤلف وصاحب القلم الساخن.. صاحب سيرة عملية وعلمية ومهنية لاتتسع لها هذه المقدمة.
إبراهيم نافع.. التقيناه كهرم من اهرام الصحافة العربية ولا غرابة فهو رئيس تحرير جريدة الاهرام، وجاءت اجاباته على اسئلتنا مجسدة لواقع الأمة العربية، اشاد في ثنايا هذا اللقاء بما يقدمه خادم الحرمين الشريفين من خدمات عظمى للحرمين الشريفين وللإسلام والمسلمين، واشاد بمبادرة ولي العهد السياسية التي احدثت دوياً عالمياً وتحدث عن قضايا أخرى.. فإلى هذا اللقاء:
* تعرض العالم الاسلامي الى نكسة في العلاقات مع دول الغرب والدول الكبرى فتحولت العلائق الى توتر والابتسامات الى انياب واضحة تظهر ماتبطن؟ ماهي رؤيتكم للانعكاسات التي خلفتها احداث «11» سبتمبر على العالمين العربي والاسلامي؟
بصراحة.. في اعتقادي ان منطقتنا العربية لم تشهد عملية معقدة مثل ما تشاهده الآن بالنسبة للاوضاع داخل الامة العربية وداخل المنطقة العربية، وداخل الإقليم الذي نعيشه، فقبل «11» سبتمبر كنا نعاني مايسمى التشتت والمشاكل الداخلية والازمات العربية.. ادى ذلك بطبيعة الحال الى موقف عربي ضعيف ليس له انياب.. هذا التشتت وهذا التمزق اضعف الامة العربية ضعفاً شديداً ناهيك عن الازمات الداخلية في الامة العربية وخاصة الازمات الاقتصادية.. ايضاً غياب القرار العربي السليم والتطبيق السليم.. هذا كان موقف العرب قبل «11» سبتمبر، وبعد «11» سبتمبر بدأت تظهر عملية كبيرة جداً.. كنا نتحدث قبل «11» سبتمبر عن اخطار العولمة واحادية الزعامة في العالم.. لكن احداث «11» سبتمبر اظهرت لنا الانياب الحقيقية.. والتعبيرات الصريحة وتحت عنوان «مايسمى بالارهاب» بدأت نغمة ان كل شيء مباح سواء السيادة او التأثير في السيادة الداخلية او من دولة يمكن ان تتخذ قراراً احادياً بدون عودة للامم المتحدة او مجلس الأمن او المؤسسات الدولية او القومية الدولية التي تعارفنا على احترامها ونلتزم بها.
ونحن نتفرج مفجوعين بهذا الموقف و كأننا لاحول ولا قوة لنا فيما يجري، ناهيك عن موضوع محاولات الصاق الاسلام بالارهاب وتشويه الاسلام بصورة او باخرى.. وصدرت الآن كتب جديدة عن الاسلام ومخاطر الاسلام والتحذير من الاسلام ورجعية الاسلام.. بالاضافة الى تحرك كبير في وسائل الاعلام والذي تم توجيهه توجيهاً كبيراً لخلق نوع من رد الفعل الثقافي ايضا الى جانب رد الفعل الاقتصادي والعسكري وغيره.
كل هذا ونحن مازلنا نقول ماذا سنفعل بعد ذلك، او ماذا نفعل في القمة العربية القادمة.
بطبيعة الحال كانت هناك علاقات خاصة نسميها علاقات متميزة بين بعض اقطاب الامة العربية والولايات المتحدة الامريكية.. وهذه العلاقات المتميزة لاتعني التطابق في الافكار، او تطابطق رؤى، ولكن هناك علاقات وما بين كل وقت وآخر توجد اختلافات في و جهات النظر، وللحق فان دولة كمصر ودولة كالمملكة العربية السعودية تربطهما علاقات متميزة خاصة مع الولايات المتحدة الامريكية.
ولكن بعد احداث 11 سبتمبر وبعد ورود بعض الاسماء سواء المصرية او السعودية على ساحة احداث نيويورك وواشنطن اثرت في هذه العلاقات تأثيراً مباشراً وايضاً حاول اللوبي الصهيوني استخدامها استخداماً خطيراً بهدف التأثير المباشر في هذه العلاقات وتناسوا بأنه لايوجد خلاف جذري لمصر والمملكة مع امريكا سوى في موضوع مايجري في فلسطين وماتقوم به اسرائيل من اعمال مهينة هناك الى اقصى درجة، وقتل وتشريد.. واستخدام الاسلحة الامريكية الكبرى «أف 16» والصواريخ والقطع البحرية وهدم المنازل وتجريف الطرقات والمزارع وضرب السلطة الفلسطينية ومحاصرة رئيس الدولة الفلسطينية واتخاذه رهينة، كل هذه اعمال مهينة الى اقصى درجة، اعتقد اننا نواجه فترة خطيرة تحتاج الى فكر جديد و قرار جديد وخطة تحرك قوية، لأنه لابد ان نكون الآن او لا شيء بعد ذلك.
نحن ضد الإرهاب
* في الوقت الذي كانت الأمة العربية والإسلامية تواجه أحلك الظروف بعد احداث «11» سبتمبر كان أسامة بن لادن وزمرته يخرجون عبر الفضائيات ويكفرون القادة و الحكام العرب والمسلمين ومن لم يلف لفهم في توجههم الهدّام؟ كيف تنظرون لفكر هؤلاء الذين اتخذوا من الشعارات الاسلامية غطاءً لما يقومون به من أعمال ارهابية؟
نحن ضد الإرهاب واستخدام العنف تحت أي شعار، فاستخدام العنف والارهاب ليس له اي تفسير ولا أي مبرر وغير مقبول تفسيره او تبريره مهما كان، فترويع الآمنين وقتل الابرياء لايمكن تبريره خاصة ونحن نعيش في عالم الفرق فيه كبير مابين التقويم العملي وبين النظريات التي عفا عليها الزمن، فكلمة حرب.. كلمة غير مقبولة على الاطلاق ولا يمكن ان تنطقها لتطبقها.. ولا احد يسمح لك ان تحارب دولة اخرى و خاصة اذا كانت تلك الدولة من النوع الذي تدعمه وسائل مال رهيبة عالمية ووسائل اعلام مسيطرة ومهيمنة عالمية، ففرق بين اختيار السياسة العقلانية وبين الاستسلام، نحن لاننادي بالاستسلام على الاطلاق نؤيد المقاومة لأن المقاومة معترف بها دولياً وهي حق.. حق العودة وحق استرداد الاراضي المحتلة، وهذا مانصرّ عليه ونستمر بتدعيمه وبأفكار جديدة.
وبتواجد جديد وبخطة مدروسة وبتمويل جيد اذا كنا جادين حيث لايضيع حق وراءه مطالب، ولكن ذلك لا يأتي من التفجيرات ولا من محاولة تفسير الاسلام بأنه يوازي الارهاب.. كل هذا أضر بنا ضرراً بليغاً.. أخرج للحوار.. أخرج للتواجد.. اشرح قضيتك.. بإصرار وباستمرار وبجدية.
العالم الغربي والشعوب تنسى بسرعة للأسف الشديد.. فلو عدت ثانية محاولاً شرح القضية الفلسطينية لاتجد احداً يستمع اليك.. فهؤلاء أضروا بالقضية الفلسطينية، وأنا أعتبر هؤلاء استخدموا في البداية لغرض شبه نبيل وتحولوا الى غرض او هدف خطير جداً على الاسلام وعلى الأمة العربية.. وانتقلوا الى هدف سياسي وليس كما يقولون «الجهاد» ففي البداية كان الحرب ضد الشيوعية.. الآن اصبحت حروبهم بغرض آخر وهو الهدف السياسي.. تفجيرات ضد بلدانهم وقتل الابرياء وضرب الاقتصاد في مقتل.. ضرب سمعة البلدان والاسلام.
انها افكار عفا عليها الزمان وآن الأوان ان يتم مواجهتها بالفكر وبرؤية جديدة وبموقف موحد.
مبادرات بناءة
* المملكة العربية السعودية ومصر بما تملكان من ثقل عربي وعالمي.. وما تملكان من توافق في الرؤى والأفكار وبما تربطهما من علاقات كبرى حاولنا التخفيف من وطأة هذا الحدث الكبير «11» سبتمبر من خلال تحرك القيادتين سياسياً ودبلوماسياً وفي كل الاتجاهات كيف تنظرون لتلك التحركات؟
القيادتان تربطهما كما ذكرت رؤية عملية وخادم الحرمين الشريفين والرئيس حسني مبارك يعرفان بدقة مايجري في العالم، والرائع انهما لايسيران وراء الهتافات الشعبية وتصفيق الجماهير ولكنهما يضعان امامهما مصلحة البلاد.. ومصلحة الأمة العربية وبالتالي مصلحة المنطقة بصفة عامة، فهما ينظران الى الصورة الواقعية التي عليها العالم اليوم.. ويعرفان ان كلمة حرب معناها استنزاف غير مبرر لكل الامكانيات الذاتية وانها عودة بمستوى شعوبها الى مائة سنة للوراء وبدون اي نتيجة.. ففي نهاية كل حرب وبعد اي هزيمة وبعد اي انتصار ستكون العودة الى مائدة المفاوضات، فاذا كنت مهزوماً ستكون تنازلاتك اكبر.. ولو استمررت قوياً تنازلاتك اقل وبالتالي تعود لربط بين قضيتك وقضايا العالم، ونحن نرى الآن الانخفاض والارتفاع بالنسبة للقضية الفلسطينية والتي تتأثر بكل ماتقوم به من عمل خاطئ حيث يتراجع عنا الرأي العام العالمي.
ولكن اذا استمررنا في سياسة المنطق وتفهيم العالم بأن مصالحهم في المنطقة يمكن ان تتأثر تأثراً شديداً سرعان مايعود الرأي العالمي الى صفك.. محاولات شارون مثلاً بعد احداث 11 سبتمبر كلها أنصبت على محاولات اظهار ياسر عرفات كأنه زعيم عصابات ارهابية.. وإن حركات المقاومة الداخلية المشروعة ارهابية.. حتى انك لتشعر احياناً ان العالم اعطى شارون ضوءاً اخضر لأن يسرع ويصفي الفلسطينيين وكل مقاومة حرة والعالم مغمضاً عيناه.. وكل هذا الطوفان المعلن من الحرب ضد الفلسطينيين والابرياء زادت وتيرته ودعوة للسؤال والاجابة عليه.. مثلاً محاولات الرئيس حسني مبارك جميعها تصب في خانة السلام والذي يعلم ان كلمة الحرب هذه تفقدنا الكثير من الانصات والمصداقية، ولو تحدثت عن الحرب ستخسر على الفور، ستخسر الرأي العام العالي، ستخسر اي مبادرات سلمية من الدول الصديقة او الدول التي لها مصالح في المنطقة.
وكذلك مبادرة ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز انها فكر معاصر يتمشى مع الواقع السياسي العالمي، وهو طرح فكر.. وكأنك ترمي حجراً كبيراً في المياه والتي تُحدث دوائر كبيرة جداً من ردود الافعال والتأثيرات، حيث قال ولي العهد مشروع او مسودة خطاب كان في نيته ان يلقيه امام القمة العربية، وبهذا فأن الأمير عبدالله لم يلتزم.. لم يرتبط، وكانت نية فكره لطرحها.
وقد لاقت مبادرة الأمير عبدالله ردود فعل عربية وعالمية عظيمة جداً حيث ان ولي العهد الأمير عبدالله خاطب شارون في هذه المبادرة بقوله:
إذا أردت ان يعترف بك العرف كدولة جارة و كجار له حق الأمن كما للدول الأخرى حق العيش في امان واستقرار.. العرب يحققون لك هذا المطلب.. مقابل ماذا؟ مقابل ان تترك جميع الاراضي المحتلة، وتعترف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وبهذه يمكن انهاء هذه الازمة الحادة وينتهي هذا الصراع المرير بين العرب واسرائيل.
وبالتالي ايضاً فأن الأمير عبدالله بن عبدالعزيز يقول لأمريكا وللدول الأوروبية والدول الاخرى وللرأي العام العالمي.
ان هذا هو الموقف العادل والسليم والذي يحتاج الى مناقشة والى دعم والى مسمى اذاً الأمير عبدالله خلق ايضاً واقعاً يحترمه الرأي العام العالمي، فأنت تعطي شيئاً وتأخذ حقك اذن هذا هو العدل بعينه، ومصر ايدت هذه المبادرة وهذا الطرح الذي يعتبر طرحاً ذكياً وأكثر من ممتاز.
وأحب أن أضيف نقطة هامة هنا أن الأمير عبدالله بمبادرته هذه احدث قلقاً شديداً داخل اسرائيل اذ يوجد عناصر سلام داخل اسرائيل هل هم 25%؟ هل هم 40%؟.. لكنهم موجودون.. ووجودهم مثبت، وأكبر دليل على وجودهم ان شارون لم ينجح بأكثر من 50%، إذاً هناك 50% على الأقل معترضون عليه، هذا ايضاً يخلق فكراً داخلياً داخل اسرائيل.. ولن أدهش.. ولن افاجأ اذا حدث ان الداخل الاسرائيلي يحاول اسقاط شارون لأسباب كثيرة:منها أنه وعد بتحقيق للأمن والأمان، ومنها انه شوه الصورة الاسرائيلية لدى العالم وبين للعالم انه انسان دموي فقط.. وان العملية عملية مؤسسة عسكرية وليست دولة لها ديمقراطية ولا التغني بالديمقراطية، ايضاً الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي اعلنت عنها اسرائيل قبل اسبوعين بفقدانها جميع مواردها في السياحة والتي وصلت الى ثلاثة مليارات كذلك ارتفاع نسبة البطالة واشكالات ضخمة وكبيرة جداً تتحدث عن الواقع الاسرائيلي المنحدر، لذا فانني اعتقد ان مبادرة ولي العهد سيكون لها تأثير ضخم لو طرحت في القمة العربية المقبلة.. ولو عملت خلال الفترة ماقبل القمة حسابات مدى تأثيرها دولياً وهل سيكون لها المردود السياسي الواقعي ام لا.
توسعات وأعمال جليلة
* كيف تنظرون للخدمات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن وتوفير سبل الراحة والأمن لهم في زمن ومكان محددين؟
في هذا المجال حدث ولا حرج.. انا دائماً اقول لو ان خادم الحرمين عمل فقط التوسعة للحرمين الشريفين وما تبعها من خدمات والتي تعتبر عملاقة وتاريخية لكان هذا يكفي انجازاً تاريخياً له طيلة حياته، ولكن ايضاً ترى ان كل هذا بجوار مشاريع مستخرة لخدمة ضيوف الرحمن والاسلام والمسلمين من مشروعات عمرانية ومرافق اساسية ممتازة واقصد هنا البنى الاساسية كالتعليم والصحة والطرق والمواصلات والاتصالات.. كل هذا ساهم في رفع مستوى معيشة الشعب السعودي، والقيادة السعودية مشهور عنها الحكمة والكياسة والتأني واتخاذ القرار السليم في الوقت السليم، ومن ينكر ماتقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمات ضخمة جداً للحجاج تدفع فيها وتبذل مليارات الريالات انما يجيء من واقع شعورها بمسؤولية كرم الضيافة وحسن الوفادة تجاه ضيوف الرحمن في كل عام.. وهو ان كان شرفاً كبيراً للقيادة السعودية الا انه في الجانب الآخر حمل ثقيل بأن تحقق لحجاج بيت الله في مكان يعد بالكيلومترات الأمن والأمان في مساحة صغيرة تحولت الى اكبر مدينة تكتظ بالملايين.. وفي زمن قصير.. وفي ظروف صعبة جداً.. ومع ذلك ترى الدولة السعودية بقيادتها ومسؤوليها جميعهم يتواجدون مع الحجاج وضيوف الرحمن في منى وعرفة ومكة والمشاعر المقدسة في حضور ميداني جميل وتاريخي.
إعلام متطور
* بصفتك رئيساً لاتحاد الصحفيين العرب ورئيس تحرير جريدة الأهرام وكإعلامي وعربي.. كيف تقوّمون تجربة وحضور الإعلام السعودي؟
بدون مجاملة وليس لأنني اتحدث الآن في السعودية اقول شتان مابين الصحافة السعودية بالأمس وإعلام السعودية الآن.. سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي سواء صحافة او فضائيات فاستخدام التقنية والاهتمام الاكبر بالقضايا الاقليمية والقضايا الدولية اثبتا تواجداً كبيراً للاعلام السعودي والتحليلات السياسة وكتّاب الأعمدة لا اقول لهم إلا ما شاء الله ووفقكم الله على هذه الانطلاقة والحضور المشرف.
حرية ومسؤولية
* كيف تنظرون لهامش الحرية في الاعلام العربي؟
الإعلام العربي لم يصل الى درجة الكمال بالنسبة لحرية الرأي والهامش الذي جميعنا يتمناه كصحفيين وككتّاب.. طبعاً حدث تقدم كبير او توسع في هامش الحرية، وهنا اتوقف واقول الحرية المسؤولة وسعدنا بذلك لأننا كاتحاد الصحفيين العرب شعارنا هو «حرية ومسؤولية» وليس مجرد ان اعطيك قلماً او اعطيك سلاحاً لتستخدمه كيفما شئت في اي اتجاه، سواء اتجاهاً جيداً او اتجاهاً معاكساً او اتجاهاً تدميرياً، او يؤثر في قيّم المجتمع او العقيدة او الفكر.. لكنني اقول اتمنى ايضاً ان تكون هناك حرية في الحصول على المعلومات وتيسير الحصول على المعلومات ولا بد ان نفهم جميعاً ان اي تعتيم على الاعلام المخلص للوطن أو أي حجب للمعلومات السليمة معنى هذا أنني أترك شعبي لنهب للمعلومات التي ترد له من الخارج، خاصة وأن ظروف العالم الحالية و انفتاحه الاعلامي تجعل من الاستحالة على اي قوة في العالم يمكن ان تحجب الحقائق او ما يجري من احداث، فمن الافضل ان اقول الحقيقة بالصورة التي اتمنى ان تصل بها فاليوم لايمكن لأي قوة في الدنيا ان تمنعك من الحصول على معلوماتك من الف جهة سواء من التلفزيون او الانترنت او الاذاعة واذا حاولت ان تشوش كما كان يحدث سابقاً فلن يمكنك الآن اذ لاتوجد وسيلة لمنع الحقائق او حجبها.
هيئة الصحافة السعودية
* قبل فترة وجيزة صدرت اللائحة التنفيذية لنظام المؤسسات الصحفية في المملكة والذي تضمن في انشاء هيئة للصحافة، ولكون الصحافة المصرية ذات خبرة طويلة في مجال النقابات الصحفية كيف تنظرون لهيئة الصحافة السعودية؟
هيئة الصحافة اعتبرها بداية ممتازة جداً.. البعض لايحب كلمة النقابة البعض يسميها جمعية.. البعض يسميها هيئة لكنها جميعاً تكوينات مهنية تصب في النهاية لمصلحة الصحفي ومصلحة الصحافة ككل.. لأننا بهذه الجمعية او الهيئة او النقابة والتي تمثل تجمعات مهنية تحافظ على المهنة على إرساء قواعده الجديدة.. على عملية تدريب الصحفيين.
تدريب أكثر من جيد على استخدام التقنية الحديثة بالوسائل التي تستخدم في العالم، كما ان الهيئة تهيئ مجالات التخصص التي يجب على الصحافة العربية ان تسير عليها، تهيئ وهذا الأهم الحقوق والتي تمثل الحق الصحفي فمن حقه عندما يقدم اي استفسار يجد له جواباً.. احترام مهنته وتوفير الأمن الوظيفي له.كل هذا مقابل واجبات الصحفي بأن يلتزم بوثيقة الشرف الصحفية، يحترم آراء الآخرين، عدم التأثير في المقومات الاساسية للوطن، ألاّ يدعو لذم الاديان وغيرها من الواجبات التي تعد من صميم عمل الصحفي.ونحن نتمنى لهيئة الصحافة السعودية النجاح والتوفيق في الوصول الى اهدافها ومراميها السامية.
تاريخ 125 عاماً
* ماذا عن مؤسسة الأهرام الواجهة الصحفية العربية العملاقة.. هل تحدثنا عنها؟
اذا تحدثت عن الأهرام في دقائق فأنت تحاول ان تختصر تاريخ «125» عاماً وهو تاريخ ليس من السهل اختصاره سيما وانه اشترك في بناء هذا الصرح الاعلامي جيل من عمالقة الفكر والأدب والثقافة مثل العقاد وتوفيق الحكيم وبنت الشاطئ وزكي نجيب محمود وإحسان عبدالقدوس ويوسف ادريس ولويس عوض واسماء كبيرة جداً ليس هنا مجال حصرها وذكرها فالمجال لايتسع، وتولى رئاستها عمالقة الاعلام المصري وجميعهم سلموا الاعلام ليستمر العطاء متوهجاً.
وكل مافعلناه اننا وسعنا العمل فبدلاً من اصدار جريدة فقط اصبحت اربع جرائد و«15» مجلة.. واذنا بوسائل التقنية الحديثة.. والاهتمام بالبشر والكوادر الفنية والمهنية والكتاب وغيرهم، وهناك من الصحف العربية من تزعم بانها توزع بالملايين «ونحن نعرف قصة هذه الارقام»، وان كنت اقول بأنني احياناً السبب في عدم قصر رقم التوزيع اذا كان مثلاً ثلاثة ملايين او مليونين لان الارتفاع برقم التوزيع لعدة ملايين يمثل خطراً على الموقف المالي للمؤسسة وهذه فلسفة اقتصادية بحتة يضاف عليها ارتفاع اسعار الورق عالمياً والظروف الاقتصادية في مجال الاعلام.
لكن الحمدلله التوزيع واستطيع ان اقول بحسن نية يفوق اي توزيع في اي جريدة عربية واروبية.. حيث تطبع الاهرام اربع طبعات في اليوم وتبدأ الطبعة الاولى الساعة السابعة والنصف مساء ويستمر الطبع حتى الرابعة والخامسة صباحاً بمعدل «70» و «80» الف نسخة في الساعة وعليك «الحسبة» اذا أردت الحساب.. وحساب رقم التوزيع.ويعمل في الاهرام عشرة الاف موظف.. مرتباتهم فقط «264» مليون جنيه في السنة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة