لبى رجال الأعمال السعوديون نداء قيادتهم السياسية بعدم التردد في بناء المشاريع الاستثمارية المفيدة لاقتصاد المناطق اليمنية. وكان لزيارة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى عاصمة محافظة حضرموت وقع خاص على رجال الأعمال السعوديين من أصول حضرمية، حيث توافدوا بالعشرات للاحتفاء بوصول أكبر شخصية سعودية تزور حضرموت. في هذه الأثناء شاركهم كبار رجال الأعمال الآخرين محبة حضرموت، نتيجة للعلاقة الأصيلة التي ربطت تعاملاتهم التجارية المبنية على الصدق والحرفية وتبادل المنافع في جميع المستويات الخاصة والعامة. ولم يقتصر الأمر على رجال الأعمال فقط، بل حتى الشخصيات العلمية وكبار الموظفين من أصول حضرمية شاركوا في الاحتفاء بالأمير سلطان والوفد المرافق له، إذ تكبدوا عناء ترك مشاغلهم في المدن السعودية والتوجه قبل أيام من وصول الضيف الكبير. وكان لرجال الأعمال تنسيق لافت، حيث تولى المهندس عبدالله بن أحمد سعيد بقشان وعبدالله باحمدان واجهة العمل التنظيمي لزيارة الأمير سلطان في شقها الاقتصادي الأهلي. وقدموا طاقاتهم بحفاوة وترحاب مزينين دورهم الجديدة في المكلا بلافتات ضخمة للترحيب بالأمير سلطان والوفد المرافق، كما جندوا عشرات الشبان النشطين في خدمة الوفد المرافق. فيما تواجد رجال أعمال آخرون بينهم حمد الجميح وعبدالمحسن الحكير ومحمد السبيعي وآخرون من مختلف المناطق السعودية. فيما كانت مجموعات أخرى من رجال الأعمال مثل رئيس مجلس رجال الأعمال السعوديين واليمنيين الدكتور عبدالله بن مرعي بن محفوظ، تعمل على بناء شراكات جديدة مع نظرائهم اليمنيين في مقدمهم محمد عبده سعيد هائل. وخلال زيارة الأمير سلطان إلى دارة آل بقشان على شاطئ بحر العرب في مدينة المكلا ألقى عبدالله باحمدان كلمة رجال الأعمال السعوديين محيياً ولي العهد وقائلاً فيها: إنه لمن دواعي سعادتي أن أقف أمامكم بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن إخواني رجال الأعمال السعوديين من ذوي الأصول المنحدرة من أرض حضرموت للترحيب بسموكم ومرافقيكم الكرام بزيارتكم الميمونة لوطنكم الثاني اليمن". وأضاف:"في البداية لا بد لنا أن نشيد بمعاهدة جدة التاريخية التي أنهت مرحلة من المشكلات الحدودية بين البلدين وقضت عليها إلى غير رجعة وأرست الأسس السليمة والمتينة لبناء علاقات أخوية حميمة بين البلدين لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في ربوعهما وقد كانت للإرادة السياسية الحكيمة لقادة البلدين الشقيقين وبعد نظرهما وتغليبهما المصالح العليا على كل الاعتبارات هي ما أفضى لتوقيع هذه المعاهدة التاريخية، حيث وجدت صدى طيباً في نفوس شعبي البلدين الشقيقين لما يرتبطان به من وشائج القربى والرحم والدين". واعتبر باحمدان:"أن المملكة منذ توحيدها على يد الإمام الراحل صقر الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه - كانت دائماً تهتم بشؤون المسلمين وترعاهم وتعمل كل ما في وسعها للتقريب بينهم". مشيراً إلى أن ظروف عصر العولمة وما تفرضه من تحديات:"يحتم على البلدين الشقيقين أن يسارعا بخطوات توثق العلاقات التجارية والاقتصادية لما بينهما وتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي بما يحقق مصلحتي الطرفين". ثم أعلن عبدالله باحمدان عن تبرع رجال الأعمال السعوديين بإنشاء كلية للتقنية تحمل اسم الأمير سلطان بن عبدالعزيز في جامعة حضرموت في المكلا وذلك اعترافاً منهم بالجميل والرعاية التي وجدوها من المملكة بشكل عام ومن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بشكل خاص.