في الوقت الذي ذهبت فيه طالبة الصف الثاني الثانوي أسماء العمر صباح أمس إلى مدرستها ترافقها شقيقاتها الأربع في روتين سنوي تتكرر فصوله مع بداية كل فصل دراسي جديد، امتنعت زهراء وصديقاتها من الذهاب إلى مدرستهن اعتراضاً منهم على سوء نظافة المباني المدرسية التي اعتدن أن يتولين نظافة مقاعدهن الدراسية، إضافة إلى الطاولات، وأرضيات الفصل بأنفسهن. زهراء السنيد ترى أن الغياب ثلاث أيام منذ بداية العام الدراسي كفيل بأن يحل أزمة الأتربة التي هربت منها وفضلت البقاء في المنزل، وتؤكد أنها ليست مستعدة لتولي مهام النظافة داخل المدرسة في حين خصصت الوزارة مبالغ مالية لعملية النظافة. السنيد تصر على استمرارها في الغياب إلى يوم الأربعاء حتى تنفض إدارة مدرستها الأتربة والأوساخ عن فصلها وبقية مرافق المدرسة، وتصبح صالحة للعملية التعليمية، بعدها ستجدها إدارة المدرسة من الطالبات الانتظام. لم تكن زهراء بمفردها من تعترض على مستوى نظافة المباني المتدني وتعبر عنه بالغياب بل تكرر المشهد مع الطالبة نهى الأخضر ورفيقاتها الأربع إذ امتنعن صباح اليوم الأول للدراسة أمس من الانتظام في صفوف الطابور الصباحي لفصلهن المدرسي للحجة ذاتها، ووجدت تأييد من والديها اللذين لم يرغماها على الحضور. وتوضح والدة نهى أنها تقف مع ابنتها ولا تمانع من غيابها، بينما هي في تواصل واتفاق مسبق مع ذويي صديقات نهى في المدرسة ذاتها على الغياب، ولفتت إلى أنها تمنح المدرسة يومين على الأقل حتى تكون صالحة لاستقبال الطالبات من حيث النظافة والاستعدادات النفسية لفريق العمل. في المقابل تشير مرشدة طلابية رفضت الإفصاح عن اسمها إلى أن إدارات المدارس في الغالب تتولى عمليات النظافة لأجزاء بسيطة من المبنى المدرسي محدد ب"فناء المدرسة ودورات المياه"، أما الفصول فتترك مسؤوليتها لكل طالبة، لافتة إلى أن الطالبة تتولى نظافة طاولتها ومقعدها الدراسي، فيما تظل نظافة أرضيات الفصول والممرات مرهونة بأحذية وأطراف ملابس المعلمات وطالباتهن.