سيكون أهالي مدينة الرياض نهاية الشهر الجاري على موعد مع معرض يحكي عن حضارة شبه الجزيرة العربية على مدى مليون عام، إذ يحط المعرض الدوري المشترك لآثار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية رحاله في مدينة الرياض أواخر محرم الجاري ليعرض نحو 700 قطعة أثرية. وأوضح المدير العام للمتحف الوطني في الرياض الدكتور عبدالله السعود في بيان أمس، أن المعرض الذي يرعى افتتاحه أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز له أهمية كبرى، لأنه يوثق للكيان الواحد والترابط التاريخي لدول مجلس التعاون منذ عصور ما قبل التاريخ حتى وقتنا الحاضر. وأضاف أن فكرة المعرض نبعت أساساً من اجتماعات وكلاء الآثار والمتاحف لدول المجلس الذين ارتأوا ضرورة إيجاد معرض يجسد الوحدة الحضارية، فأقيم المعرض الأول في الفجيرة في الإمارات، وطلبت السعودية استضافة المعرض الثاني الذي سيقام حالياً في المتحف الوطني في الرياض بعنوان:"وحدة حضارية وتنوع ثقافي". وأشار إلى أن المعرض قُسم إلى أربعة أقسام الأول: فترة ما قبل التاريخ التي تمتد زمنياً من مليون سنة إلى ستة آلاف سنة من الوقت الحاضر، ويتم فيها عرض قطع أثرية من دول المجلس في خزائن عرض مشتركة بحكم أنها تمثل فترة زمنية واحدة مع الإشارة إلى الدول صاحبة القطع، والثاني: فترة فجر الحضارات التي تمتد من الألف السادس قبل الميلاد تقريباً إلى الألف الثالث قبل الميلاد، والثالث: ما قبل الإسلام، وهي من الألف الثاني قبل الميلاد إلى المئة الميلادية تقريباً وقامت فيها حضارات عدة في دول المجلس بأسماء مختلفة، وتسمى فترة الممالك العربية، ثم الفترة الرابعة وهي فترة الإسلام من القرن السادس الميلادي إلى الفترة العثمانية تقريباً. وأوضح مدير المتحف الوطني أن المعرض سيقام في قاعة العروض الموقتة في المتحف الوطني، وسيكون فيها نحو 700 قطعة أثرية متنوعة من الفترات الأربع بواقع 100 إلى 120 قطعة لكل دولة. وتحدث عن بعض القطع المهمة التي ستعرضها السعودية مثل مكعب تيماء الذي يشير لعصور ما قبل الإسلام ويرجع للقرن الثامن قبل الميلاد، إضافة إلى أوان فخارية إسلامية ترجع للفترة العباسية، كما ستُعرض قطع حجرية وسهام ترجع للعصر الحجري. ولفت إلى أن المعرض سيتنقل كل سنتين من دولة خليجية إلى أخرى، مشيراً إلى أن عارضين من كل دولة سيشاركان في المعرض ليشرحا للزوار عن القطع. وأكّد الدكتور عبدالله السعود أن الاستعداد للمعرض بدأ باكراً، عبر تجهيز أدواته كالكتالوج والدليل والمادة العلمية والصور والخرائط وكذلك إعداد السيناريو وكيفية العرض. وتوقع أن يلبي المعرض طموحات المهتمين وأن يشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين والمقيمين، موضحاً أن الهدف الرئيسي من المعرض ليس العرض الفني فقط لقطع أثرية بل تعريف المواطنين والمقيمين بالعمق التاريخي والحضاري لمنطقة الخليج،"خصوصاً في ظل عدم الوعي الكافي من المواطنين بتاريخ المنطقة".