ينتمي أحمد الحضري إلى النخبة السينمائية المثقفة في مصر، التي كان ابرز ابنائها أحمد كامل مرسي وفريد المزاوي رائد الثقافة السينمائية في مصر. وحمل الحضري مسيرة هذين الرائدين الكبيرين في تأريخ السينما المصرية ونقدها وحمل عبء شؤونها وهمومها الفنية والإدارية ما يقرب من نصف قرن. وعلى الرغم من عشقه السينما درس الحضري الهندسة وتخرج في الفنون الجميلة العام 1948، ثم ارتحل الى انكلترا حيث واصل دراساته العليا بحصوله على دبلوم الهندسة في جامعة لندن 1956، وهناك انتهز الفرصة فأشبع هوايته السينمائية ومارس التصوير السينمائي في جمعية السينمائيين في جامعة لندن، وأخرج عدداً من الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، فضلاً عن حصوله على شهادة فن السينما من الجامعة نفسها العام 1954. وعند عودته مصر في العام 1957، احتضنه عدد من المثقفين أمثال يحيى حقي وحسين فوزي وفريد المزاوي وغيرهم. وبدأ نشر مقالاته النقدية عن السينما، وأنشأ "جمعية الفيلم" لنشر الثقافة السينمائية بتشجيع من يحيى حقي العام 1960، ونظراً لنشاطه السينمائي الكثيف، تولى عمادة المعهد العالي للسينما العام 1967، ثم أصبح مديراً للمركز الفني للصور المرئية العام 1972، وكذلك مديراً لمركز الثقافة السينمائية العام 1975، ورئيساً للمركز القومي للسينما العام 1980، ورئيساً لصندوق دعم السينما في ما بين الأعوام 1980 - 1986، كذلك انتخب أول رئيس لنادي سينما القاهرة العام 1960، ورأس مهرجان الاسكندرية منذ العام 1979، وشارك كذلك في دورات مهرجان القاهرة السينمائي العديدة منذ بدايته العام 1979 وإلى الآن. وقدم الحضري الى المكتبة العربية العديد من المؤلفات السينمائية سواء المؤلفة أو المترجمة وحاز على تكريمات عديدة في محافل دولية ومحلية، كان أهمها حصوله على الجائزة الأولى في النقد السينمائي العام 1964، عن نقد فيلم توفيق صالح "صراع الأبطال" 1962 والتي يعتز بها الحضري كثيراً، وقد كرمه المهرجان القومي للسينما في دورته الأخيرة.