وجه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمس، كلمة إلى المشاركين والحضور في فعاليات معرض"مساجد تشد إليها الرحال"، ألقاها نيابة عنه وكيل إمارة المنطقة للشؤون الأمنية الأمير عبدالله بن فهد بن محمد بن عبدالرحمن، رحب من خلالها بالحضور. وقال:"يسرني أن أرحب بكم في أبرق الرغامة أحد المواقع التي تحمل ذكرى باني هذه البلاد ومؤسسها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن"رحمه الله"، الذي أنهى فيه توحيد المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد وبدأ مرحلة التأسيس والبناء والعطاء والتواصل". واستطرد قائلاً: وحين يقام معرض"مساجد تشد إليها الرحال"في هذا المركز، فإن ذلك يعد تعبيراً حياً للوحدة التي تجمع ثلاث مدن إسلامية تهفو إليها قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض لزيارة مساجدها، المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى. وأضاف، في مكةالمكرمة ظهر نور الهدى والعلم والمعرفة وانطلق الإشعاع لينير دياجير الظلمة والضياع التي كانت تعيش فيها البشرية وحل الأمن مكان الخوف وتحقق العدل والمساواة بين الناس، رسالة خالدة جاء بها الدين الإسلامي الحنيف تحيي الأمة وتوحد صفوفها، وفي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم طيبة الطيبة كانت انطلاقة الدعوة وتحقق لهذا الدين بعدالته وسماحته ما يسعد هذه البشرية ويحقق آمالها وطموحاتها. وأشار إلى أن القدس الشريف الذي كان معجزة الإسراء والمعراج لنبي هذه الأمة يفرض على الجميع التوقف لاستذكار المسجد الأقصى وهو يرزح الآن تحت الاحتلال، وتعطل فيه الصلوات والعبادات، وقال:"لا يسعني في هذا الموقف إلا أن أدعو الله سبحانه وتعالى أن يعيد المسجد الأقصى إلى الأمة العربية والإسلامية، من أجل أن يكون مصدر إشعاع ونور وحضارة وتفاعل وبناء، من أجل السلام والتعايش والحوار بين الشعوب". ولفت أمير منطقة مكةالمكرمة إلى أن تجمع هذه الكوكبة من الفنانين والفنانات التشكيليين في فعاليات هذا المعرض، جدير بالاهتمام والرعاية والتواصل الفني والإبداعي بينهم وبين فناني العالم، وما تجسيد هذه الأماكن المقدسة لدى المسلمين إلا دليل على أن الإسلام دين الوحدة والتآلف بين الناس، وهو ما يجسد رسالة هذا المعرض وأخلاقه. وشكر أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، صاحب فكرة هذا المعرض، إذ أخلص الجهد، وأتقن العمل، وأظهر لمسة الفنان المبدع في اختيار الفكرة وتجسيدها. كما شكر الفنانين والفنانات الذين أسهموا في أعمال المعرض من الدول العربية والإسلامية، واللجان المنظمة كافة، والمساهمين في انطلاقة فعالياته، داعياً القطاعات وشرائح المجتمع كافة إلى زيارة هذا المعرض الذي يعكس صورة من صور توحيد الأمة وتفاعلها مع مقدساتها، متمنياً للجميع التوفيق. وكان وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة للشؤون الأمنية الأمير عبدالله بن فهد بن محمد بن عبدالرحمن افتتح أمس، برعاية أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، وفي حضور رئيس اللجنة العليا المنظمة الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، فعاليات أول معرض فني إسلامي عالمي، بمشاركة عدد من الفنانين التشكيليين من مختلف دول العالم تحت عنوان"مساجد تشد إليها الرحال"، في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي في أبرق الرغامة في محافظة جدة. ويشارك في المعرض 18 فناناً وفنانة تشكيليين من 13 دولة بما فيها المملكة العربية السعودية حيث تم عرض 49 لوحة فنية تجسد المساجد الثلاثة، المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى ويستمر ثلاثة أيام. وجال الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، والأمير عبدالله بن فهد بن محمد بن عبدالرحمن، في حضور أكثر من 500 زائر وقناصل الدول العربية والإسلامية والصديقة على القاعات الأربع التي عرضت فيها اللوحات الفنية، التي تم تجهيزها على أعلى مستوى يتوافق مع المعارض العالمية، وجهزت بأنظمة إضاءة وأنظمة صوت وشاشات مرئية يظهر فيها الفنانون المشاركون للحديث عن لوحاتهم، والمنهج الفني والإبداعي والمدارس الفنية التي اتبعت في رسم اللوحات، وفلسفة اللون، وتركيب اللوحة في قالبها الفني، من تصميم المهندسة رشا الهوشان. واستمع الأمير عبدالله بن فهد إلى شرح عن شعار المعرض، وهو عبارة عن ثلاثة أهلة، كونت في مجملها لفظ الجلالة الله من تصميم الأميرة ليان بنت فيصل بن محمد، التي برعت في تقديم الشعار، إذ رمزت لكل مسجد بهلال، بألوان ثلاثة هي الأخضر والذهبي والأسود. من جهته، أوضح الأمير فيصل بن عبدالله أن المعرض يشهد مشاركة واسعة في فعالياته، إذ تشارك فيها كل من: إمارة منطقة مكةالمكرمة، ووزارة الثقافة والإعلام، ووزارة الحج، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وأمانة جدة، وجامعة الملك عبدالعزيز، والجمعية السعودية للثقافة والفنون، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وبيت التشكيليين، والمؤسسة العربية الإعلامية للإنتاج والتوزيع، ومجموعة الهوشان، ومجموعة ماد مارك التسويقية. وتناول اختيار اللجنة المنظمة عنوان"مساجد تشد إليها الرحال"، مشيراً إلى أن الاختيار جاء نتيجة حتمية لما تمثله هذه المساجد من مكانة أوحت بتبني إنجاز هذا العمل الذي كان أساسه تعايشياً مع الفن التشكيلي كأداة تعبير عن مفهوم ما تحمله رسالة الإسلام الخالدة منهجاً وفكراً وسلوكاً. وشدد على أن مكةالمكرمة كانت ولا تزال عاصمة للثقافة الإنسانية ومن الأزل إلى الأبد وشعاعاً للعلم والمعرفة والنور والهداية وقد رسمها بزوغ دعوة الإسلام الحنيف من هذه البقعة الطاهرة منذ أكثر من 14 قرناً وانتشاره في الأرجاء المعمورة موحداً الكلمة بكلمة التوحيد. وأشار إلى أن المعرض يسعى إلى إيصال رسالة جسدها العمل الفني ل17 فناناً وفنانة تشكيليين يمثلون 13 دولة إسلامية جميعهم كانت لهم الحرية في التناول والتعبير الإبداعي لرسم هذه الأماكن المقدسة التي خصها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وسنته المطهرة وهي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى. وقال"إن نتائج العمل الفني في المعرض كانت موفقة إلى حد ما، حيث جمعت أساليب مختلفة ومتنوعة تمثلها ثقافات أثرت عليها بيئاتها ومجتمعاتها وتفكيرها ولكن وحدتها في رسالتها ومضمونها روحانية الإسلام وعبق التاريخ لهذه المواقع الطاهرة". وأضاف أن تلك المضامين في اللوحات الفنية التي سيتم عرضها تدل على عظمة الروابط وقوتها ومتانتها مهما اختلف اللسان والشكل واللون واللغة والزمان والمكان، متمنياً أن يحقق المعرض الرسالة الأساسية من إقامته في دعم العمل الفني الإبداعي وتحقيق الهدف الأسمى له لنقول للعالم إن قبلة المسلمين ومسجد الرسول الأمين وثالث الحرمين الشريفين هو ما يوحد الأمة الإسلامية ويقرب تطلعاتها ويعزز توجهاتها وأهدافها.
