ألقت فرق البحث والتحري جنوبجدة، القبض على وافدين إفريقيين نصبا على أحد المواطنين، وحصلا منه على مبالغ مالية كبيرة، بعد إيهامهما إياه بقدرتهم على علاجه من داء السكري، وإرجاع الوئام بينه وبين أبنائه العاقين. وكان المواطن السعودي الذي يبلغ من العمر 72 عاماً عسكري متقاعد، يعاني من مرض السكري، إضافة إلى وجود خلاف بينه وبين أبنائه، وأوهمه أحد أصدقائه بمعرفته لشخص يمكن أن يحل جميع مشكلاته ابتداء من علاجه من داء السكري بالطرق الشعبية، ثم مساعدته على كسب قلوب أبنائه، وجعلهم بارين به. وتوجه المواطن بعد هذه الإغراءات إلى الشخص المعالج وهو من الجنسية النيجيرية، من طريق وسيط ثالث سوداني الجنسية، ودفع المواطن أجرة الكشف، الذي كانت نتيجته أنه مسحور ومصاب بالعين، وعليه دفع مبلغ خمسة آلاف ريال لشراء ذبائح فدية، ليعمل على فك السحر الذي أصابه، والذي عطل كذلك ربحه مبلغ70 مليون ريال، كما طالبه باستئجار مقر سكني، وتأثيثه بمبلغ 2000ريال، غير أن المواطن وبعد دفع أكثر من سبعة آلاف ريال للنصاب شعر أن الطلبات زادت بشكل غير متوقع، ما دعاه إلى مطالبة الوسيط السوداني بالبحث عن معالج آخر. ووقع المواطن من طريق الوسيط السوداني، ضحية نصّاب آخر في العاصمة المقدسة، أوهمه كذلك بقدرته على العلاج، وبشره بالملايين السبعين بعد فك السحر وإتمام العلاج، ما جعله يصدق ويطمع في الحصول على المبلغ، وطالب المواطن من الساحر مشاهدة المال بعينيه فأراه حقيبة مليئة بالنقود- اتضح بعد ذلك أنها كانت أوراقاً تعلوها مبالغ نقدية من فئة 500 ريال-، وأكدوا له جاهزية المبلغ، والمطلوب منه فقط تسليمهم مبلغ 140 ألف ريال لشراء بخور وأدوات لفك السحر، فعرض عليهم دفع نصف المبلغ مقابل تقاسم الملايين معهم، واتفقوا على ذلك وباشر المواطن تسليمهم المبلغ على دفعات، الأولى كانت 20 ألف ريال، والثانية سبعة آلاف، والثالثة 15 ألف ريال، ودفعة أخيرة بمبلغ 2000 ريال، قبل أن ينبهه أحد معارفه إلى أن العملية واضح فيها النصب والاحتيال، فأبلغ قسم البحث والتحري في جنوبجدة، فأكد له تكرار مثل هذه الحوادث من النصب بالسيناريو نفسه، واستعدادهم لمساعدته. وأعد القسم مكمناً للنصّاب والمترجم الوسيط، بالتعاون مع الضحية وتم ضبطهما في شارع الميناء، وجرى التحقيق معهما، وصدقت اعترافاتهما شرعاً، وتبين أنهما من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، وسبق أن سجن الوسيط السوداني في قضية مشابهة. وتابع عملية الضبط مدير شرطة جدة، ومدير البحث، ورئيس شعبة البحث والتحري في جنوبجدة، فيما قادها ميدانياً رئيس وحدة جرائم النصب والاحتيال في بحث جنوبجدة، ولا يزال النصابان مسجونين في انتظار صدور الأحكام الشرعية في حقهما.