الورم الليفي للرحم من اكثر أورام الحوض حدوثاً لدى المرأة، وهو من النوع المسالم الذي لا يشكل خطراً على حياتها، اللهم إلا إذا تعرض للاختلاطات. في السطور الآتية سنحاول الإجابة على كل التساؤلات التي تخطر على بال السيدات حول هذا الورم: كيف يتكون الورم الليفي؟ - الورم الليفي عبارة عن تكاثر موضعي للألياف العضلية للرحم، قد يبلغ حجماً كبيراً فينمو إما باتجاه جوف الرحم، وإما باتجاه الأعضاء المجاورة، واذا كبر كفاية فيمكن جسه باليد. هل يتحول اللورم الليفي الى السرطان؟ - لا، ان الورم الليفي حميد مئة في المئة ولا يتطور اطلاقاً نحو السرطان. ما سبب الورم؟ - لم يتوصل الطب بعد الى تحديد السبب الفعلي الذي يختبئ خلف الورم الليفي، ولكن يعرف ان هناك عوامل تشجع على ظهوره، مثل العوامل الهرومونية والعوامل الوراثية والبدانة وظهور العادة الشهرية قبل سن ال12 عاماً، إضافة الى العرق الأسود. هناك نظرية تقول ان الورم الليفي ينشأ على حساب بقايا خلايا جينية بقيت نائمة الى حين الفرصة المناسبة لتعطي الورم الليفي ما بين سن الثلاثين والخمسين من العمر، والشيء المعروف طبياً ان الورم الليفي حساس جداً تجاه هرمون الاستروجين، وقد استطاع العلماء إثارة الورم لدى الحيوانات بحقنها بهذا الهرمون. هل للغذاء دور في ظهور الورم الليفي؟ - اذا صدقنا ما نشرته مجلة ايطالية العام الماضي، فإن للغذاء دوره في نشوء الورم، اذ اشارت المجلة الى ان الإكثار من أكل اللحم الأحمر يشجع على نشوء الورم، وذلك عكس الخضراوات والفواكه التي تحمي النساء منه. كيف يتظاهر الورم الليفي للرحم؟ - غالباً ما يكتشف الورم بالصدفة خلال الفحص النسائي، وبعد فحص البطن والحوض بالأمواج فوق الصوتية أو بالتصوير الطبقي المحوري. إلا ان المصابة بالورم قد تستشير طبيبها لمعاناتها من واحد أو اكثر من العوارض والعلامات الآتية: النزف الطمثي، الضائعات التناسلية، الألم في أسفل البطن وحس الثقل في الحوض، الإنحباس البولي، الإمساك القبض، تورم الطرفين السفليين، آلام عصبية. هل الورم خطر على حياة المرأة؟ - بشكل عام يمكن القول ان الورم الليفي لا يشكل خطراً على حياة المصابة به إلا إذا تعرض للاختلاطات، ومنها حدوث الاستحالة والانفتال أو بلوغ الورم حجماً كبيراً والتصاقه بالأعضاء المجاورة في البطن أو الضغط عليها معرقلاً قيامها بوظائفها على أحسن ما يرام. هل يعرقل الورم الليفي حصول الحمل؟ - إذا تطور الورم الليفي في اتجاه جوف الرحم فإنه هنا قد يلعب دور جسم غريب يحول دون حدوث الحمل أو قد يكون سبباً لحدوث الاجهاض المتكرر، أما في حال تطور الورم في جدار الرحم أو الى خارجه، فإنه لن يكون عائقاً أمام حصول الحمل. هل يعرقل الورم الليفي سير الحمل؟ - في الغالبية الساحقة من الحالات فإن الحمل يسير جنباً الى جنب مع الورم الليفي وكأن شيئاً لم يحدث، ولكن في بعض الحالات قد يكون الورم مسؤولاً عن توضعات معيبة للمشيمة بحيث تخلق مشاكل صحية أثناء الولادة، ولهذا تجب مراقبة الحمل عن كثب في هذه الحالات واتخاذ التدابير الضرورية لتأمين ولادة آمنة ومأمونة تضمن صحة الحامل الأم والمحمول الجنين. هل تتوجب معالجة الورم الليفي؟ - إذا كان وجود الورم لا يعطي أي عوارض تذكر ولم يتعرض للاختلاط فإنه يترك وشأنه، وكل ما يتوجب فعله هو مراقبته لرصد تحركاته. اذا تقرر علاج الورم فكيف يعالج؟ - إذا وجد الطبيب بأنه لا مفر من العلاج فهناك ثلاثة حلول: الأول، هو العلاج الدوائي وهدفه وقف الورم عند حده. والثاني، هو العلاج الشعاعي وتتم الاستعانة به في حال تعذر تنفيذ العلاج الدوائي أو الجراحي. أما الثالث، فيقوم على استئصال الورم لتسببه في حدوث نزوف دموية، أو لضغطه على الأعضاء المجاورة، أو لتعرضه للانفتال، أو لعرقلته حدوث الحمل