بعد صراع طويل مع المرض، أنطفأ أخيراً في احد مستشفيات الجزائر الفنان علال المحب، وهو آخر العنقود في جيل الرواد الذين وضعوا أساسات المسرح الجزائري، وخاضوا معاركه وتجاربه الاولى... جيل مصطفى كاتب وكاتب ياسين وعبد الرحمن ولد كاكي والآخرين. بنى علال المحب تجربته على ارساء تقاليد وطنية مناهضة للنموذج الاستعماري السائد في بلاده قبل الاستقلال. وكان بين الأوائل في استيحاء الاشكال التراثية وفي استعمال عناصر من التقاليد الشفاهية والطقوسية... التي ستشكل حجر الاساس في ما عرف لاحقاً ب "المسرح الاحتفالي". ولد حمودي علال اسمه الحقيقي سنة 1920، وبدأ مسيرته الفنية مؤلفاً ومخرجاً وممثلاً منذ منتصف الاربعينات. لفت الأنظار بأسلوبه الخاص في اقتباس الاعمال العالمية التي قدمها مطلع الستينات، مع فرقة "المسرح الوطني الجزائري"، مطبقاً احداثها وشخصياتها ومغزاها العميق على واقعه ومعاناة شعبه وبلاده. من أبرز تلك الاعمال: "البخيل" لموليير، "إيفان إيفانوفيتش" لناظم حكمت، "ورود حمراء لي" لدين اوكازي، "الشريرة المستأنسة" لشكسبير... وكان الراحل عبد القادر علولة اشترك في العملين الأخيرين ممثلاً ومساعداً للاخراج. عاش علال المحب عزلة طويلة، بعد ابعاده عن "المسرح الوطني" سنة 1965 لأسباب سياسية. ولم يظهر مجدداً في دائرة الضوء إلا سنة 1989، حين أعاد اليه الاعتبار مصطفى كاتب. وكان آخر ما قدمه هو اقتباس لمسرحية لوركا "بيت برناردا ألبا".