تراجع طفيف لأسعار النفط    مجموعة stc تعلن عن نتائجها المالية الأولية الموحدة الموجزة للفترة المنتهية في 31 مارس 2024م.    توطين وتخطيط.. أدوار الهيئة السعودية للمياه    الجلاجل: تنظيم "وقاية" خطوة لمجتمع صحي    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    أمير الشرقية ونائبه يتلقيان تهاني الرزيزاء بتأهل القادسية لدوري روشن    «إنفاذ»: 30 مزاداً لبيع 161 عقاراً    عدالة ناجزة وشفافة    برعاية وزير الإعلام.. تكريم الفائزين في «ميدياثون الحج والعمرة»    مهما طلّ.. مالكوم «مالو حلّ»    محمد عبده اقتربت رحلة تعافيه من السرطان    4 أمور تجبرك على تجنب البطاطا المقلية    وزير الخارجية الأردني ونظيره الأمريكي يبحثان الأوضاع في غزة    أمير المدينة يرعى حفل تخريج الدفعة ال60 من طلاب الجامعة الإسلامية    مساعد رئيس الشورى تلتقي وفداً قيادياً نسائياً هولندياً    الشورى يدعو لتحديث كود البناء السعودي    أمير المدينة يستعرض جهود جمعية «لأجلهم»    أمير نجران يقلد مدير الجوازات رتبة لواء    أمين الرياض يحضر حفل سفارة هولندا    استعراض المؤشرات الاستراتيجية لتعليم جازان المنجز والطموح    «التواصل الحضاري» يعزز الهوية الوطنية    بدء أعمال ملتقي تبوك الدولي الأول لتعزيز الصحة    بيئةٌ خصبة وتنوّعٌ نباتي واسع في محمية الملك سلمان    "الهلال" يطلب التتويج بلقب دوري روشن بعد مباراة الطائي في الجولة قبل الأخيرة    جامعة طيبة تختتم مسابقة «طيبة ثون»    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي يُجري جراحة تصحيحية معقدة لعمليات سمنة سابقة لإنقاذ ثلاثيني من تبعات خطيرة    الأول بارك يحتضن مواجهة الأخضر أمام الأردن    بونو: لن نكتفي بنقطة.. سنفوز بالمباريات المتبقية    ديميرال: اكتفينا ب«ساعة» أمام الهلال    اختتام دور المجموعات للدوري السعودي الممتاز لكرة قدم الصالات في "الخبر"    أسواق ومسالخ العاصمة المقدسة تحت المجهر    اللجنة الأولمبية الدولية تستعين بالذكاء الاصطناعي لحماية الرياضيين من الإساءات خلال الأولمبياد    الأمير خالد بن سلمان يرعى تخريج الدفعة «21 دفاع جوي»    ولي العهد يعزي هاتفياً رئيس دولة الإمارات    تحذير قوي    إدانة دولية لعمليات الاحتلال العسكرية في رفح    "الجوازات" تعلن جاهزيتها لموسم الحج    مؤتمر الحماية المدنية يناقش إدارة الحشود    الحرب العبثية في غزة    اقتصاد المؤثرين    البنتاغون: الولايات المتحدة أنجزت بناء الميناء العائم قبالة غزة    تحقيقات مصرية موسعة في مقتل رجل أعمال إسرائيلي بالإسكندرية    جامعة الملك سعود تستضيف مؤتمر" العلوم الإدارية"    غاب مهندس الكلمة.. غاب البدر    عبدالغني قستي وأدبه    بدر الحروف    المدح المذموم    البدر والأثر.. ومحبة الناس !    تغريدتك حصانك !    استقبل مواطنين ومسؤولين.. أمير تبوك ينوه بدور المستشفيات العسكرية    الرؤية والتحول التاريخي ( 1 – 4)    رحلة استجمام الى ينبع البحر    هزيمة الأهلي لها أكثر من سبب..!    الفوائد الخمس لقول لا    بدء التسجيل ب"زمالة الأطباء" في 4 دول أوروبية    أمير تبوك يستقبل المواطنين في اللقآء الأسبوعي    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المصلى المتنقل خلال مهرجان الحريد    وزير الدفاع يرعى تخريج طلبة الدفاع الجوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلطان النعيمي: السلطة الإلهية تختار الولي الفقيه ..وأوامره لا يمكن عصيانها
نشر في الحياة يوم 04 - 02 - 2014

السياسة هي من تصنع الحدث وهي من تقضي عليه، لذا اللاعبون في المشهد السياسي هم الأكثر شهرة في الإعلام والمؤتمرات وفي قاعات البحث والجامعات. الدكتور سلطان النعيمي، شاب إماراتي اختار السياسة ليفكك رموزها وعقدها، ويبحث له عن موطئ قدم في عالمها ومتغيراته، لذا اختار الشأن الإيراني ليتخصص فيه ويمنحه الكثير من خبراته وتحليلاته، وليحيط بكل واردة وشاردة فيه. وعلى رغم تشابك خيوط الملف الإيراني إلا أنك تتلمس في لغة ضيفنا الكثير من الهدوء والتفاؤل في قادم أيامه. يرى النعيمي في حديثه مع «الحياة» أن دخول الدين في السياسة يلزمه دعاء لله أن يحفظنا من ويلاته، وأن الولي الفقيه لا يزال السياسي الأقوى في المشهد الإيراني، ويصر ضيفنا أن نترفع بالوطن عن كل الصراعات، ونمنحه عملنا وجهدنا بعيداً من التقسيمات والولاءات، وبخاصة تلك التي تأتي من الخارج. ويشدد الدكتور سلطان أن المواطن الخليجي قادر على العيش بسعادة وانبهار وإنجاز في المستويات كافة. فإلى الحوار..
سكينة ملامحك، وهدوء صوتك يقابلهما منطق قاسٍ وجهور.. من أين لك هذا؟
- حين يأتي المنطق وفق حجة قوية مدعومة بأدلة، يصبح الأمر سيان لأي صفة تطلق على ذلك المنطق، أما سكينة ملامحي وهدوء صوتي فإنني أدعوك لأن تتريث حتى نهاية الحوار فلربما تغير رأيك.
متى بدأت بملاحقة الأحداث وقراءتها وتفكيك رموزها؟
- تتبّع الأخبار ومعرفة ما يدور حولنا انطلاقاً من قاعدة أقطف من كل بستان زهرة أمر أجده في نفسي منذ فترة ليست قصيرة. تأتي مرحلة الماجستير والدكتوراه وما بعدها لتضيف بُعداً آخر تمثّل في محاولة التعمق في القراءة، وتوظيف مناهج التحليل للخروج بقراءة أكثر وضوحاً.
أيهما سبق الآخر في الحصول على شغفك اللغة الفارسية أم الشأن الفارسي؟
- تزامنا معاً، مع الاعتراف بأن التخصص في دراسة اللغة الفارسية لا شك دفعني للتطلع لمعرفة المزيد عن إيران.
لماذا استأثرت جامعة عين شمس بك من الليسانس حتى الدكتوراه؟
- جامعة مرموقة وأساتذة كبار في تخصص اللغة الفارسية.
هل أنت من أنصار عصفور في اليد... لذا كانت إيران هي الوجهة علمياً وعملياً؟
- أنا من أنصار المؤمنين بالتخصص للحصول في نهاية المطاف على فهم أعمق ورؤية أوضح. من أسباب تقدم الغرب الإيمان بأهمية التخصص لدرجة أن وصل الأمر في بعض الحقول العلمية إلى عملية تفريع في التخصصات ذاتها.
ما الذي تعلّمته في مسقط رأسك ولم تستطع الجامعات والكتب تعليمك إياه؟
- حين تكون أحد أبناء زايد وتترعرع في مدرسته، فأنت تتعلّم الإخلاص في العمل، والتفاني في العطاء والانصهار في المجتمع الذي يأتي كتلة واحدة من دون أي اعتبارات أخرى. لذلك أطلق حكيم العرب على اتحاد الإمارات عبارة سفينة الاتحاد انطلاقاً من أهمية الوحدة الوطنية، وما يدور في المنطقة حالياً من تجاذبات تؤكد أهمية ما قاله طيب الله ثراه.
في مرحلة الدراسة، هل شهدت مدرستك أي انتقاد منك على سياستها أو طريقة التدريس فيها؟
- بل شهدت نوعاً من محاولات المشاكسة التي لم تصل إلى حد الخروج على المألوف.
الطالب الإماراتي... كيف هو في السرب التعليمي؟
- لتنظر إلى القيادات الإماراتية الشابة في مختلف المجالات وستدرك عندها كيف هو الطالب الإماراتي.
التحليل والصراعات
هل كان التحليل وتفكيك رموز ما يدور حولك يسيطر على طفولتك؟
- تخيّل أن طفلك بيده عدد من الأوراق النقدية، وأردت أن تستبدل ما لديه بورقة نقدية واحدة فقط ولكنها تضاهي ما بيده. كيف سيأتي رده؟ لا شك في أن عملية التحليل فطرة تنشأ مع الإنسان منذ نعومة أظفاره، ولعلها أخذت حيزها لدي، ولكن لم تكن بالصورة التي تفقد متعة تلك المرحلة وبراءتها.
لماذا شغلتك نتائج الصراعات ومراقبة الأحداث أكثر من أي شيء آخر؟
- الوقوف على النظريات السياسية ودراستها من دون إسقاط الأحداث والمستجدات عليها للخروج بنتائج، نوع من الجمود الذي لا أتكيف معه.
ما الذي جعل السياسة والعلاقات الدولية تستأثر بك في دراستك الجامعية؟
- يتميز هذا المجال بالديناميكية والمستجدات المتلاحقة، وهو ما يجعله مجالاً مشوقاً لمن لا تستهويه الرتابة والجمود.
هل تقتحم رؤيتك السياسية خياراتك؟ أم أنك تسيِّس كل شيء ليناسبك؟
- الموضوعية والحياد في تناول المواضيع أمر أتطلع دائماً ألا يفسده أمر آخر.
متى تكون الحيادية نفاقاً مستتراً؟
- الساكت عن الحق شيطان أخرس.
الحل السلمي هل هو خيار ناجح دائماً؟
- حين تتوفر شروطه، فإن جنحوا للسلم فاجنح له، هو خيار العقلاء والحكماء فمعه تسلم الأوطان من ويلات الحلول الأخرى.
الإعلام من يقوده اليوم؟ الحدث أم الغاية؟
- يبدأ بالحدث، وتقوده الغايات إن فُقدت المهنية.
القنوات الإخبارية.. لماذا تخلت عن دورها الحقيقي وبدأت بممارسة التعتيم والتدليس غالباً؟
- لا يمكن أن يأتي هذا الحكم في المطلق، فهناك قنوات إخبارية ما زالت على مهنيتها، وفي المقابل وكما أسلفنا القول تأتي الغايات لتوظف قنوات إخبارية منقادة.
ما الفرق بين مقالة صحافية وتعليق صحافي في قناة تلفزيونية؟
- الوقت سيد الموقف، فالأولى وقتك بيدك، أما الآخر فهناك حلبة سباق بين سرعة البديهة واستحضارك للمعلومة، وبين الوقت المتاح لك.
كيف تقرأ تعامل صحافتنا الخليجية مع الرأي والشأن السياسي؟
- يتوقف على الصحيفة ومهنيتها.
لديك لغة منطقية في حديثك عن إيران.. كيف استطعت ذلك؟
- المعادلة بسيطة للغاية، فكلما آمنت بالتخصص زاد لديك عمق المعرفة، وأصبح مخزونها وسيلة تستعين به لطرح الأدلة والحجج ليكون المنطق سيد الموقف، ولك أن تتخيل كيف سيكون المنطق في حال عدم وجود مثل ذلك المخزون!
إيران والشيعة
تبذل إيران جهوداً في محاولة الوصاية على شيعة العالم.. من الخاسر هنا؟
- الخاسر السلم والاستقرار في المنطقة، والخاسر من يبيع ولاء وطنه بولاءات عابرة، وشعوب الخليج العربي - بغض النظر عن مذهبها - شعوب وفية لأوطانها، ومن يبيع ولاء وطنه فإنه يسعى وراء مصلحة شخصية، ويتخذ من المذهبية أو الطائفية وسيلة لذلك، والمذهب والطائفة منه ومن مصلحته الشخصية الضيقة براء.
كيف تقوِّم وضع الشيعة اليوم؟ أهم أقرب إلى المذهبية الإسلامية أم المظلة الفارسية؟
- بداية أنا لست مع التصنيفات، بل ورافض لها جملة وتفصيلاً، فهي لا تجر معها سوى مزيد من التشظي والانقسام في المجتمعات، وبالتالي التأثير في النسيج المجتمعي. المواطن أياً كانت هُويته سواء مذهبية أم عرقية أم غير ذلك، فإنه لا يفاضل تلك الهُويات على هُويته الوطنية، ومن يخرج عن هذا السياق فهو يوظف تلك الهُويات لمصلحته الشخصية، وليس لأنه منتمٍ لهذه الهُوية أو تلك.
الشيعة في الخليج.. هل من تقصير تجاههم؟
- لست في موقع أستطيع أن أُقوِّم الوضع الداخلي لدول الخليج في شكل عام، أما إن كنت تسألني عن دولة الإمارات، فما أدركه جيداً - حالي في ذلك حال كل مواطن إماراتي - أننا أبناء زايد من دون أي اعتبارات أخرى، ولا تأتي قيادتنا لتفاضل فئة على أخرى. من هذا المنطلق يأتي شعب الإمارات وفق مؤشرات السعادة والرضا بين الشعوب الصادر عن الأمم المتحدة، في المركز الأول عربياً وال14 على مستوى شعوب العالم سعادة. شعوب الخليج شعوب محبة لأوطانها.
دعونا نترفع عن مثل هذه التقسيمات داخل النسيج المجتمعي الخليجي لأنها باختصار تفتح للعامل الخارجي باباً لن يأتي منه سوى مزيد من التشظي في المجتمع. شعوب الخليج العربي يجمعها الولاء والانتماء لأوطانها، وقواسمها المشتركة.
في أي حوار متعلق بالوطن، هل يعد قبول فكر الآخر استسلاماً؟
- حين يرجح الآخر مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن، وتأتي الولاءات العابرة للحدود على حساب الوطن، عندها لا يكون استسلاماً وحسب، وإنما تقصيراً في حق الوطن والواجب المنوط على كل مواطن بالذود عنه.
الاختلاف الفكري والتنوع المذهبي.. لماذا يثيران قلق مجتمعاتنا العربية إلى هذا الحد؟
- لا ضير في الاختلاف الفكري طالما أنه يدور في مصلحة الوطن، والتنوع المذهبي أمر قائم في جميع الدول. ما يثير القلق هو التوظيف الذي يدفع بدوره إلى تصنيفات داخلية في المجتمع وهو في غنى عن إثارتها، والتي تعرقل معها التنمية ويكون المواطن العربي الخاسر الأول.
من المسؤول حين يخفق الولاء «الوطني» في مقابل الانتماء «المذهبي»؟
- المسؤول من يُغيِّب مصلحة الوطن ولا يرى أمامه سوى مصالحه الشخصية الضيقة. المسؤول من يخلق التفرقة داخل المجتمع بحيث يصبح العامل الخارجي قادراً على التأثير في الداخل. المسؤولية تُلقى على عاتق السلطة والشعب على حدٍ سواء.
الإنسان ابن لبيئته «الإنسان الإيراني» كيف تقرؤها؟
- الشخصية الإيرانية شخصية معتزة بعمقها التاريخي والثقافي الغني، وهنيئاً لها بذلك، وحين تنظر لتلك السجادة الفارسية والأعوام الطوال التي يظل الإنسان الإيراني يحيك فيها تلك السجادة، فإنه يمكنك أن تخرج بقراءة صحيحة عن سبب صعوبة المحادثات التي تجمع المسؤولين الإيرانيين بغيرهم. والمحادثات النووية دليل على ذلك.
ما الفرق بين أن يصبح رجل الدين «سياسياً»، وبين أن يلبس السياسي عباءة «دينية»؟
- لا فرق سوى أن ندعو الله أن لا يوظف هؤلاء الدين خدمة لمصالحهم.
برأيك.. من يحرك اللعبة الطائفية في البلدان الثائرة؟
- تحركها المصلحة الضيقة، وتؤججها المصالح الخارجية، فالإشكال ليس في التنوع الطائفي، فمنذ أعوام طوال والعالم العربي متنوع الطوائف والأعراق والمذاهب، ولم يصادف ما يتعرض له الآن. الإشكال في استخدامه بحيث يصبح وسيلة للوصول إلى غايات.
السياسة «لعبة للكبار».. هل ما زالت كذلك بعد الثورات العربية ؟
- وهل دفعت هذه الثورات بالسياسة لأن تكون لعبة الصغار؟ إن كانت كذلك فتعود السياسة إلى لعبة الكبار، ولتسلم هذه الشعوب من ويلات الدمار.
«الإمارات» وموقفها السياسي من الاحتقان في منطقة الخليج.. كيف تجده؟
- دولة الإمارات لديها سياسة واضحة ترتكز على السعي الدائم إلى تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة التي تحقق رفاهية شعوبها.
كيف تقرأ التفاعل السعودي مع المتغيرات السياسية؟
- المملكة العربية السعودية دولة إقليمية مؤثرة ولا يمكن تجاهل ذلك من الدول الإقليمية الأخرى، وهو ما أكدته الأحداث. تحركات المملكة في المنطقة تأتي من مرتكز واجبها ودورها الإقليمي.
المواطن الخليجي.. هل يستوعب اللغة الهادئة التي تستخدمها الديبلوماسيات الخارجية ضد التحرشات الإيرانية بالمنطقة؟
- المواطن الخليجي يدرك تماماً أن هناك قيادة تُسيِر سياسة دولته وفق ما يحقق الاستقرار والأمن لوطنه.
عدم الوثوق بإيران
عدم الوثوق بإيران وحساباتها الجديدة.. هل هو في مكانه؟
- دعنا نبتعد قليلاً عن السلبية وننظر إلى الأمر بنظرة متعمقة ونقول: نعم هناك قضايا وإشكالات عالقة مع الجانب الإيراني. وفي مقابل التوجهات الجديدة لحكومة حسن روحاني، هناك أعوام عجاف صاحبت فترة الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد. دول الخليج رحبت بالاتفاق المبدئي بين إيران ودول (5+1)، وكذلك رحبت بالتوجهات السياسية الجديدة لحكومة روحاني، وبدلاً من إبداء التشاؤم أو التفاؤل، فلنرى تطبيقاً عملياً لتلك التوجهات الجديدة، وما إذا كانت ستلقى الدعم من أركان ومؤسسات النظام الإيراني الأخرى لتدعم بذلك توجهات روحاني أم لا.
إيران.. إلى متى وهي الركن القصي الذي يرسل شرراً للمنطقة بين حين وآخر؟
- إيران دولة إقليمية ومؤثرة كذلك، ولها الحق في البحث عن مصالحها وتحقيقها، ولكن تلك المصالح يجب أن تقف عند حدود أمن واستقرار الدول الأخرى. فإذا كانت تلك المصالح تتعدى حدود أمن الدول الأخرى، فإن إيران أو غيرها لا شك في أنها ترسل شرراً للمنطقة. هذا الأمر لن يتوقف سوى بوجود تفاهمات واضحة بين دول المنطقة تحقق بدورها الاستقرار واحترام شؤون الدول وعدم التدخل في شؤون الغير.
الساحة السورية المشتعلة.. هل هي مؤامرة فوق توقعاتنا أم إعادة تشكيل لخريطة المنطقة وفق التوجهات العالمية؟
- هي خليط من عوامل داخلية وإقليمية ودولية عدة، ولا يشعر بويلاتها سوى الشعب السوري.
في قراءتك للمتغيرات الحالية في إيران.. هل تظن أن الحكومة هناك تعلمت الدرس بعد ما يُسمى ب«الربيع العربي»؟
- بداية هناك فرق بين الحكومة التي يترأسها حسن روحاني وبين النظام الإيراني، فالحكومة جزء من النظام الإيراني الذي يجمع بين جنباته للمؤسسات عدة من شأنها تهميش دور الحكومة، والنظام الإيراني قارئ جيد للوضع الداخلي والإقليمي والدولي، فإذا كانت هناك دروس مستفادة سواء في الداخل أم الخارج، فلا شك في أن النظام سيضعها في حساباته، ليضمن معها مصلحته وبقاءه.
رفع الحصار الاقتصادي، والحلم بالهيمنة الشيعية... أي الكفتين سيرجح؟
- الأول بيد إيران شرط التزامها ببنود الاتفاق المبرم مع دول مجموعة (5+1)، والوصول إلى الاتفاق النهائي، وعدم تردد الطرف الآخر أو تراجعه عن التزاماته،
أما الأمر الآخر فسيُسفر عن حال من التوتر وعدم الاستقرار إذا كان هذا التوجه في حسابات النظام الإيراني. وإن كان هناك أمر يسعى النظام الإيراني إلى تحقيقه ويبقى داخل إطار حدوده فهو شأن داخلي، أما إذا تعدى هذا الأمر حدود إيران ليصل إلى حدود دول أخرى فهو لا شك سيسبب إشكالاً، ولن تقبل أية دولة بأن يتعرض أمنها الوطني للخطر أياً كان وتحت أي مسمى.
قُلت في حديث لك: «البرنامج النووي السلمي حق منطقي لإيران».. ما الغير منطقي في الأمر لتُعاقب إيران وتُحاصر بسبب برنامجها النووي؟
- غير المنطقي سواء لإيران أو غيرها هو أن يشوب ذلك البرنامج نوع من الضبابية والغموض، يدفع إلى أن تحوم الشكوك حول سلميته، والتخوف من المنحى العسكري له، وهو ما يدفع بدوره لأن تستخدم الوسائل والعقوبات للتأكد من سلميته وإلا زادت التوترات في منطقة حبلى بالكثير منها.
هل هناك شبه بين سياسة إيران وإسرائيل تجاه المنطقة العربية؟
- لكل دولة مصالحها، تحققها من طريق الأساليب المختلف. تشابه الأساليب لا يعني بالضرورة التقاء مصالح الطرفين، أو أن هناك شبهاً يعطي إيحاء بأن هناك تنسيقاً أو تعاوناً بين الطرفين.
إيران أذابت الجليد بينها وبين «الشيطان الأكبر» أميركا.. هل الشأن الداخلي الإيراني متصالح مع هذه الخطوة؟
- المتتبع للشأن الإيراني يدرك أن هناك شريحة ليست بسيطة تتطلع لعودة تلك العلاقات، بخاصة بعد تفاقم الوضع الاقتصادي، وقد جاء استطلاع الرأي الذي أجرته حكومة روحاني ليؤكد ذلك.
مصالح أميركا
المغازلة الأمريكية - الإيرانية.. ما أثرها في المنطقة برأيك؟
- إيجابي إن كانت تخدم استقرار المنطقة، وشرطها كي لا تتحول إلى مغازلة سلبية ألا يكون المنظور قائماً على أن الترتيبات الأمنية في المنطقة مرهونة بدول بعينها دون غيرها.
اليوم من المحظوظ؟ المواطن الإيراني أم روحاني أم أميركا؟
- المواطن الإيراني سيتخلص من الضغوطات الاقتصادية. روحاني يسجل انتصاراً له مع بداية ولايته في مقابل الأصوليين في إيران. الإدارة الأميركية تحقق مبتغاها بتجنب الخيار العسكري. الجميع محظوظ، وحظوظهم مرهونة بمدى نجاح الاتفاق بين إيران ودول (5+1)، والتوصل إلى حل نهائي للبرنامج النووي الإيراني.
خاتمي.. نجاد.. روحاني.. يتغير اللاعبون وتبقى اللعبة، من المتحكم هنا؟
- المتحكم مجرَّة النظام الإيراني بجميع مؤسساتها، والتي تتباين أهميتها باستقراء الوضع الداخلي والإقليمي والدولي، وتقوم بصناعة القرار لتقدمه في نهاية المطاف لمركزها «المرشد».
أميركا.. هل تحبنا لأجل النفط فقط؟
- الدول تحب مصالحها وتلهث لتحقيقها. البراغماتية هي المرتكز التي تنطلق منه جميع الدول، ويأتي الدور على كل دولة لتقوم بتوظيف أدواتها ومصادرها بالطريقة التي تحفظ معها مصالحها وأمنها.
لماذا لا توجد لدينا مراكز بحث سياسية متقدمة؟
- في اعتقادي أن دول الخليج لديها مراكز بحثية مرموقة، ففي دولة الإمارات يأتي مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية نموذجاً على ذلك. لعل وجود مراكز بحثية متخصصة تساعد في تقديم دراسات بحثية معمقة ستعطي بُعداً آخر، وتسهم جنباً إلى جنب مع بقية المراكز البحثية الأخرى.
لماذا يصر البعض على أن السياسة لعبة للكبار فقط؟
- لأنها حين تكون في يد الصغار فستبقى الرؤية أضيق مما يجب أن تكون عليه.
النظرية السياسية
النظرية السياسية.. متى ستكتب بحبر وفكر خليجي؟
- هي غير مكتوبة ولكنها مطبقة عملياً. نظرية لم تستورد من الخارج، وتمزج المفاهيم المتعارف عليها دولياً بالموروث وخصوصية هذه الدول.
هل اختلفت عليك الوجوه عندما تنوعت في عينيك القراءات للمشهد السياسي في المنطقة؟
- الوجوه نوعان، الأول متحيز لطرف فقط لأنه مناهض للآخر، وأما الآخر فيتخذ من الأدلة والبراهين أساساً في تحليله. وجهٌ فاقد لصدقيته، وآخرٌ يفرض عليك احترامه.
الحبر السياسي.. ألا يفسد عليك أوراقك الممتعة؟
- حتى لا أشعر بذلك جعلت من الحبر السياسي محور المتعة. وهو كذلك.
هل من ملفات سياسية ساخنة تمتنع عن تناولها مطلقاً؟
- لا على الإطلاق، ولكني شخص يؤمن بالتخصص، فهو السبيل للوصول إلى دراسة معمقة، وإذا كان لي تعليق في ملفات سياسية أخرى فإنه لا يعدو كونه وجهة نظر بسيطة، فهناك غيري ممن هو أكثر عمق ودراية بالملفات الأخرى.
المراقبة والمتابعة ألا تكسر رقبة الهدوء، وتسلب الدهشة في حياتك؟
- ذهبت الرقبة وتلاشى الهدوء. الدهشة لا تفارق المتتبع للشأن الإيراني الذي هو كل يوم في شأن.
قراءة المشهد السياسي.. هل تشبه قراءة الكف؟
- هي كذلك، ويساعدك في استقرائه بصورة أكثر دقة وواقعية، الفهم المعمق والمتابعة المستمرة.
هل يجيد أفراد مجتمعنا قراءة المشهد السياسي؟
- أفراد مجتمعنا على درجة عالية من الوعي. ولكن ليس بالضرورة أن يكون جميع أفراده قادرين على ذلك، فقراءة المشهد السياسي تحتاج إلى أدوات حالها في ذلك حال بقية القراءات لحقول أخرى.
لماذا الشعوب الخليجية الأقل اهتماماً بالسياسة الدولية؟
- ليست كذلك، فحين تذهب إلى أوروبا والولايات المتحدة وتطرح سؤالاً على رجل الشارع عن أي دولة في الشرق الأوسط وموقعها الجغرافي، فستُدرك حينها أن شعوب الخليج ليست الأقل في الاهتمام بالسياسة الدولية.
هل الوعي السياسي للمجتمعات يهدد الحكومات بشيء؟
- حين تكون الحكومات منسلخة عن شعبها ولا تحقق تطلعاته وآماله.
بين السياسة الداخلية والخارجية.. أين تضيع الشعوب؟
- في كلتيهما حين تكون مغيبة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.