عندما اتصلت الأميرة دايانا في منتصف شهر آب اغسطس الماضي بالممثل الكوميدي البريطاني المعروف مايكل باري مور قبل ان تذهب لقضاء رحلتها البحرية الثالثة والأخيرة مع عماد الفايد، طلبت منه ان يحضر الى قصرها المحاذي لحديقة الهايدبارك وسط لندن. وعلى مدى ساعتين ونصف الساعة من الدردشة أفرغت أميرة ويلز كل ما في صدرها للنجم التلفزيوني الذي وقفت الى جانبه يوم كان يمر في محنة شخصية. قالت له ان علاقتها بدودي الفايد جدية، لكنها لم تفصح عما اذا كانت وقعت في غرامه أم لا. وكان واضحاً انها تحاول بواسطة حديثها مع باري مور الاستماع الى رأي شخص آخر تثق به بعلاقة من هذا النوع مع نجل صاحب محلات هارودز. كانت أعصاب الأميرة دايانا متوترة والقلق بادياً على وجهها في تلك الجلسة في قصر كينزنغتون، وهو أمر لم يكن مطابقاً لما بدت عليه في صورها أثناء ظهورها مع دودي الفايد على شواطئ سان تروبيز وسردينيا. في هذه الأثناء كان دودي الفايد يفرغ ما في صدره لأحد أبرز مستشاري والده، الصحافي السابق مايكل كول الذي عمل في هيئة الاذاعة البريطانية. قال كول: "كان دودي في غاية السعادة وهو يطلعني على أسرار علاقته بأميرة ويلز، عندما حدّقت في عينيه أبلغته بأن لا يخرج مع فتاة أخرى بعد اليوم، فرد بسرعة قائلاً "لن يحدث ذلك… ولن يتم الا مع دايانا". على متن اليخت الفخم "فيسترال الأزرق" قال دودي للأميرة دايانا بعدما أعلنت صديقة سابقة له هي كيلي فشر الأميركية انه كان ينوي الزواج منها وأهداها خاتم خطوبة قبل ان يتركها ليظهر الى العلن مع دايانا: "نعم خرجت مع كيلي، لكن أعدك بأنني سأتخلى عن كل النساء من أجلك، الخاتم الذي تدعي كيلي انه خاتم خطوبة، كان هدية وليس أي شيء آخر". بعد ذلك قالت دايانا لصديقتها روزا مونكتون زوجة رئيس تحرير صحيفة "الصاندي تلغراف": "نعم أنا هائمة بحبه، أشعر بالسعادة بشكل لم أعرفه من قبل، انه يحترمني ولا يطمح لشيء آخر كما فعل آخرون". واذا كان أحد أبرز المقربين من دودي قد أكد انه يتميز بقدرة على الصبر وعلى ايقاع من يريد من النساء في حبائله، كما فعل مع حسناوات شهيرات مثل بروك شيلدز وجودي فوستر، فإن ولادة عماد الفايد لاب مثل محمد الفايد وأم هي سميرة خاشقجي كان بمثابة جواز سفر ليدخل عالم النجومية والمال والشهرة. فثروة الفايد الأب تقارب ثروة ملكة بريطانيا، وامبراطوريته موزعة في أرجاء العالم، من متجر هارودز في حي نايتسبردج الراقي وسط لندن، الى فندق ريتز الباريسي الفخم الى مجلة بانش الساخرة ونادي فولهام الرياضي الى قصر كان دوق وندسور يعيش فيه بعدما تخلى عن العرش وانفق الفايد 40 مليون دولار على ترميمه، ويخت طوله 190 قدماً، فيما يمتلك شقيقه سلسلة محلات تيرنبل وآسر المتخصصة في ملابس النخبة. بين شواطئ الاسكندرية والريفييرا الفرنسية ترعرع دودي قبل ان يلتحق بمدرسة "لي روس" السويسرية الداخلية، وبعد ذلك بكلية ساندهرست العسكرية البريطانية. من شاطئ سانت تروبيز الى مانهاتن وشتار وبيفرلي هيلز، كان دودي معروفاً بحبه للحفلات الصاخبة ودعواته لضيوفه من المشاهير مثل فرح فاوست وتوني كيرتس وروبرت دوني. في عالم السيارات كان دودي يمتلك خمساً منها، من نوع فيراري ورولز رويس قديمة يعود تاريخ صنعها الى العشرينات، لكن سيارته المفضلة التي يجوب بها شوارع لندن كانت "ميني كوبر". زواجه من عارضة الأزياء سوزان غريغارد في العام 1987 لم يدم أكثر من ثمانية أشهر، وعلى رغم التسوية التي توصلا اليها بعد الطلاق حافظت سوزان على صداقة دودي، وتدخلت للدفاع عنه بعدما ادعت كيلي فيشر بأنها لا تزال ترتبط بعلاقة مع دودي، بل انها وصفتها بالكاذبة. وذكرتها بأنها أبلغتها قبل ثلاثة أسابيع من زعمها انها مخطوبة اليه بأنها تركته واحتفظت بالخاتم كذكرى لأنه من الغباء ان تعيده اليه. في المقابل فإن ثراء الفايد الأب وعلاقاته لم تفتح امامه الأبواب الموصدة من قبل النخبة، على رغم الخدمات التي قدمها للبلد الذي استضافه. ويقول مايكل كول المستشار الخاص للفايد "لقد طلبت مارغريت ثاتشر من محمد الفايد التدخل لدى سلطان بروناي لدعم الجنيه الاسترليني الذي كان يتدهور بسرعة، وهو أمر حصل فعلاً، وكذلك فعل مايكل هزلتاين وزير الدفاع في حكومة ثاتشر حين طلب من محمد الفايد شخصياً التدخل لدى سلطان بروناي حسن بلقيه لاقناعه بالموافقة على صفقة أسلحة بريطانية قيمتها نصف مليار جنيه استرليني، وهو أمر نجح الفايد في تنفيذه". هذه الخدمات وغيرها من الخدمات الانسانية والاجتماعية التي فتحت أبواب دواننغ ستريت في السابق، لم تمنع الحكومة البريطانية من رفض منح الفايد الجنسية على رغم انه يقيم في بريطانيا منذ أكثر من 25 عاماً. أولاده الأربعة من زوجته الثانية يحملون الجنسية البريطانية، وكان صديقاً لوالد دايانا اللورد سبنسر، والزوجة الثانية لوالد دايانا الكونتيسة دي شمبرين تعمل مديرة هارودز الدولي. والى جانب علاقته بآل سبنسر، ووصية سبنسر الوالد بأن يهتم بأسرته بعد وفاته، تتولى هارودز رعاية سباق الخيل في وندسور الذي ينظم سنوياً، وهو أمر يتيح للفايد الظهور الى جانب الملكة اليزابيث الثانية مرة كل عام على الأقل. ومنذ شرائه متجر هارودز في العام 1984، استثمر الفايد حوالي 500 مليون دولار أميركي، كما تبرع بمبالغ طائلة لجمعيات خيرية بريطانية. ويشعر الفايد بپ"طعم الانتقام" حينما يذكر دوره في اسقاط حكومة جون ميجور التي حاربته: "نعم انا فخور لأنني برهنت للبريطانيين ان من يحكمهم هم مجموعة من المعتوهين". ويقول أصدقاؤه انه كان في الأسابيع الأخيرة يشعر بالفخر بعد نجاح ابنه دودي في الفوز بقلب أميرة ويلز، وزواج دودي منها كان سيجعل الفايد مرتبطاً بقرابة بالجالس على العرش البريطاني في السنوات المقبلة. لقد ارتاحات دايانا لعلاقتها مع دودي بعدما رأت ان ولديها الأميرين ويليام وهاري قد سعدا لقضاء الوقت مع اسرة الفايد في سانت تروبيز، حيث كان دودي يداعبهما، وهو أمر شجعها بعدما استشارت ولديها في موضوع علاقتها مع دودي. ولا شك في ان دودي كان الشخص الذي أدخل السعادة الى قلب أميرة قلوب الناس بعد 17 عاماً تراوحت فيها حياتها بين مد وجزر، الأمر الذي دفع كاتباً آسيوياً يعيش في بريطانيا الى التعليق بقوله: "مهما أظهرتم تحاملاً وكراهية تجاهنا كآسيويين في الشوارع والطرقات الضيقة، فإنه يبدو عملياً ان شبابنا يظفرون بأجمل نسائكم في أعالي البحار"، في اشارة الى وقوع جمايما غولدسميث في غرام لاعب الكريكت الباكستاني الشهير عمران خان، ودايانا في غرام دودي الفايد والقصة الأخيرة تستحق ان تحمل عنوان انطونيو - كليوباترا القرن .