في حين يطلق الأميركيون أسماء أنثوية غالباً على الأعاصير التي تجتاح بلادهم، مثل «ساندي» و «كاترينا»، قرر الفلسطينيون استثمار شتاء 2012 - 2013، للتذكير بقراهم ومدنهم التي دمرتها عصابات صهيونية وهجّرت أهلها عام 1948. وبمبادرة من موقع «طقس فلسطين»، وهو الأكثر شعبية بين المواقع الإلكترونية المختصة في هذا المجال، انطلقت الفكرة التي سرعان ما تفاعل معها نشطاء «فايسبوك» و«تويتر»، خصوصاً بعدما أطلق القائمون على الموقع اسم «ميرون» على المنخفض الجوي الأول الذي تعيش الأراضي الفلسطينية آثاره هذه الأيام. وكُتب في الموقع: «في خطوة لتعزيز الثقافة الفلسطينية والمناخية في آن واحد، بدأ موقع طقس فلسطين بإطلاق أسماء القرى الفلسطينية المهجّرة عام 1948 على المنخفضات التي ستمر بالبلاد، وميرون قرية مهجرة في شمال فلسطين - قضاء صفد، على السفح الشرقي الخفيف الانحدار لجبل الجرمق، وهو أعلى جبال فلسطين. وتشرف القرية على منطقة كثيرة التلال في الجليل الأعلى، ويحيط بالقرية وادي ميرون الذي يمتد جنوبي القرية». ووضعت خطة لأسماء المنخفضات الجوية، بالترتيب. ويشرح مديرو الموقع إن للفكرة أهدافاً عدة: أولها التجديد في العرض. ثانيها، تذكير الناس بأسماء المدن والقرى المحتلة، خصوصاً تلك التي طواها النسيان لدى قسم كبير من الفلسطينيين، لا سيما الأجيال الجديدة. ويفيد الموقع بأن خطوته هذه ستتواصل في مواسم الشتاء خلال الأعوام المقبلة، لافتاً إلى أنه أعد 30 اسماً للمنخفضات الجوية هذا العام، بدأها مع ميرون، لتليها: بيسان، ماروس، يركا، عيلبون، حطين، نمرين، سيرين، أندرو، جباتا، عتليت، هونين، ديشوم، عيبال، حانوتا، دلاته، صفصاف، بيريا، ساجور، جولس، صفورية، عبلين، نين، أوتارية، سولم، جلبون، إبثان، رابا، فرديسيا ورامين. تعود تسميات المنخفضات الجوية، غالباً، إلى أزمان سحيقة. تطلق على الأعاصير المنتشرة في جنوب آسيا وشرقها وجزر المحيط الهادئ والمحيط الهندي وشبه الجزيرة الهندية، أسماء قديسين، وأحياناً تتخذ أسماء حيوانات مثل «دامري» (الفيل باللغة الكمبودية)، وإعصار «كيروجي» (أحد أنواع البط باللغة الكورية). أما في أوروبا، فجرت العادة باعتماد تسلسل أبجدي معين، وكذلك الأمر في الأميركتين. أما الأعاصير الفلسطينية، فستذكّر أهلها والعالم ببلداتها وقراها، وبأن لتلك الأراضي أهلاً يحق لهم العودة إليها.