دخلت المؤسسة الدينية في مصر على خط عملية إخلاء الشريط الحدودي مع قطاع غزة من سكانه، فأكد مفتي الجمهورية، شوقي علام، إنه يجوز شرعاً نقل المواطنين إلى مناطق آمنة لمواجهة الإرهاب الذي يهدد الوطن، وقررت وزارة الأوقاف فصل أي إمام مسجد أو عامل في شمال سيناء يثبت تستره على وجود أنفاق في المسجد الذي يعمل به. وكانت مصر طلبت أمس من مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، المنعقد حالياً برئاسة موريتانيا، بضرورة تعبير الجامعة العربية عن تضامنها وتأييدها التدابير التي اتخذتها مصر لدحض الإرهاب والتطرف، في الوقت الذي أعلن الجيش المصري عن اكتشاف عشرات الأنفاق أسفل منازل تم إخلاؤها خلال الأيام الماضية. وعبّر مصدر عسكري عن انزعاجه الشديد إزاء اكتشاف فتحات أنفاق داخل 87 منزلاً من إجمالي 120 منزلاً فقط مع بداية عملية الإخلاء، مشيراً ل «الحياة» إلى أن الأجهزة المعنية في محافظة شمال سيناء أوشكت على الانتهاء من إخلاء منطقة الشريط الحدودي برفح من المواطنين، تمهيداً لإقامة المنطقة العازلة على امتداد الحدود بطول أكثر من 13300 كيلومتر وبعمق 500 متر كمرحلة أولى مع قطاع غزة بمعرفة عناصر من المهندسين العسكريين الذين يقومون بعمليات كشف للمنزل قبل إخلائه لمعرفة ما إذا كان في داخله أحد الأنفاق. وأوضح أن المخطط إخلاء 802 منزل تقطنها 1156 أسرة بطول الشريط الحدودي، تم منح من تم إخلاؤه حتى الآن تعويضات بقيمة حوالى 20 مليون جنيه. قوات الانتشار السريع تنفذ عمليات دقيقة وأوضح المصدر العسكري أن عمليات تمشيط واستكشاف قامت بها القوات التي تم الدفع بها إلى شمال سيناء من الجيش والشرطة في الاتجاهات كافة بهدف استطلاع الوضع على الأرض ومراجعة الطرق والمسارات والاتجاهات قبيل بدء تنفيذ العمليات المقرر تنفيذها. وأفاد المصدر بأن عمليات أمنية واسعة ونوعية ستبدأ في توقيتات محددة تنفذها قوات الانتشار السريع ومزودة بأحدث الأسلحة والمعدات ولديها قدرات قتالية عالية يمكنها أن تنفذ مهام على درجة عالية من الدقة والكفاءة في أقل وقت ممكن بدعم ومعاونة من بقية عناصر الجيش والشرطة في الاتجاهات الأخرى. وفيما طالبت مصر أمس، من مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، المنعقد حالياً برئاسة موريتانيا بضرورة تعبير الجامعة العربية عن تضامنها وتأييدها التدابير التي اتخذتها مصر لدحض الإرهاب والتطرف، قال طارق عادل مندوب مصر الدائم لدى الجامعة، أمام الجلسة الافتتاحية للمجلس في اجتماعه الطارئ الذي دعت إليه فلسطين لبحث تطورات الأوضاع في القدس وبناء المستوطنات: «إن مشروع البيان الذي قدمته مصر دعا إلى التزام الدول العربية بالتعاون المشترك في ما بينها، حتى يتم القضاء على ظاهرة الإرهاب من جذورها، والتي توشك أن تحرق الأخضر واليابس. ودعا الدول العربية الأعضاء إلى تبني بيان مصر، لاعتباره رسالة تأكيد من الدول العربية، وتحت مظلة الجامعة، بأنها عازمة على التعاون في ما بينها حتى يتم القضاء على الإرهاب»، وقدم عادل الشكر للدول العربية التي سارعت إلى إدانة الحادث الإجرامي الذي وقع في سيناء أخيراً. وقال مفتي الجمهورية، شوقي علام، إنه يجوز شرعاً نقل المواطنين في سيناء إلى مناطق آمنة لمواجهة الإرهاب الذي يهدد الوطن وأهالي هذه المناطق. ورداً على سؤال ورد إلى دار الإفتاء في شأن مدى شرعية عمليات نقل مجموعة من مواطني شمال سيناء إلى مناطق آمنة، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المفتي قوله إن «هذا مما يجوز فعله لأن الضرر الذي يهدد الوطن، فضلاً عن أهالي هذه المناطق، محقق في هذه الحالة، ومن المقرر أن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع، وأن دفع الضرر العام مقدم على الضرر الخاص»، وأشار إلى أن مؤسسات الدولة المنوط بها الحفاظ على أمن الوطن واستقراره «يحق لها إخلاء أي منطقة لضرورة قصوى لا يمكن تفاديها». وضرب فضيلة المفتي مثلاً لحالات الضرورة «بوجود فيضانات عارمة أو خطر إرهابي محقق يهدد الأمن القومي لمجموع المواطنين وفي مقدمهم أهل المنطقة التي يتم إخلاؤها». وشدد المفتي على وجود عدد من الضوابط الشرعية التي يجب أن تلتزم بها الدولة حال إقدامها على تفادي أخطار الضرورات التي تستلزم إخلاء منطقة من مناطقها الحدودية أو الداخلية من سكانها، موضحاً أن هذه الضوابط «تتمثل في إيواء المنقولين في أماكن لا تقل إن لم تزد على الأماكن المنقولين منها، وإمدادهم بلوازم الحياة... وخدمات، وإعطائهم التعويضات المالية». فصل أئمة المساجد لو تستروا على الأنفاق وعلى الصعيد نفسه، قررت وزارة الأوقاف، فصل أي إمام أو عامل يثبت تستره على وجود أنفاق في المسجد الذي يعمل به في محافظة شمال سيناء. وقالت الوزارة، في بيان إنه تقرر أيضاً فصل أي عامل أو موظف يثبت تستره على وجود أسلحة في المسجد أو المكان الذي يعمل به في أي محافظة. وأوضحت الوزارة أن «القرار يسري على من يستخدم المسجد أو المنبر في التكفير أو التحريض على القتل والتخريب أو يقوم بتوزيع منشورات أو كتب تحث على ذلك داخل المسجد». وقالت الوزارة إن هذا القرار يأتي في «إطار الإجراءات الحاسمة التي تتخذها الوزارة تجاه كل من يثبت تستره على قضايا الإرهاب أو تورطه فيها». وطالبت الوزارة جميع الأئمة والعاملين بالأوقاف ب «عدم توزيع أي كتب أو مطبوعات أو أسطوانات أو شرائط كاسيت بالمسجد إلا بإذن كتابي مسبق من مدير المديرية ووجود ممثل لها في التوزيع على أن يكون التوزيع عاماً ومعلناً». وفي غضون ذلك، من المقرر أن يحضر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم رماية بالذخيرة لعناصر من القوات الجوية ضمن المناورة «بدر 2014». وكانت عناصر من تشكيلات ووحدات الدفاع الجوي نفذت أمس رماية بالذخيرة الحية للأسلحة والأنظمة الصاروخية للدفاع الجوي، والتي تأتي ضمن أنشطة وفعاليات المناورة الاستراتيجية التعبوية «بدر 2014»، والتي تشترك بها التشكيلات التعبوية كافة والأفرع الرئيسية وهيئات القوات المسلحة وإداراتها. شارك في تنفيذ الرماية عناصر من قوات الدفاع الجوي يمثلون الأسلحة والتخصصات للتصدي لهجمات جوية معادية والدفاع عن عدد من المنشآت والأهداف الحيوية، كما شاركت الأنظمة الصاروخية المتوسطة وقصيرة المدى والمدفعية المضادة للطائرات المعاونة للتشكيلات البرية في تنفيذ الرماية على الكثير من الأهداف الجوية وإصابتها بكفاءة عالية عكست المستوى الراقي الذي وصلت إليه القوات المشاركة والسرعة والدقة في رصد الأهداف المعادية وتمييزها والتعامل معها وتدميرها. وأكد قائد قوات الدفاع الجوي الفريق عبدالمنعم التراس حرص القوات المسلحة على مواكبة وحدات وتشكيلات الدفاع الجوي لأحدث النظم التكنولوجية عالمياً وامتلاك منظومة متكاملة من الأسلحة والصواريخ ونظم الاستطلاع والإنذار وآليات القيادة والسيطرة المتطورة بما يدعم قدرتها على تأمين المجال الجوي المصري والتصدي لكل التهديدات الجوية وتنفيذ المهام المكلفة بها في ظل التطور المستمر لنظم القتال الجوي.