«البيوت أسرار»، تحمل في طياتها أنواع من الخلافات التي لا يمكن الكشف عنها للملأ الخارجي، إلا أن «ورقة» و«مكاناً» محددان يستطيعان أن يكشفا عن قناع الأزواج لمن حولهم بوجه مخالف ك«فيض من غيض». «ورقة المقاضي» و«محال بيع المواد الاستهلاكية» نقطة انبعاث الخلافات الزوجية الشهرية التي لا يمل منها الأزواج، إذ إن الزوجة لا تتقيد بما هو مدون في «الورقة»، في حين أن الزوج يرفض ذلك، ويرغب في ما هو مدون له، متعجباً من زوجته التي لم تتحقق مطالبها قبل تدوينها، أو رغبتها في الشراء من أمور لا تندرج ضمن الحاجات في اعتقاده. «وجوه عابسة» و«ألفاظ ينتابها الغضب»، و«أصوات شابها العلو» تلفت أنظار المتسوقين يمنة ويسرة، إذ إن بعض الأزواج لا يملكون القدرة على التحكم في انفعلاتهم، نتيجة استهتار الزوجة وعدم امتلاكها «حسن تصريف الأمور»، في حين تنفعل الزوجة من رد فعل الزوج، مترجمة ذلك بالبخل أو التقصير. «شهر» يتلوه «شهر»، وتمر الأعوام ومشكلة «ورقة المقاضي» لا تزال قائمة، هذا ما أجمع عليه المتحدثون إلى «الحياة»، إذ وصفت غادة محمد حل المشكلة ب«العقم»، وأن إيجاد الحلول لها صعب، لأن كلا الزوجين يتمتعان بفكر خاص عن الآخر بحسب طبيعتهما. وتوافقها في الرأي سلمى الكعكي التي تستعين بالأدعية والاستغفار قبل شراء المستلزمات الغذائية والاستهلاكية مع زوجها، خوفاً من غضبه المعتاد في كل شهر، أما خالد أحمد فيرجع سبب الخلافات إلى عدم حسن تصرف السيدات، إذ لا يدون الحاجات الأساسية في «ورقة المقاضي»، ويبدآن بجلب أغراض أخرى لا تكون من الأولويات، وهوما يزعج الكثير من الأزواج. وتكمن المشكلة في الطريقة التي تقدم بها الورقة وما تحتويه، وليست الورقة ذاتها بحسب رأي المستشار الأسري حسن الظافري، كما أوضح خلال حديثه إلى «الحياة»، إضافة إلى التملص من المسؤولية، وهو ما يعترض طريق الورقة، ليجعلها سبباً لمشكلة تفتعل. وقال: «إنه بناء على ذلك فإن المشكلات التي تحدث تجدها تارة بسوء التصرف وتارة باللامبالاة، وتصل إلى درجة الاتهام بالإهمال، وفي بعض الأحيان تجد الشخص يبحث عن مبرر، ليفتعل مشكلة لأجل هدف يريد الوصول إليه، وليس لأن الورقة هي السبب والأساس في المشكلة». ويطالب منع حدوث مثل هذه المشكلات بوضع خطة لموازنة المنزل وتحديد المسؤولية لها، سواء الزوج أم الزوجة، إضافة إلى التزام الهدوء والصبر حتى تخف وطأة المشكلة، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة الحوار بهدوء، وبيان أن المطلوب مهم للأسرة وليس للشخص ذاته، والتعامل مع الطرف الآخر على أن كلاً من الطرفين مكمل للآخر ليزول النزاع. من جهته، اعتبر المستشار الأسري علي العمري خلال حديثه إلى «الحياة» «ورقة المقاضي» من مسببات المشكلات الزوجية بين الزوجين، مرجعاً سبب ذلك إلى الجهل بالإدارة المالية للمنزل، إذ تكتب الزوجة طلبات المنزل والزوج لا يلبيها، إما لعدم قدرته على تلبيتها بسبب ظروفه الاقتصادية، أو لعدم رغبته في تحمل أعباء المنزل.