الكاتب السعودي عبدالله باخشوين يتحلى بالجرأة حينما يورد على الغلاف الخلفي لمجموعته القصصية الثانية "النغري"، أقوالاً سلبية وايجابية حول مجموعته الأولى "الحفلة"... ومن ذلك قول علي العمير في جريدة "عكاظ": "ان باخشوين لا يعرف أدنى أصل من أصول الكتابة ولا يملك شيئاً من أدواتها"، وقول الدكتور معجب الزهراني في "قوافل" انه "ليس من السهل على أحد أن يسرد أحلامه وهذياناته بهذه الشفافية وهذه الجرأة وهذا الصدق". والواقع ان باخشوين يكرس نفسه، في "النغري"، كاتب قصة حديثة يجنح الى الشعرية والى مشاهد مقتصدة تؤشر الى أحوال الأبطال والبيئة من دون أن تضيع في التفاصيل. والمجموعة الصادرة أخيراً عن "دار بحار العرب" في جدة ترسم بحساسية هواجس انسان يتعرف الى العالم الشائك من دون دليل، فتقوده علاقته ب "النغري" نوع من الطيور الى الهشاشة كنقطة لقاء بين الانسان والعصفور. وتستمر قصص المجموعة في رسم وجوه من هشاشة الكائن أمام عالم غامض وغريب أحياناً، فحتى اللقاء بالحبيبة يتم في مناخ الغبار الخانق وتحولات البناء في المدينة، وحتى الأجواء العائلية المستقرة يؤرقها جنوح الأخ ثم هواجس الغرق تجعل الماء نذيراً بزوال البطل والمدينة وأهلها. يحفر باخشوين في هواجس الانسان المعاصر، وتأتي تجاربه مشوبة بالغموض والشعرية، ما يحجب دلالتها الى مكان وزمان معينين...