ما إن يظنوا بأنه أفاق حتى يعود انكساره من جديد، خطوة نحو الأمام تعقبها واحدة ضخمة في الاتجاه المعاكس، فيعود وكأنه لم يفق قط. ببساطة تلخص تلك المقدمة حال الهلال هذا الموسم على الأقل في أعين محبيه. جماهير الفريق التي ودّعت من دون أسف مدرب الفريق السابق الفرنسي أنطوان كومبواريه واستقبلت بالأفراح خليفته الكرواتي زلاتكو، استبشرت خيراً في تلك الخطوة راجية أن تنجح في انتشال الفريق من دوّامة النتائج الغريبة التي لم تعتد عليها، بدا الأمر كذلك في بداية التغيير لكن الأمور سرعان ما عادت إلى سابق عهدها. «الزعيم» الذي أسعد جماهيره هذا الموسم باللقب الأقرب إلى قلوبها كأس ولي العهد، بعد أن خطفه بركلات الترجيح من أمام الجار النصر، ذهب إلى المعترك الآسيوي مجرداً من قوة البطل، فخار أمام مدربه السابق كوزمين ليقبل ثلاثة أهداف من نظيره العين، كانت لتزيد لولا براعة حارس المرمى عبدالله السديري الذي تصدى لركلة جزاء، الأحزان تفجرت حينها في وجه الجماهير الزرقاء التي رأت في العين شيئاً من بريق زمان مضى بقيادة كوزمين ورادوي، فكلاهما عرف المجد الخليجي من بوابة الهلال قبل أن تقودهما الأيام إلى النظير الإماراتي الذي بات يحقق معهما أفضل نتائجه في الأعوام العشرة الأخيرة. بالأمس تكررت الصورة من جديد، فبعد رباعية مميزة في الكلاسيكو الذي جمع الهلال بالاتحاد في الرياض، وبعد الأفراح التي عاشتها الجماهير في ظل المستوى المميز الذي قدمه الفريق ونجومه، عاد الهلال ليسقط على أرضه آسيوياً أمام الاستقلال الإيراني الذي كان متأخراً بهدف قبل أن يعود ليقلب النتيجة ويخرج بالنقاط الثلاث وصدارة المجموعة أمام مرأى من الحضور. الهلال الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز أول من أمس، لم يحتج إلى أكثر من 15 دقيقة لينهار تماماً بقبول هدفين حوّلت الانتصار إلى خسارة موجعة، وأصوات الدعم والمساندة التي لم تتوقف طوال الدقائق ال75 تحوّلت إلى هتافات ضد اللاعبين الذين تاهوا داخل الملعب وعجزوا عن مجاراة الخصوم. حال الهلال بالأمس لم يكن الصورة الأولى لسقوط الفريق الأزرق هذا الموسم، فالمشهد تكرر مرات عدة على غير العادة، ووسط كل تلك السقطات لا زالت الأصوات الجماهيرية تطالب بتغييرات أكثر وضوحاً وقوة، فبين أصوات تطالب بإدارة هلالية جديدة، تنتظر أخرى من الإدارة الحالية تعديلات قادرة على صناعة فريق جديد، لكن الغموض الذي يكتنف مستقبل منصب المدير الفني الجديد للفريق الأزرق والمخاوف من التعاقد مع مدرب آخر عاجز عن تعديل مسار الفريق لا زال يقلق الجماهير، فتأخر هذه الخطوة في الموسم الحالي تأتي سبباً بارزاً وراء ظهور الفريق بهذا المستوى الهزيل في ظل تأخر أعداد الفريق، إضافة إلى التخبطات الفنية الواسعة التي عانى منها، سواء بقيادة كومبواريه أو في المرحلة الأولى من تولّي زلاتكو المهمة. إدارة الهلال تلتزم حتى اليوم الصمت حيال مستقبلها مع الفريق، أو على الأقل الخطوات الفنية المنتظرة في الموسم المقبل، سواء على صعيد اللاعبين الأجانب أم الجهاز الفني، خصوصاً وأن أجانب الفريق الحاليين لم يعودوا يحظون بثقة الجماهير أو رضاهم، في ظل التراجع الملحوظ بمستوى هداف الفريق ويسلي لوبيز وغياب الكوري يونغ بيو عن المشاركة، إضافة إلى الأخطاء الكبيرة من غوستافو والبرازيلي أوزيا.