بعد أيام قليلة على تراجع موجة البرد والصقيع عن لبنان، وذوبان الثلوج عن مناطقه المرتفعة، تبين أن العاصفة الثلجية خلّفت أضراراً كبيرة جداً في قطاعات زراعية متعددة، منها احراج الصنوبر وبساتين التفاح، التي تشكل مورد رزق أساسي للعديد من المزارعين في الجبال اللبنانية، اضافة إلى الأضرار الكبيرة التي شوهت البيئة والمناظر الطبيعية ومداخل القرى مما يمكن أن يرتد سلبياً على الموسم السياحي المقبل. وفي غياب إحصاءات رسمية عن قيمة الأضرار، تدل المؤشرات الأولى إلى أن موسم ثمار الصنوبر "البلدي" قد يتأثر كثيراً من جراء كساد المنتوج الوطني مما سيفتح الأبواب أمام استيراد الصنوبر "الصيني" الذي يرهق أصلاً الانتاج الوطني عبر عمليات استيراد وتهريب على رغم حماية الدولة لقطاع الصنوبر. أما بالنسبة الى التفاح فإن قطاع التصدير سيتأثر كثيراً خصوصاً أن معظم المناطق "المنكوبة" تصرف منتوجاتها عالية الجودة في إطار برامج تصدير التفاح. ومن المفارقات أن قطاعي الصنوبر والتفاح شكلا إحدى "حجج" إقناع مسؤولي التصدير والمزارعين في لبنان بفوائد الشراكة الأوروبية التي تمّ التوقيع عليها أخيراً، حيث أن التفاح والصنوبر هما من أهم صادرات لبنان للسوق الأوروبية والعربية، بانتظار المواسم القادمة.