لم تحقّق المحادثات التي أجرتها أمس الحكومة في هونغ كونغ مع الحركة المطالبة بالديموقراطية، اختراقاً لإنهاء احتجاجات مستمرة منذ أسابيع، إذ رفضت السلطات التسوية على مطالب المتظاهرين. وكان الحزب الشيوعي الحاكم في بكين عرض في آب (أغسطس) الماضي على سكان الإقليم فرصة انتخاب رئيس السلطة التنفيذية عام 2017 للمرة الأولى، لكنه لن يسمح بالترشح سوى لمرشحَين او ثلاثة توافق عليهم لجنة تضمّ 1200 شخص موالين لبكين، وهذا ما يعتبره المحتجون ديموقراطية «زائفة»، علماً بأن النظام الحالي ينصّ على أن تختار اللجنة رئيس السلطة التنفيذية مباشرة. واستمع آلاف من المتظاهرين وسط هونغ كونغ، عبر مكبّرات صوت، الى قادتهم خلال محاورتهم ممثلين عن الحكومة. وقال الزعيم الطالبي أليكس تشو: «يمكن (المسؤولين) في حكومة هونغ كونغ الآن أن يقرروا هل سيكونون ابطالاً ديموقراطيين أو أشراراً تاريخيين. أعتقد بأن كل مواطن في هونغ كونغ ينتظر ليرى» ما سيحدث. لكن الأمينة العامة للحكومة كيري لام التي أعربت عن «أمل بأن يساعد الحوار في تهدئة الجو المتوتر في المجتمع»، قالت: «عندما يصوّت 5 ملايين ناخب مسجّل لاختيار رئيس للحكومة من خلال نظام ناخب واحد صوت واحد، فإن ذلك اكثر ديموقراطية من اختيار الزعيم من لجنة تضمّ 1200 عضو». وأضافت أن المدينة «يجب أن تعمل في الإطار الذي قدّمته بكين»، منبّهة الى أن «هونغ كونغ ليست بلداً مستقلاً، ولا يمكنها أن تقرّر نظامها السياسي لوحدها». ووصفت المحادثات بأنها «بنّاءة»، مستدركة أن الحكومة تصرّ على موقفها. وتابعت: «اذا لم يقبل الطلاب بهذا الوضع، أعتقد بأن آراءنا ستبقى متباعدة». وكان رئيس السلطة التنفيذية ليونغ شون- يينغ اعتبر أن تنظيم انتخابات حرة سيسفر عن هيمنة الفقراء على العملية السياسية، قائلاً: «اذا كانت هذه بالكامل لعبة اعداد وتمثيل رقمي، عندها حتماً انتم تتحدثون عن نصف سكان هونغ كونغ الذي يكسب الواحد منهم اقل من 1800 دولار شهرياً». لكنه أشار الى «مجال للنقاش»، متحدثاً عن «مجال لجعل لجنة اختيار المرشحين أكثر ديموقراطية».