يفتتح الشاعر سيف الرحبي، رئيس تحرير "نزوى"، العدد 22 من مجلّته الثقافية الفصلية الصادرة في العاصمة العُمانية مسقط عن مؤسسة "عُمان للصحافة والأنباء والنشر والإعلان"، بشهادة شعرية عنوانها "الصيد في الظلام الكاسح"، معلناً أن "التجريب يشبه عصا الأعمى الباحثة في الزقاق عن مخرج، إن كان ثمة مخرج يوصل إلى الطريق العام أو الجماعة... نحاول ان نكتب من غير خطط ولا مشاريع، ربما لأن الأعمى يجلي وضوحه وسط ظلامه الخاص، ربما لأن فيض الصحراء وسراب وضوحها الكاسر لا بد من الاستعانة عليه باللغة في هذه المنازلة اللامتكافئة بين كيان جبار ولا نهائي وآخر هش، إلا من نزوع رغبة البقاء ومقاومة التلاشي في رمال القطيع الجارفة". وتنشر المجلّة نصّاً جديداً لمحمد أركون، عرّبه وعلّق عليه هاشم صالح. والنصّ الذي يشكّل مقدّمة كتاب جديد لهذا المفكّر الجزائري، مساهمة من أجل فرض الرؤيا الإنسانية في السياقات الإسلامية المعاصرة. ومن الدراسات الأخرى "التجسد في الفلسفة: استعارات العقل عند موسى بن ميمون" للباحث العُماني عبدالله الحراصي، "وجه المثقف في خطاب ابن رشد" ليحيى بن الوليد. ويعتبر الباحث ابن رشد "آخر الفلاسفة العرب، وهو الشعاع الأخير، وهناك من يرى بأن موته علامة على موت التفكير الفلسفي عند المسلمين". ويدرس خليل الشيخ ديوان محمود درويش "سرير الغريبة"، فيما هاجم تركي علي الربيعو الخواء الثقافي في عصر العولمة. ويقدّم معاوية البلال قراءة للمكان في القصة السودانية الحديثة. وقد احتفت المجلة بالشاعر أنسي الحاج من خلال ملف كامل، يتضمّن حواراً أجرته سلوى النعيمي، ومقالات نقديّة لكلّ من رشيد يحياوي، نوري الجراح... وتحت عنوان "المتسول الرائع"، تخصص "نزوى" ملفّاً ثانياً للروائي ألبير قصيري، يتضمّن حواراً أجراه محمد المزيودي مع هذا الكاتب المصري المقيم في باريس. ومن كتاب وشعراء العدد: خليل النعيمي، علي مصباح، محمد أسليم، عبدالله خليفة، سحر سليمان، وحيد الطويلة، سالمة الموشي، أسعد جبوري، أحمد زين، ناصر المنجي، زليخة أبو ريشة، نبيل منصر، عياش يحياوي، عبدالله البلوشي، هادي دانيال، جرجس شكري، علي المقري، فيصل أكرم، بدرية الوهيبي، حسين عبداللطيف، فاطمة الشيدي، سعاد الكواري، محمد الصالحي والهواري الغزالي.