أقبل الألبان بصورة واسعة على مراكز الاقتراع في الانتخابات الاشتراعية والمحلية التي أجريت أمس في كوسوفو باشراف منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، فيما قاطعها صرب الاقليم بصورة شبه جماعية وأعلنوا عدم اعترافهم بما ينجم عنها من حكومة وقرارات. وأكدت بلغراد تأييدها لمقاطعة الانتخابات ووصفتها بأن"لا جدوى منها في إيجاد حل توافقي للوضع النهائي للإقليم، أو تحسين أوضاع الصرب وأمنهم وعودة النازحين منهم الى ديارهم في الإقليم". وانتشرت في المناطق الصربية المنشورات التي تطالب بمقاطعة الانتخابات وتحذير الذين يشاركون فيها، معتبرة إياها"انتخابات ألبانية معادية للصرب". وتعرّض منزل الصربية المرشحة للانتخابات ستويانكا بيتروفيتش في قرية زفيتشان القريبة من مدينة ميتروفيتسا شمال غربي الاقليم الى ثلاث قنابل يدوية. وحمّلت بيتروفيتش المتشددين الصرب المسؤولية بعدما كانوا هددوها في حال"ترشيحها للانتخابات وتعاونها مع الألبان الانفصاليين عن صربيا". لكن الحال الأمنية في الاقليم كانت هادئة عموماً، وأكدت مصادر الشرطة المحلية لكوسوفو في تصريحات للصحافيين في بريشتينا، أنها"لم تسجل أي حوادث معرقلة للعملية الانتخابية". وتولى حوالى 17 ألف جندي دولي كفور بقيادة حلف شمال الأطلسي وبالتعاون مع وحدات الشرطة المحلية الاجراءات الأمنية في أنحاء الاقليم خلال عملية الانتخابات. ويبلغ عدد الناخبين في كوسوفو 1.5 مليون شخص، بينهم حوالى 200 ألف صربي يعيش نصفهم لاجئين خارج الاقليم. وأشارت المعلومات الى أن نسبة مشاركة الألبان ستزيد عن 70 في المئة، في حين أن مشاركة الصرب لن تتعدى الواحد في المئة حيث ان مراكز تصويت كثيرة في مناطق التجمعات الصربية لم تشهد إدلاء ناخب واحد بصوته فيها. وأشرف على الانتخابات 150 مراقباً من 34 بلداً أوروبياً، وتابعها حوالى 25 ألف مراقب وصحافي أجنبي ومحلي توزعوا في 2210 مراكز انتخابية في أنحاء الاقليم. ويتكون برلمان كوسوفو من 120 مقعداً، مقسمة بين 100 للألبان و 20 للصرب والأقليات العرقية. وجرى أمس أيضاً انتخاب رؤساء لثلاثين بلدية يتكون منها اقليم كوسوفو، بينها ست بلديات غالبية سكانها صرب. وأشارت استطلاعات الرأي عند مراكز الاقتراع، الى أن أي حزب لن يحصل على الغالبية المطلقة من مقاعد البرلمان، حيث أن ائتلاف خمسة أحزاب ألبانية يقوده"حزب كوسوفو الديموقراطي"بزعامة قائد المقاتلين الألبان السابقين هاشم ثاتشي سيتصدّر التنظيمات المشاركة بحصوله على 32 في المئة من الأصوات، أي بزيادة نحو نقطتين على"رابطة كوسوفو الديموقراطية"بقيادة الرئيس فاتيمير سيديو، وأن تشكيل الحكومة المقبلة سيعتمد على ائتلاف حزبين أو أكثر. وعلى رغم أن الأحزاب الألبانية كلها تعهدت تنفيذ الاستقلال الكامل السريع لكوسوفو، إلا أنها اختلفت في وعودها بمعالجة الأزمة الاقتصادية الشديدة والبطالة التي يعاني منها أكثر من 65 في المئة من سكان الاقليم. ولا تزال كوسوفو من ناحية الشرعية الدولية اقليماً ضمن أراضي جمهورية صربيا، ويخضع بصورة موقتة منذ حزيران يونيو 1999 لادارة الأممالمتحدة، ولا يمكن أن يتغير وضعه رسمياً إلا بقرار من مجلس الأمن.