كشف أطباء أمراض جلدية، عن حال «عزوف» عن الزواج من المصابين بمرض «الصدفية»، على رغم أنه من الأمراض «غير المعدية»، منتقدين رفض الزواج منهم (وبخاصة الإناث)، خوفاً من العدوى، مؤكدين ضرورة «الوعي بمسببات المرض، وكيفية تجنبه». فيما تم إدراج علاجات منوعة للمرض في المملكة، بإشراف وزارة الصحة و«الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد». وقالت الاختصاصية الجلدية في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر الدكتورة إيمان اليوسف، إلى «الحياة»: «إن نسبة الإصابة بمرض الصدفية في السعودية تعتبر معتدلة، مقارنة مع دول أخرى، إذ يصاب به واحد إلى 4 في المئة من عدد السكان. فيما تصل نسبة الإصابة ب «صدفية الرأس» إلى نحو 35 في المئة من مرضى الصدفية». ورفضت اليوسف، اعتبار رفض القبول بالزواج من مرضى «الصدفية» «ظاهرة»، إلا أنها ذكرت أن هناك «حالات تأتي للعلاج، تشكو من عدم قبولهم اجتماعياً، وأنهم يخشون من أن يكون المرض ضمن أمراض الدم الوراثية. ونحن بدورنا، ومن خلال التعاون مع «الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد»، نعمل على زيادة الوعي، والتعرف على طرق العلاج الموجودة في المملكة، بدلاً من السفر إلى الخارج». ولفتت إلى «مبالغة السعوديين في علاج بعض الأمراض الجلدية في الخارج، ومنها الصدفية، إذ يتجهون إلى العلاج الطبيعي والمياه المالحة ومنتجات طبيعية. فيما الصدفية تتطلب علاجاً دوائياً كاملاً، وتحاليل دم مستمرة، لمعرفة درجة انتشار المرض، وكيفية حصره». بدوره، أوضح اختصاصي الأمراض الجلدية الدكتور عيسى الدرويش، أن «لا أحد يعرف بالضبط لماذا يصاب الإنسان بالمرض؟ وكل ما هو معروف هو أن الطبقة الخارجية للجلد يصاحبها نشاط زائد، إذ تتجدد باستمرار، وبمعدل أكثر من الطبيعي، ما يؤدي إلى تراكم القشور على سطح الجلد». وأشار الدرويش، إلى أن العوامل النفسية «تساعد على ظهور المرض. وتلعب الوراثة دوراً في حدوث الصدفية بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 في المئة من الحالات. وقد تزيد إلى أكثر من 60 في المئة في حال كان الوالدان مصابين»، مضيفاً «كثيراً ما يواجه مرضى الصدفية مشكلات نفسية، لرفضهم عند الزواج. وهذا يفاقم المرض، وربما يقلل من احتمال شفاء المريض». وذكر أن «125 مليون شخص مصاب بمرض الصدفية في العالم، وهو مرض جلدي شائع ومزمن، يصيب نحو 2 إلى 3 في المئة من الناس، ويتسبب في التهابات جلدية ومفصلية»، لافتاً إلى أن رفض الزواج من المرضى، من الجنسين، وبخاصة الإناث، يؤدي إلى تأخر العلاج، لأن المرضى عادة يتقبلون الدواء بحسب الوضع النفسي، ويؤدي رفضهم إلى تفاقم بعض الحالات، وزيادة المرض». من جانبها، أكدت اختصاصية الأمراض الجلدية الدكتورة ميساء الظفيري (في أحد المستوصفات الطبية)، أن «النقاط الأساسية التي يجب مراعاتها قبل البدء في علاج مرض الصدفية، هو نوع المرض ودرجة انتشاره، وعمر المريض وصحة المريض العامة وطبيعة عمل المريض، وموقع سكنه، وقربه من العيادة المتخصصة، ومقدرة المريض على الانتظام في العلاج، والمتابعة الدقيقة». وأشارت الظفيري، إلى أن هناك عدداً من العلاجات المتوافرة لمرض الصدفية، منها «الأدوية التي يختار الطبيب منها ما يناسب حال المريض وعمره ودرجة الحالة. كما يراعي الأعراض الجانبية لكل دواء»، موضحة أن «العامل النفسي يتحكم في درجة انتشار الصدفية في الجسم والوجه والرأس»، مشيرة إلى أن رفض الزواج من المرضى يعود إلى «الاشمئزاز من المريض، والخوف من العدوى».