أكدت مديرة المركز السعودي للتوحد سهى السعدي، أن انتشار إعاقة التوحد في السعودية بلغ أكثر من 30 ألف حالة، مشيرة إلى أن نسبة شيوع إعاقة التوحد تصل إلى نحو خمس حالات من كل 10 آلاف مولود، وهي تكون أكثر شيوعاً عند الذكور من الإناث بنسبة تقدر بواحد إلى أربعة. وقالت السعدي ل"الحياة":"من الصعب شفاء المصاب بإعاقة التوحد، إذ إن العلاج والتشخيص يساعدان في دمجه بالمجتمع، بحيث يمكن للمصاب بالتوحد من الاعتماد على ذاته والعيش حياة مستقلة". وأكدت أن اضطراب التوحد يعتبر أحد الاضطرابات النمائية المعقدة التي تصيب الأطفال خلال السنوات الثلاث الأولى من أعمارهم، ويعرف التوحد وفق الجمعية الوطنية للتوحد في بريطانيا بأنه عجز يعيق تطوير التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي واللعب التخيلي الإبداعي، ومنذ أن اكتشف الطبيب الأميركي ليو كانر هذا الاضطراب عام 1943 حتى الآن لم يتوصل الباحثون إلى سبب مقنع يعول عليه وراء إصابة الأطفال بهذا الاضطراب الغامض الذي يسمى"اللغز الغامض". وأشارت إلى أن نسبة شيوع إعاقة التوحد عالمياً تقدر تقريباً بأربع إلى خمس حالات توحد في كل 10 مواليد، وقالت:"على رغم عدم معرفة السبب الحقيقي لإعاقة التوحد حتى الآن، إلا أن الدراسات أثبتت أنها ليست إعاقة نفسية وإنما عضوية تطويرية في المخ تحدث قبل أو خلال أو بعد الولادة مباشرة، وقد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفطريات بعد الميلاد مباشرة، أو نتيجة لنقص الموصلات العصبية في المخ، أو نتيجة للحمية الغذائية، وفي بعض الأحيان قد تنتج من عوامل وراثية، ولا يستطيع الطبيب الجزم على هذه العلامات الأولية، ويتم متابعة وأجراء بعض الفحوصات للتأكد من سلامة التطور، واستثناء الأمراض الأخرى". وأضافت"إنه لا يمكن الشفاء من هذا الاضطراب، إلا أن التشخيص المبكر إذا بدأ في عمر السنتين مع تلقي العلاج المناسب يمكن أن يعطي نتائج جيدة تمكّن المصاب من الاعتماد على نفسه وعيش حياة مستقلة، كما أن زيادة وعي المجتمع بالعلامات الأولى للتوحد وتمييزها عن غيرها من الاضطرابات، ومعرفة أحدث الطرق والبرامج و المقاييس العالمية الحديثة ستعطي للطفل بالتعاون مع المركز والأسرة فرصة أكبر لتلقى العلاج اللازم في وقت مبكر". وأكدت سعيهم الدائم للارتقاء بالخدمات التي تساعد الطفل على اكتساب مهارات معينة بحيث يتمكن من التعايش مع المجتمع،"كما نعمل على توفيرها للأسرة لسهولة دمجه بالمجتمع، ومنها توفير سكن داخلي لأطفال التوحد في المناطق الأخرى التي تفتقر لوجود مراكز التوحد، إضافة إلى تأهيل الشباب وتوظيفهم بالتعاون مع قطاعات حكومية وشركات خاصة، وتفعيل دور الدمج وفق برامج مدروسة و منظمة، وتأهيل و تدريب الكوادر العاملة مع هذه الفئة، إلى جانب فتح حضانة للمتوحدين نظراً لما في برامج التدخل المبكر لهذه الفئة من أثر فعال. ... ارتفاع الكلفة أبرز التحديات أكدت السعدي أن من أبرز المشكلات التي تواجه العاملين في مجال اضطراب التوحد هي ارتفاع كلفة خدمات الطفل التوحدي، التي تشكل عبئاً كبيراً على العديد من الأسر، وخصوصاً أنه يحتاج إلى التواجد في مراكز التدريب لفترات طويلة. وقالت:"المركز الحكومي في جدة لديه طاقة استيعابية معينة، ونحن الآن نسعى جاهدين للارتقاء بمستوى الخدمات والبرامج المقدمة للطفل والأسرة، وتوعية المجتمع، مع الحرص مستقبلاً على توفير الخدمات للمناطق القريبة من مدينة جدة كاستشارات مجانية، وتأسيس جمعية أسر التوحديين مع ربطهم وتبادل خبراتهم على مستوى الخليج العربي".