«إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا» كل لاعب في منتخب بلاده أو في فريق دولته هو سفير فوق العادة يمثل دولته ديبلوماسياً وكروياً ويحترم القوانين والمواثيق الدولية. لذا يجب عليه أن يتمتع بأخلاق رياضية عالية مهما كان أو سيكون، ليمثل بلاده خير تمثيل في جميع المحافل المحلية والدولية.. فلا يجب عليه أن يسيء السلوك ويخرج من طوره مهما فعل له الخصم، ويقدم اعتذاره في اللحظة، لكي لا يجاريه في سوء السلوك الميداني. لأن الخصم دائماً وأبداً يحاول بشتى السبل استفزاز الطرف الآخر ليخرج من طوره، عندما لا يستطيع مجاراته في اللعب النظيف، أو التكتيك العالي، ويستعمل العنف غير القانوني بطريقة أو بأخرى لكي يراه «الحكم» ويقوم بطرد اللاعب من الميدان، ليرتاح الطرف الأول من عدم وجوده داخل الميدان، لأنه في واقع الأمر مصدر إزعاج شديد له، ويسبب له «صداعاً» دائماً في تحركاته المكوكية وسرعته الزائدة في قيادة الهجوم الكاسح نحو فريقه، التي لم يستطع الطرف الآخر مجاراته لسرعة إيقاعاته وأسلوبه الممتاز في اللعب وفي التخلص من الخصم. لذلك نجد كثيراً من اللاعبين يتجاوبون مع تلك الاستفزازات أو العنف غير القانوني الذي يمارسه ليشتت تفكير اللاعب ويجعله يخرج عن طوره، والاستجابة مع تلك الحركات الاستفزازية التي يمارسها. وما دار في مباراة السعودية وتايلاند هو خير دليل على ذلك في الخروج عن الأطوار، التي اختلط فيها الحابل بالنابل على رغم فوز السعودية على تايلاند بنتيجة المباراة (3- صفر). وكان من المفترض ألا يجاروا التايلانديين في ذلك الأسلوب الاستفزازي الذي جرهم إلى ما فعلوه أمام الملأ، على رغم تجني لاعبي تايلاند على منتخب السعودية. عندما وجد التايلانديون وأنهم لا يستطيعون مجاراة السعودية وأن الدقائق المتبقية ليست من صالحهم بدءوا في استعمال «العنف» غير القانوني بطريقة واضحة للعيان ليلفتوا نظر «الحكم»، أو ليعم الهرج والمرج داخل الميدان لكي يتخذ الحكم قراراً بإلغاء المباراة أو إنهائها قبل زمنها المحدد أو ما يراه الحكم مناسباً. ولكن رغم ذلك أتى ذلك الهرج والمرج واللعب غير القانوني وبالاً على التايلنديين حتى طرد الحكم الحارس والمدافع رقم 21 الذي تسبب في تلك «الكارثة»، وأخيراً أيضاً طرد من منتخب السعودية نواف العابد. لاستخدامه أيضاً العنف غير القانوني. لذلك نقول، التحلي بالأخلاق الرياضية رسالة نرسلها لكل اللاعبين سواء أكانوا سعوديين أم أجانب. ونقول لهم أنتم سفراء لبلادكم، فيجب أن تتحلوا بأخلاق الديبلوماسي الحصيف. مهما كان أو سيكون. ونقول مبروك للفريق الفائز وهاردلك للفريق المهزوم. وهذه هي كرة القدم.