أتعرف أن حاجاتك في هذه الحياة بسيطة؟ قد تقول سقف ومأكل ومشرب وحب، وهذا صحيح. قد يخجل البعض من هذا السقف، وقد يتباهى وقد يقنع آخر، فواحد سقفه من حجر وآخر من قش وآخر قد زينه بالفصوص والنصوص والذهب والفضة، إلا انه سقف. أيضاً قد يأكل البعض لحماً والآخر خبزاً وملحاً ويتلذذ آخر بالكافيار والفستق ويتسلى آخرون باللب، إلا أنه كله أكل. وقد يحب البعض بجنون والآخرون بعقل، ويهوي بعض وينسى بعض، إلا انه في هذا الزمن أصبح كل الحب حباً، فماذا ينقص الإنسان؟ وما الذي يحتاج إليه هذا الإنسان؟ أتعرف انك تحتاج إلى ملاذ، إلى ملجأ فقط؟ ما زال الوهم يخيل إليك انك تحتاج إلى أشياء أخرى مثل سوار وسيارة وتذكرة سفر ومسبح، ولكنك تحتاج فقط إلى ملجأ، إلى كهف قلب تختبئ داخله، إلى مغارة حضن تنام فيه، إلى حب تعود إليه فيكافئك بأن يفهمك ويتفهمك، يصفح عنك ويتقبلك. ما أبسط هذا الاحتياج! وكم يبدو سطحياً، إلا انه اجتياح لجيوش عاطفية كبيرة. لأن يشعر الإنسان انه مهما لف، مهما تعب، مهما ضاع ومهما، فهناك أو هنالك رحم يعود إليه فيه مكونات الحياة: محبة، صدق، وعاطفة. أتعرف؟ انه الأمان الذي يلفك كطفل رضيع في حضن أم رحيمة، غريزة روحية عاطفية إلا أنها توازي غريزة الجوع والعطش، لأنك مهما استبدلتها بماديات الحياة إلا انك ستكتشف بوضوح انك محتاج في هذه الدنيا إلى ملجأ، إلى ملاذ، انه الانتساب الحقيقي للحياة. وأنت إن لم تنتسب إلى هذا الملجأ لن يكون لك مكان في الحياة. قد تكون أماً، اخاً، أختاً، حبيبة أو زوجاً، ولداً أو صديقاً، إلا انه ملجأ. انه الانتساب إلى الحياة. ما ملجأك؟ أعني من الإنسان الذي تعرف انك إليه ستعود ومن اجله ستصحو أو صوتاً يهتف لك... قم فهناك إنسان يعيش من اجلك وانت تعيش من اجله، إنسان سيفهمك ويتفهمك، إنسان هو ملجأك، فكن ملجأه، ففي نهاية المطاف وأوله نحن في حاجة فقط إلى ملجأ، إن لم تجده فاخترعه. خلف رسالة جوال: سألت الطير تقدر توصل سلامي للغالين؟ رد الطير: هه، شغال عند أبوك أنا! [email protected]