ماذا يجري في سيليكون فالي، قرب لوس انجليس، المنطقة التي أصبحت رمزاً للتقدم التكنولوجي والالكتروني؟ لقد اجتاز "الوادي" بنجاح عام 2000 الذي شهد انهيارات مختلفة، في البورصات، وعلى الشبكة. لكنه يجد نفسه الآن أمام معضلة لا يمكن أن تخطر على بال أحد، وهي احتمال انقطاع التيار الكهربائي الذي بدونه لا حياة للتكنولوجيا الجديدة. وتبرز أهمية هذه المسألة، بل خطورتها، عندما نعلم أن تكنولوجيا المعلومات كانت تستهلك 25 في المئة من الطاقة المتوافرة في 1975، لكنها تستهلك الآن 30 في المئة وستستهلك في السنوات المقبلة 50 في المئة من هذه الطاقة. ويعترف كبار مهندسي سيليكون فالي بأن أي تغير مناخي مفاجئ، أو أي عطل في مولد كهربائي، كاف لإحداث أزمة. فهذا العام مثلاً، واجه "الوادي" ما يشبه الانذار عندما هبت بين أيار مايو وأيلول سبتمبر موجات هواء حارة جداً جعلت المكيفات تعمل فوق طاقتها، الأمر الذي دفع المسؤولين عن الشبكة الكهربائية الى اطلاق 17 انذاراً لتوفير التيار. وتعود أسباب ذلك الى أن أحداً لم يتوقع ان تستهلك سيليكون فالي هذا المقدار من الطاقة وخلال هذه الفترة القصيرة نسبياً. حتى ان مهندسي الشبكة الكهربائية الحالية لم يأخذوا في الاعتبار حاجة الاقتصاد الجديد الى الطاقة، لأنهم لم يتوقعوا ذلك اطلاقاً، فجاءت الشبكة قاصرة عن تلبية الحاجات المتزايدة لتكنولوجيا لا يمكن أن تقبل بانقطاع التيار. ومثلما يحدث في هذه الحالات بدأت الشركات الكبرى العاملة في "الوادي" بالاعتماد على ذاتها، عن طريق شراء مولدات خاصة بها، بانتظار أن تعمد ولاية كاليفورنيا الى تحديث الشبكة الكهربائية وانشاء محطات توليد جديدة.